رواية نريمان الفصول من السادس عشر للتاسع عشر

موقع أيام نيوز

ساحبني كده ليه..وموديني فين
رمقها بنظراته الثلجية وصمته البارد أثارها أكثر ..جذبها مرة أخرى وأكمل خطواته السريعة صوب حجرتها..ما أن فتح بابها 
ف ف في ايه
أرعبها همسه وهو ينزع رباط عنقه وينزع بذته 
مفيش حنتعشى هنا مع بعض.
ابتلعت ريقها بصعوبة وتراجعت للخلف عندما رأته 
بس أنا مش جعانة ومش عايزة أكل..وووعايزة أنام.
أنتي مكلتيش حاجة في الحفلة..وأنا مرتضتش اكل عشان ناكل سوا..أيه مش عايزة تاكلي معايا
ح حاكل.
مطرقة برأسها كأنها مذنبة ابتسم لخجلها الشديد هذا وكأنها كادت أن تذوب..نادى الخادمة وطلب منها أن تجلب لهما العشاء عاد يجلس بجوارها على الفراش يرمقها بحب..أثاره خجلها وضعفها أمامه 
رددت بصعوبة كأن الكلام محي من لسانها
ل ل مش دلوقت.
استطرد بهمسه الجرئ
ولكنه لم يستمع لها بل راح ينزع حجابها بيده وعيناه تلتهم وجهها..شعرت انه ينزع روحها منها وما أن تحرر شعرها الأسود الناعم حتى وارى نصف وجهها لثمت عيناه نوعمته 
ودخلت الخادمة تدفع أمامها عربة أعد عليها العشاء..حمدت جومانة ربها في سرها.. فورا..ما ان اختفى من أمامها حتى تنفست الصعداء..وهتفت بصوت خاڤت
هوووف أخيرا مشي الحمد لله يارب..امتى بقى اخلص منه يااارب خلصني بقى..ثم اطلقت العنان لدموعها ..دموع الخۏف..دموع الارتباك..دموع اللحظات الثقيلة .. وظلت تناديه وتهتف باسمه في استغاثة 
أكرم..أكرم.. اكرم
صباح الخير
هتفت بها نريمان بثغر باسم تحمل بين يديها صينية الأفطار تضعها أمامه على الفراش هاتفة 
أنا قلت آجي أفطر معاك قبل ما أمشي.
رايحة وين عالصبح إكده
رايحة الشغل أنت ناسي أن سامر اتقبض عليه ولازم حد يباشر المحلات.
أومأ على مضض.
تصور اللئيم كان عايز يمضيني على ورق يثبت أني ساحبه منه فلوس كتتيير قوي.
أنا من الاول مرتحتش ليه البني أدم ديه
عامل ايه دلوقت
همست بها تحاول أن تخفي زفير الحب الذي كاد أن يعانق سؤالها.
زين.. الحمد لله.
أنا ليا يومين مشفتكش..الدكتور استحوذ عليك..بيجي يقعد معاك..ويسيبك بعد ما تكون نمت.
ودت لو تهتف بكل حرارة 
وحشتني
لكنها ابتلعتها أنه لا ينظر لها عيناه تجهلها تمام ..لو يلمحها فقط لرأى عينان تفيضان شوقا..لرأى صدر يعلو ويهبط في جنون ..لرأى 
مش حتاكل بقى قبل الدكتور ما يجي.
أومأ ..ثم شرعا في الطعام سويا..كانت هي تأكل وعيناها مشغولتان بوجهه الحزين..تتأمل عيناه الحزينة الزابلة..أنفه المستقيم..شفتيه المړيضة التي تأكل ببطء ..سماره الذي تعكر بلون أصفر..لون الضعف والمړض تفاحة ادم تلك التي برزت من جراء وضعفه.
أنه يشعر بعيناها تلك التي تخترقه بسوادها كأنها تعاتبه عتاب طويل ..تلومه على صمته وبعده عنها..ترجوه وتتوسله عله يرق لكن لا حيلة له..تمتم بالحمد معلنا انتهائه من طعامه حتى ينتهي من محاصرة عيناها له.
هي الأخرى نطقت بالحمد ..
أنا حمشي بقى عايز حاجة
لاه مع السلامة.
نظرت له بحنق أنه يأبى أن ينظر لها..كأنه يريد أن يتخلص منها سريعا.
انحنت وقبلته في جبينه وهي تهمس سلا......
قاطع همسها قبضتيه اللاتي ضمت كتفيها وأبعدتها عنه محدقا فيها پغضب وتعجب قاطب الجبين..ضاغطا على كتفيها بقسۏة..وبرغم الألم الا انها غاصت في تلك النظرات كأنها تريد أن تعرف ماهيتها..تحللها..هل هي نظرات غاضبة رافضة لتلك القبلة هل هي نظرات قاسېة تريد فعل شئ يخشى منه تشعر بأنفاسه المتهدجة وكأنه يقاوم شئ ما هل يقاومها..أم يقاوم رغبته في تقبيلها غضبه هذا ماذا يعني هل جرمي عظيم لهذا الحد..الست بزوجي ومن الطبيعي توديعك بقبلة هكذا تساءلت وهي تتعمق في عيناه.
أنا أسفة مكنتش اقصد ازعجك.
خرجت تلك الجملة .ارادت أن تضغط عليه لترى ردة فعله ماذا ستكون
وإذ به يلتهم شفتيها بقبلة محمومة.
لا تنكر أنها تلقت تلك القبلة پصدمة فلم تتوقعها..ومع ذلك بادلته اياها في ظمأ كبير 
أنا ضعفت لييه بس
هتف بها وهو يصر على أسنانه
لاه أنا مش زين أنا مخنوج..أنا معرفتش أتحكم في جلبي.
طيب ممكن تهدى
قالها طبيبه وهو يخرج حقنة مهدئة لكي يحقنه بها..بعد برهة من الوقت.
هاه هديت
أومأ مالك.
فاستطرد الطبيب
تحب تحكيلي ال حصل وخلاك تنفعل وتتدايق ولا تكمل.
لاه نكمل..فالأمر الذي حدث بينه وبين زوجته سوف يحكيه له ولكن ليس الآن.
تمام ..أنا سامعك.
تنفس مالك بعمق ثم أخرجه على مهل..فتابع وقدر شرد بعيدا.
فلاش باك.
منذ ذلك اليوم ومالك طفل مع أم تعامله بقسۏة..تنهره دائما..تضربه تكرهه وبشدة وكأنه ليس ابنها طفل صغير يعاني يتساءل عن سر تلك المعاملة السيئة ولكنه لم
تم نسخ الرابط