رواية كاملة 24 الفصول من عشرين لاثنين وعشرين

موقع أيام نيوز

رخيمة 
_ ممكن يكون فكر كدا فعلا بس أنا موجود أهو وهنظبط كل حاجة بإذن الله ومتقلقيش حتى لو معندكيش خبرة دلوقتي مع الوقت هتكتسبي الخبرة أكيد
هزت رأسها توميء على كلامه بالتأييد وهي تطالعه بابتسامة رقيقة ثم اخفضت نظرها لهاتفها مجددا تعبث به بعشوائية وهو عاد يتابع حركات العمال ومن بين آن وآن يلقى نظرة سريعة عليها !! .
ترجلت من السيارة مدخل المقاپر وانتظرته حتى نزل هو أيضا والتف ناحيتها ليراها متصلبة تحدق أمامها بأعين تائهة وحزينة لتسمعه يهمس باحتجاج 
_ عرفتي ليه مكنتش عايز أجيبك
نظرت له وقالت بنفس نظرتها التائهة 
_ حلمت بيه امبارح ياكرم هو وماما
تنهد بعمق ثم شبك كفه بكفها وسار معها ناحية غرفة معينة والتي تضم قبر شقيقها وأمها .. صعدوا درجتين من السلالم ثم فتح هو الباب ودخل أولا وتليه هي .. كانوا القربين بجانب بعضهم وبينهم مسافة تكفى لعبور شخص فوقفت ورفعت يدها تبدأ في قراءة سورة الفاتحة وكذلك هو الذي كان يقف خلفها وحين انتهت مدت يدها في حقيبتها الصغيرة تخرج مصحف صغير نسبيا وتبدأ في قراءة سورة يس بصوت مسموع .. مرت دقائق قصيرة وبدأت بحة صوتها ترتفع كإشارة على انفجارها في البكاء فتمالكت نفسها بصعوبة حتى انتهت من القراءة ثم وضعت المصحف في حقيبتها من جديد ودفنت وجهها بين كفيها تاركة لدموعها العنان فاڼهارت باكية بنشيج مرتفع وصل لأذنيه 
_ خلاص ياشفق متخلنيش اندم إني جبتك
اجهشت في بكاء حار وهي تهتف بصوت متحشرج 
_ آخر مرة جيت هنا .. كان قبر سيف بس اللي موجود دلوقتي بقى هو وماما اتحرمت منهم هما الأتنين مرة واحدة وفي لحظة
لم يجيبها فقط كان يستمع لحديثها ويتركها تفرغ مافي نفسها كله له ولكن بكائها لم يهدأ فقال بخفوت وحنو 
_ طيب مش كفاية بقى ولا إيه .. يلا بينا
ابتعدت عنه وجففت دموعها وهي توميء له بالإيجاب فسبقها هو للخارج وانتظر حتى خرجت واغلق الباب ثم ساروا عائدين إلى السيارة .
حرك المحرك وقبل أن ينطلق نظر لها وقال بلطف وشيء من الحماسة 
_ إيه رأيك نروح نفطر برا النهردا !
تفهم جيدا أنه يفعل ذلك حتى يخرجها من حالة كآبتها وحزنها هو بالفعل فريد في كل شيء وليس له مثيل في الرقة والحنو باتت لا تحتمل لطافته التي تذيب قلبها أكثر وأكثر ! .
كان صمتها بالنسبة له دليل على موافقتها فانطلق بالسيارة قاصدا أحد المطاعم الفاخرة .
توقفت السيارة وترجل هو أولا ثم هي واستحوذ الإعجاب عليها للحظات وهي تحدق بذلك المطعم الفاخر والجميل ثم التقت عيناها بعيناه وحدجته بابتسامة واسعة تعبر عن سعادتها .. أشار لها بيده أن تلتف ناحيته ففعلت على الفور وسارت بجواره وبمجرد دخولهم رأت مالك المطعم يتجه نحوهم ويرحب بهم ترحيبا حارا وبالأخص بزوجها وآشار لأحد النادلين بأن يدلهم على طاولتهم .
سحبت المقعد للوراء وجلست أمامه هاتفة بفضول حقيقي 
_ هو إنت بتاجي هنا علطول ولا إيه
_ مش أنا بس دي عيلة العمايري كلها بتاجي هنا .. ده يعتبر مطعم العائلة المفضل
قالت وهي تتجول بنظرها في ارجاء المطعم وتقول بإعجاب شديد 
_ آهااا بس جميل جدا
_ امممم فعلا .. اطلبي حاجة يلا من المنيو
مدت قائمة الطعام أمامه على الطاولة واستندت بمرفقها على سطح الطاولة ووضعت كفها أسفل وجنتها هاتفة في نظرة كانت تطلق قلوب صغيرة من خلالها مع ابتسامتها العريضة التي اظهرت عن اسنانها ناصعة البياض 
_ اختارلي إنت على زوقك !
نظرتها الجمت لسانها وقيدته فلم تسفعه الكلمات في ذهنه للرد عليها فقط حدق بها مبتسما ببساطة شديدة ثم اخفض نظره وأخذ يتفحص قائمة الطعام لدقائق قليلة وهي تارة تنظر له وتارة تتابع الناس وحركاتهم .. رأته يشير للنادل بيده أن يأتي وأشار له على القائمة بأصبعه على عدة أشياء ثم أخذ النادل القائمة وهو يوميء له بالإيجاب وانصرف فالقى هو نظرة عليها وقال بترقب 
_ مش عايزة تعرفي طلبتلك إيه !!
قالت نافية بنظرة لا تختلف عن سابقتها 
_ تؤتؤ أكيد هيبقى حلو !
هز رأسه بإماءة خفيفة محاولا عدم ثتبيت نظره عليها وعلى نظرتها الرائعة له وساد الصمت بينهم لدقائق حتى اخترقته هي تسأله بجدية هذه المرة ونبرة لا تحمل المزح 
_ إنت ناوي تعمل فيه إيه تاني ياكرم !
فهم المقصود من حديثها وتصنع عدم الفهم وتمتم 
_ مين ده 
_ إنت عارف أنا قصدي على مين !
قالتها بشيء من الانزعاج ليصدر زفيرا متهملا ويقول ببساطة 
_ أنا لسا مطفيتش ڼاري ومش هتتطفي إلا لما ېموت
تأففت مستغفرة ربها بصوت مسموع وتشدقت باندفاع 
_ كفاية ياكرم .. كفاية انا خاېفة يأذيك بجد
هتف بشراسة ونظرة مريبة قليلا 
_ بعد اللي عملته فيه ممكن ميمشيش على رجله تاني أصلا ومش هيتجرأ لا يقربلك ولا يلعب معايا
تم نسخ الرابط