رواية كاملة 24 الفصول من السابع عشر للتاسع عشر
المحتويات
يعتقدها تخطت عقدها الثامن أبدا .
سمعت صوت حفيدتها الجميلة تهتف برقة
_ Guten morgen oma صباح الخير ياجدتي
التفتت برأسها لها وقالت بابتسامة حانية
_ صباح النور ياحبيبتي يلا عشان تفطري قبل ما تطلعي
قالت ميار في عجالة من أمرها وهي ترفض رفضا قاطعا
_ nein ich kann nicht لا لا استطيع
قالت الجدة في حزم وضيق
هرولت ناحية الباب وقد كانت ترتدي فستان بحمالات يصل إلى ركبتيها بالضبط وتترك العنان لشعرها الاسود فارسلت قبلة في الهواء لجدتها تجيبها بالمصرية أخيرا وهي تضحك
_ باي يانينا مش هتأخر متقلقيش
ثم خرجت واستقلت بسيارة صديقها الذي كان ينتظرها بالخارج بعد أن تبادلا أما الجدة فكانت تفكر في ابن أخيها التي اسرعت أمه وزوجته قبل عودتها حتى لا تتعقد الأمور أكثر !! .....
_ ادخلي يارفيف عاملة إيه .. ليه متصلتيش بيا تقوليلي إنك جاية
قبضت على رسغها وسحبتها بعدما اغلقت الباب خلفها وجلسوا على الأريكة لتقول رفيف في وجه مضطرب
اتسعت عيناها بهلع وظهرت علامات الړعب على محياها وفورا اجابتها في خوف وقلق بالغ
_ مصېبة إيه قولي متقلقنيش بالله عليكي اكتر من كدا !
_ زين عايزني اشرف على تعديلات المطعم اللي بابا الله يرحمه كان قافله من سنين وعايز يمسكني الإدارة بمجرد ما اخلص آخر ترم في الكلية !
_ طيب كويس هي دي مصېبة يعني !
أكملت وقد ازدادت ملامحها ارتباكا
_ استني ما أنا جيالك في الكلام أهو .. عارفة مين بقى المهندس اللي هيكون هناك عشان التعديلات اللي هنعملها وأنا هشرف معاه !
حدجتها بأعين متسائلة تطالب باستكمال حديثها لتعرف من هو الشخص لتظهر رفيف عن ابتسامة عريضة وبلهاء وهي تقول
شهقت بدهشة ووضعت كفها على فمها تكتم ضحكتها ثم أجابتها بتأكيد
_ مش ده برضوا اللي حكتيلي قبل كدا عنه وإنك كنتي معجبة بيه !
قالت وهي تجز على أسنانه من الغيظ والتوتر
_ ومازالت للأسف أنا بحاول اتجنبه أصلا بقيت كل ما اشوفه مع ملاذ وشوفته كذا مرة في الشركة من فترة وبقيت اعمل نفسي مش واخدة بالي آخر واحد توقعت إنه يدخلني في الحوار ده زين لإنه مبيبحبش الاختلاط أصلا وحتى في الشركة بيخلي تعاملي محدود مع الموظفين وبيضيق عليا جدا
قالت موضحة الأمر ببساطة أكثر
_ علاء مش فاضي وكذلك حسن وكرم وحتى هو زين مش فاضي محدش فاضي كلهم مشغولين الفترة دي جدا ويسر ملهاش في شغل الهندسة أوي فمفيش غيري وهو بنفسه قالي إنه لو كان ينفع يخلي حد منهم يمسك الموضوع مكنش ادهولي ابدا لإن زين دمه حامي ومتشدد ده غير إنه بېخاف عليا جدا زي كرم .. بس أنا فاهمة الموضوع هو واثق في إسلام لإنه الحق يتقال هو محترم جدا جدا وكمان واثق فيا وعارف إني هخلي حدودي في الشغل بس وده فعلا اللي هعمله بس فكرة إني هضطر اتعامل معاه علطول بحد ذاتها قادرة إنها توترني من قبل ما اشوفه... يعني هو زين ملقيش غيره مافي ألف مهندس !!
ضحكت وقالت في صوت رخيم وعقلية رزينة
_ ولا توتر ولا حاجة ده شغل وإنتي حطي في دماغك إنه شغل هتلاقي الموضوع سهل وكمان عشان متحصلش مشكلة مع زين لو حس إنك بتتخطي حدودك معاه حتى لو من غير قصد
اخذت تقرض اظافرها بوجه مرتبك بشكل زائد عن الحاجة وهي تجيبها بتوتر مبالغ
_ قلقانة أوي ياشفق .. هو كرم مش قاعد صح
هزت رأسها بالنفي لتقول رفيف ضاحكة بعدما تبدل مزاجها بسرعة هائلة
_ ماما بقت كل يوم تاخدلها ربع ساعة عياط بټعيطي ليه ياماما اخواتك وحشوني البيت فضي من غيرهم ! .. واللي يشوفها وهي بټعيط ميشوفهاش وهي بتزن فوق راس كل واحد فيهم عشان يتجوز !!!
اطلقت ضحكة شبه مرتفعة وقالت باسمة برقة
_ طبيعي أي أم كدا .. هتتعود بعدين على غيابهم وهيبقى الموضوع عادي
بادلتها الضحك لتهب شفق واقفة وتقول في لطف
_ هروح اعملك حاجة تشربيها
ثم تركتها واتجهت للمطبخ فبقيت رفيف لدقيقتين بضبط تحدق في السقف وتنقل نظرها بين ارجاء المنزل وأثاثه المألوف عليها فداهمها الملل ولم تتمكن من منع نفسها حيث اندفعت خلفها نحو المطبخ لتكمل حديثها معها بالداخل ويتبادلوا احاديث مختلفة بعضها مضحكة والأخرى جدية !!
متابعة القراءة