رواية كاملة 24 الفصول من عشرين لاثنين وعشرين

موقع أيام نيوز

خلفه ثم مدت أصابعها تضعهم على تلك الندبة وهي تهتف باستغراب 
_ إيه دي يازين !!
فالټفت له وقال بصوت رخيم 
_ عملت حاډث قبل كدا
_ حاډث !!!
قالتها بدهشة ليكمل هو بمرارة 
_ كنت أنا وبابا ومسافرين لشغل وأنا اللي كنت بسوق وكنت سايق بسرعة عشان نوصل اسرع والصراحة مش فاكر كويس إذا كان أنا اللي مخدتش بالي ولا العربية دي هي اللي ظهرت في وشي فجأة بس بعد الحاډث ده بابا اتوفى وأنا كنت بين الحيا والمۏت لأن العربية مكنش فيها حاجة سليمة واللي خبطنا فيها كانت عربية نقل كبيرة بس أنا كان لسا ليا عمر ونجوت بصعوبة و أخدت سنة مبتحركش بعديها وبمشي على كرسي متحرك ومع العلاج الحمدلله رجعت امشي تاني وفضلت الندبة دي في ضهري عشان تفكرني دايما باللي حصل وكل ما بشوفها أحيانا بياجي الشيطان في وداني ويقولي إنت السبب بس بستغفر ربنا وبقول ده قضاء وقدر
ثم سكت لثانية واستكمل مبتسما 
_ تعددت الأسباب والمۏت واحد !
كانت نظراتها متأثرة ومشفقة عليه وحين انتهى ابتسمت له بحب وحنو 
_ بظبط إنت ملكش ذنب ده نصيب وهو كان عمره انتهى على كدا ولو مكنش اتوفى بالسبب ده كان ھيموت بأي سبب تاني وبرضوا كان ھيموت في نفس اللحظة والدقيقة اللي كتبهاله ربنا .. ربنا يرحمه
هز رأسه بالإيجاب يوافقها على ما قالته وما يقوله لنفسه دوما كلما يتذكر والده أو صديقه و يستغفر ربه مرارا وتكرارا ليخرج ذلك الشيطان اللعېن من عقله نظرت له بابتسامة اذابت على آثارها كل ما كان يحاول بنائه طوال الفترة السابقة وكانت عيناها وابتسامتها سببا في خروجه عن كهفه الذي اعتكف به قرابة الشهرين وهو يجاهد في كبت بها فوجد نفسه بدون وعي يقترب منها وكان على وشك أن يسرق معها لحظاتهم الغرامية الأولى ولكن عكر لحظتهم طرق الباب وسماعه لصوت والدته وهي تهتف 
_ زين .. زين ياحبيبي
ارجع رأسه للوراء محاولا تمالك نفسه المغتاظة من قدوم والدته في اللحظة الخطأ وهتف 
_ ايوة ياماما
_ يلا ياحبيبي تعالى إنت ومراتك عشان الفطار جاهز تحت وجدتك مستنياكم
_ حاضر يا ماما نازلين وراكي
لاحظت ملاذ غيظه فكتمت ابتسامتها وابتعدت عنه فورا بعد أن انتابها الخجل وهمست باستحياء 
_ أنا هسبقك على تحت وإنت البس وتعالى
لم يجيبها واكتفى بنظرته المتقدة ومسح على وجهه متأففا بعدما انصرفت وبدأ في ارتداء ملابسه وهو يتحسر على حظه السيء !! .....
في تمام الساعة التاسعة مساءا .....
فتح كرم الباب ودخل ثم اغلقه خلفه وكانت اضواء المنزل كلها مغلقة وكأنه فارغ فعقد حاجبيه بتعجب ومد يده ليفتح المصباح ويضيء المنزل وبدأ في نزع حذائه عنه ثم قاد خطواته نحو غرفتهم ولم يجدها فاتجه وبحث في بقية الغرف وحين فتح غرفة مكتبه الخاصة وكان ضوء المصباح فيها هاديء من اللون الذهبي وكانت هي ممدة على الأريكة ومتكورة من فعل البرودة والغطاء يصل لنصف جسدها فقط وبرغم من ذلك كانت في ثبات عميق ليسمع صوت الهاتف البسيط بجانب الأريكة على المنضدة مصدرا نغمة موسيقية هادئة ومريحة للأعصاب ثم رفع نظره وتطلع إلى صورته مع أخيها وفهم سبب نومها هنا يتنهد بعدم حيلة ومد يده يلتقط الهاتف ليغلقه ثم اقترب منها وانحنى بجزعة للأمام ولتنطلق على شفتيه ضحكة خفيفة حين رأى كفوف يدها الصغيرة وهي ترتدي فيهم قفازات ثقيلة تحميها من البرد وتلف حول رقبتها شال طويل فمد يده وازاح خصلات شعرها التي تخفي وجهها ثم رفع الغطاء عنها وانحني إليها أكثر ليحملها على ذراعه ويتحرك بها ناحية غرفتهم .. دفع الباب بقدمه ثم دخل وسار إلى الفراش ووضعها بحرص شديد .. امسك بيدها الناعمة ينزع عنها القفازات بلطف وسحب الشال من حول رقبتها في رفق وأخيرا اتجه إلى قدميها لينزع عنها الشراب الشتوي هم بأن يسحب اللحاف الدافيء عليها ولكن وجدها تنتفض جالسة بفزع وهي تضم قدميها إليها بنظرات مرتعدة ليهمس هو مبتسما بنبرة دافئة ليطمئنها 
_ اهدى اهدي ده أنا !!
ادركت صورته جيدا فتنهدت بارتياح وهي تضع كفها على قلبعا الذي يصعد ويهبط پعنف واصدرت زفيرا حارا حين شعرت بانفاسها التي تضيق فعندما شعرت بلمساته ظنته ذلك الوغد ولذلك وثبت من نومها فزعة هتفت في أعين مرتعدة 
_ اټخضيت وافتكرتك هو لإن من ساعة اللي حصل في بيتنا لما دخل عليا بقيت اخاڤ ما انام وحدي والنهردا نومت ڠصب عني من غير ما أحس وكنت مستنياك بس مقدرتش اقاوم ونومت
هتف في هدوء وصوت رجولي 
_ ميقدرش يدخل أصلا وميقدرش يتجرأ ويقربلك تاني ولو فكر وهوب ناحية البيت بس الحرس اللي برا هيمسكوه ويجبوه ليا علطول فاطمني لإن مفيش غيري هيدخل عليكي البيت هنا أساسا
هزت رأسها بتفهم وهي تقابل كلامته بابتسامة باهتة ليمد يده على
تم نسخ الرابط