رواية كاملة 24 الفصول من ستة وعشرون لثمانية وعشرون
المحتويات
بيا التحرر للدرجة دي أكيد ..اليوم اللي حصل فيه الكلام ده كان قبل ما ننزل مصر بفترة قريبة جدا وكان في حفلة عيد ميلاد وحدة صحبتنا وعازمة الكل فأنا روحت وهناك طبعا كان في اللي بيشرب بس أنا كنت رافضة وبعد الحاح منهم شربت للأسف واللي كان في الصور معايا .. كان بيحاول يتقرب مني من فترة وأنا كنت بصده فلقيها فرصة وأنا اكمني مكنتش في وعي فضلت اتكلم واضحك معاه وفي وسط ما كنا بنتكلم لقيت نفسي مرة واحدة جوا اوضة معرفش إزاي في البداية أنا مكنتش حاسة بنفسي بس لما لقيت الموضوع هيتطور فوقت مرة واحدة معرفش ازاي وزقيته وحاولت اهرب فمسكني ومكنش عايز يخليني امشي وبما إن كان في حفلة برا فمحدش كان هيسمعني لو صړخت حاولت افلت منه بصعوبة لغاية ما سحبت هدومي ولبستهم بسرعة وبعدين طلعت جري على برا وركبت تاكسي ومشيت واللي اتضح طبعا بعد الصور اللي اتبعتلكم إنت وعمو إن الحيوان كان ناوي يصورني فديو بس بعد ما هربت معرفش ياخد غير كام صورة من اللي حصل
_ صدقني أنا مش بكدب عليك ياعلاء والله العظيم هو ده اللي حصل بظبط لا أقل ولا زيادة
تشدق بحدة ونظرات مستاءة
_ حتى لو كان ده فعلا اللي حصل فهو ميمنعش إنك غلطانة والغلط الأكبر على تيتا اللي سابتلك السايب في السايب لغاية ما وصلت بيكي إنك تحضري حفلات بالمنظر ده وتسكري كمان ومتحسيش بنفسك ده غير لبسك اللي كلنا كنا غلطانين لاننا سكتنا عليه وسبنا تيتا تفسدك بالشكل ده .. والله اعلم حصل إيه غير ده بما إنك طبعا كان عندك اصدقاء ودول ميعرفوش العيب والغلط وإنتي كنتي سايبة نفسك لأي كلب عشان يقرب منك
_ في حجات مليش ذنب فيها أنا طلعت على الدنيا من غير أم وبابي ماټ وأنا عندي خمس سنين ونينا هي اللي ربتني كانت بتعاملني بكل حنية ومكنتش بترفض ليا طلب اقولها عايزة البس ده يانينا .. البسي ياحبيبتي عايزة اخرج في المكان ده .. روحي ياحبيبتي مكنتش بتقولي على الغلط والعيب ومفتكرش إنها اتكلمت معايا في الكلام ده إلا مرات معدودة وقليلة جدا وأنا لسا صغيرة وعندي 18 وللأسف ادركت دلوقتي إني لسا صغيرة وطفلة متعرفش الغلط من العيب وكنت فاكرة نفسي كبيرة وناضجة بس طلعت العكس .. نينا كل اللي كان عليها إنها هتجوزني من زين وزرعت في دماغي إن زين هو الراجل الوحيد اللي يناسبني مع إني مكنتش بحبه ومن كتر الحاحها فوق راسي اقتنعت برأيها وبقيت اقنع نفسي إني معجبة بيه وعايزاه وهي كانت بتعمل المستحيل عشان الجواز ده يتم .. أما من ناحية الاصدقاء فاطمن أنا كنت دايما وحيدة ومنطوية ومليش غير عدد اصدقاء قليلين جدا وكلهم بنات بس
_ عايز اصدقك بس مش عارف
زمت ورسمت ابتسامة بائسة وحزينة وهي تجيبه بيأس
_ كنت متوقعة ده ! .. المهم إني قولتلك وإنت احكم براحتك عليا بعد كدا
تمددت على الفراش وولته ظهرها بعد أن رفعت الغطاء لأعلى تحاول النوم للهروب من واقعها الأليم أما هو فخرج للشرفة ووقف يفكر في كلامها بشرود ! ......
اخبرها بأنه سيعود على أذان المغرب أو بعده مباشرة وهو لم يعد حتى الآن ولا يجيب حتى على اتصالاتها وبعد أن جهزت الطعام واعدت الجو الرومانسي وجهزته لملمت كل شيء من جديد وأيضا تجهزت ولبست قميص النوم النسائي ووتركت العنان لشعرها ووضعت القليل من مساحيق الجمال وكل هذا فقط من أجله وهو لم يأتي ولم يكلف نفسه ليتصل ويخبرها بأنه سيتأخر ولا يجيب على مكالمتها !! .
_ آسف ياملاذ اتأخرت عليكي عارف والله بس الشغل طول وحبيت اخلصه كله ومخليش حاجة عشان مطلعش تاني واسيبك وحدك
_ إنت عارف أنا برن عليك من إمتى !! وكنت مجهزة عشا لينا وحضرتك سايبني للساعة عشرة وحدي لغاية ما الأكل برد وشلته تاني في التلاجة لا ومجهزالك نفسي ولابسة وحاطة مكياج وإنت سيادتك مش فارقة معاك حاجة ومهنش عليك حتى تطمني وترد عليا تقولي أنا هتأخر شوية
لم يصدمه كلامها حول أنها كانت تجهز لهم عشاء خاص وارتدائها لملابس تناسب ليلتهم وتزينها من أجله بقدر ما صډمه انفعالها وعصبيتها وهي ترفع صوتها عليه لأول مرة فادرك مدى أهمية الأمر بالنسبة لها وأنها كانت متحمسة جدا وعدم مجيئه فجر البركان الخامد في أعماقها ليزفر بعمق ويقترب منها ممسكا بكفيها ويهمس في أسف حقيقي
_ أنا آسف ياحبيبتي .. متوقعتش إنك هتضايقي كدا والله ولو كنت اعرف إنك مجهزة كل ده عشاني كنت جيت فورا وسبت الشغل في ستين داهية يتحرق بجاز
سحبت يدها بنفور وولته ظهرها هاتفة في احتجاج
_ بعد إيه أسفك يا زين خلاص عكرتلي مزاجي وأنا كنت مبسوطة ومستنياك
_ وأنا هعرف ابسطك تاني ياحلو إنت .. يلا بس تعالي هنحط الأكل تاني مع بعض وناكل وبعدين نبقى نشوف موضوع مزاجك المعكر ده
ارتبكت قليلا ومحا ڠضبها بالكامل من مجرد كلام بسيط ولكنها ابعدته عنها وقالت بتصنع الحزم والشدة
_ طيب ابعد عني وغير هدومك وتعالى ورايا يلا
واندفعت لخارج الغرفة فورا وهي تبتسم بحياء أما هو فضحك بخفة وبدأ في تبديل ملابسه وأخذ حماما سريعا جدا لم يتعدي الخمس دقائق ثم خرج وارتدي بيجامة منزلية ونثر عطره الرجولي على ملابسه ثم خرج واتجه لها في المطبخ ليقف معها ويساعدها في تسخين الطعام من جديد واعداده وهو يحاول ملاطفتها بالكلام المعسول حتى تبتسم له وتذيب تماما متخلية عن ڠضبها منه ولكن لم ينجح كثيرا وفقط استطاع خطڤ ابتسامات بسيطة منها مغلوبة على أمرها من مشاكسته لها التي تجبرها على الضحك .
جلسوا على طاولة الطعام الصغيرة وبدأوا في الأكل ليقول هو باسما بنظرات لئيمة
_ امال فين جو العشا الرومانسي والحجات دي
نظرت له مغتاظة وقالت دون ملاطفة أبدا في الكلام
_ ماهو لو حضرتك كنت جيت في معادك زي ما قولتلي ورديت عليا كنت هتلاقي الجو ده
قال بحنو وابتسامة واسعة
_ مش مهم .. يكفي إننا مع بعض وتسلم إيدك على الأكل الجميل ده
زمت شفتيها وقالت محاولة إخفاء ثأترها بكلامه
_ بالهنا والشفا
دقائق قليلة
متابعة القراءة