رواية نريمان الفصول من السادس عشر للتاسع عشر
المحتويات
لقد حضر طبيبه مبكرا وظل ينتظره حتى فاق فسأله باستقطاب
حتقدر تكمل
همس مالك بعد أن تنهد وكأنه يلفظ ذلك الثقل الذي يجثم على قلبه
أنا نفسي اتحدد وأحكي عن كل حاجة..يمكن أرتاح بجى.
وأنا سامعك..اتكلم يامالك قول كل ال جواك.
اجول ايه..وأبدأ منين مخبرش
قالها وهو يمسد جبهته كأنه يأمر عقله بان يلفظ كل ما في داخله من ذكريات مؤلمة.
اتكلم عن أي شئ يخطر ببالك..عن طفولتك مثلا.
أغمض مالك عيناه لثواني كأنه يفتح صندوق ذكرياته ويبحث عن أيام الطفولة وما حدث فيها.
فتح عيناه ونظر لنقطة مجهولة ثم تنفس بعمق وأخرج ذلك النفس دفعة واحدة وبدأ يحكي بصوت كأنه يأتي من الماضي
فلاش باك
يوم كباقي الأيام التي تعود مالك فيها أن يذهب لصديقه عز الدين حسانين لكي يذاكر معه وكان وقتئذ عمره ثماني سنوات ..تستقبله والدة عز الدين صديقه باابتسامة حنون..ابتسامة أم حقيقية كل اهتماماتها العناية بأطفالها..سيدة ثلاثينية..محجبة يشع من وجهها نور الطيبة سبحتها لا تفارق يدها كانت تسحبه من يده وهي تقول له
فيرد مالك الذي يرتاح لابتسامتها تلك ويشعر معها بالأمان وكأنها هي أمه التي يتمناها
مليح ياخالة..زين جوي.
وبنفس الابتسامة المريحة همست ام زين له
لاه منجولش إكده يامالك..ال يسألنا عن حالنا نجوله الحمد لله..نجوله أيه
أجاب بصوت خاڤت وهو يطأطأ الرأس خجلا
نجول الحمد لله.
شاطر ياحبيبي..يلا خش لزين وذاكروا مليح وأنا حاروح أعملوكم ساندوتشات حلوة جووي.
تحولت عينا زين من الكتاب اليه فاجابه
اجولك ايه يامالك
هي أمك مدخلتش عمك ليه البيت..ليه حددته إكده من ورا الباب أكنه غريب.
اجاب زين ببراءة
أمي يامالك مبدتخلش حد البيت واصل طول ما أبوي مش فيه..حتى لو كان عمي ذات نفسيه..عشان عيب وحرام أمي بتجول إكده وأبوي كمانيتي..ولما ياجي عمي يجعد مع أبوي لحاله..وأمي تجعد في المندرة لحالها لحد ما يمشي.
طب وافرض عمك عاز شاي ولا حاجة
زين
أمي تعمله وأنا أوديه ليهم.
زين
يلا ياعم نذاكروا بجى لحسن أمي تاجي وتلاجينا بنرغوا ومهملين مذاكرتنا.
همس مالك بنبرة شاردة حزينة
يلا.
وبعد أن ينتهي المساء يضطر مالك للعودة لبيته..الذي يبغض العودة له كم تمنى أن يحظى ببيت مثل بيت صديقه..وأم مثل أم زين..يصل مالك لبيته فلا يجد أمه فيظل ينادي عليها فيأتيه صوتها من حجرتها..أمام المرآه تتزين وتمشط شعرها بحماس..تضع مساحيق كثيرة على وجهها شعرها سارح على كتفيها..
فتهتف بعدم اكتراث ودون النظر له. بنبرة تؤكد رغبتها في التخلص منه سريعا
الوكل عنديك في المطبخ غور حط لحالك وكل.
ولكن مالك يظل متسمر مكانه وسؤال يراوده في رأسه الصغير ولكنه يخشى أن يتفوه به وتلاحظ والدته تصنمه مكانه فتصرخ فيه بقسۏة ليس لها داعي
مالك إكده متسمر مكانك زي السدرة متغور تطفح.
ولكن مالك يظل محدقا فيها بوجه عبوس وأخيرا تشجع وسألها
أنتي ليه عاملة في نفسك إكده متزوقة كيف الأروجوز..ليه متبجيش زية خالة أم زين صاحبي.. حشمة ومبتحطش لوحمر ولا لوبيض..ليه مبتصليش زييها.
التفتت له ورمقته پغضب تركت تزيينها وقامت تصرخ فيه وهي توسعه ضړبا
بجى أنا أرجوز ياابن الكلب..قبر يلمك أنت وابوك في يوم واحد عشان استريح منيكم.
وظلت تضربه بقسۏة..ثم جرته كالجرو الصغير و ألقت به في حجرته وهي تصرخ فيه بټهديد ووعيد
أنت حتتحبس إهنيه يومين ومش حتروح لزين الزفت ديه واصل..وإياك تطلع من مندرتك دي ولو شفت وشك حجطع رجبتك داك الطين أنت و زين وأمه وال يتشددله قمان.
وعلى أثر .انزوى مالك في ركن حجرته يبكي بحړقة.. وبعد مرور بضعا من الوقت لم يدري مالك كم هو..سمع صوت همهمات فتصنت على الباب كان صوت أمه تهمس بخفوت مرحبة برجل غريب وعندما نظر من ثقب الباب كانت الصدمة
متابعة القراءة