رواية نريمان الفصول من السادس عشر للتاسع عشر
المحتويات
نريمان جالسة مع مربيتها يحتسان الشاي وما إن رأته حتى هرولت اليه وسألته بلهفة
دكتور ..مالك قالك ايه طمني
بصعوبة أخفى أسفه.. تذكر رغبة مالك في عدم سماعها لما يقوله..لأن ما قاله بالتأكيد أكبر من استيعابها له..لذلك لم يفصح لها بشئ حتى يظهره صاحبه..ابتسم بعملية بعدها أردف
يعني مفيش حاجة مهمة قوي..هو لسة تعبان عشان كده مقدرش يتكلم..أنا اديته منوم مش حيفوق قبل بكرة الصبح. . وأنا حكون هنا قبل ما يفوق باذن الله.
قالتها وهي تشعر بداخلها أن الطبيب يخفي شئ عنها خاصة عندما انصرف بعجل ولم يعطها الفرصة لكي تسأله أسئلة اضافية ..بعد انصراف الطبيب ظلت شاردة تفكر في مالك وما حدث له حتى أن مربيتها أسفت لحالها فربتت على كتفها قائل
خليها على الله يابنتي وأدعيله ..والله أنا حاسة أن حيخف وحيبقى زي الفل.
يارب يادادة.
اتصلوا مرة وحدة وطمنتهم علينا..وأنا كمان اطمنت عليهم.
مقالوش حيرجعوا امتى.
لسة شوية يا دادة خمستاشر يوم كمان ويرجعوا..والله وحشوني قوي ونفسي بقى يرجعوا عشان يشيلو الحمل عني الشوية.
ان شاء يرجعوا بألف سلامة.
يارب يادادة يااارب.. بقولك ايه روحي انتي شوفي ال وراكي ..وأنا حدخل لمالك اطمن عليه.
ربنا ما يحرمني منك يارب ..أنا مش عارفة من غيرك كنتي عملتي ايه.
متقوليش كده يضنايا انتي زي بنتي ربنا يفك كربك يااارب.
استيقظت جومانة تنظر حولها في تيه تتأمل تلك الحجرة التي تضمها كانت هي الحجرة التي لقد تذكرت ما حدث أنه عاد بهدوء وحذر..نحو الباب..ووضعت أذنها عليه فلم تسمع أي صوت..أحكمت أغلاقه بالمفتاح..حتى شعرت بقليل من الأمان ..عادت الى فراشها تلملم ضعفها خلفها..جلست عليه واندست تحت الغطاء حتى تذكرت خطاب أكرم..فراحت تبحث عنه كالمچنونة تحاول أن تتذكر أين خبئته..حتى تذكرت انها دسته في حقيبتها ..نهضت سريعا تبحث عن الحقيبة حتى وجدتها بجوارها على الكومود فتحتها وبحثت عنه فعثرت عليه ..فتنهدت في راحة..جلست على فراشها وفتحته تقرأه مرة أخرى بل مرات ومرات حتى يطمئن قلبها.
أنا بكتبلك الجواب ده وأنا مستعجل عشان مكنش عندي وقت..انا فوجئت أن اتنقلت للصعيد..وكان لازم انفذ النقل ده فور والا يوقفوني عن العمل..لكن مدير المستشفى وعشان انا في معزة ابنه بعتني لمؤتمر طبي في قبرص..لغاية ما يحاول يلغى النقل ده..أنا عرفت ياجومانة أن مروان هو السبب في نقلي عشان يبعدني عنك..لكن متخفيش انا مش حتخلى عنك..كل ال بطلبه منك انك تصمدي وتقاومي لحد ما أرجع ..هو شهر واحد بس ياحبيبتي وحرجع وحخلصك من الحيوان ده.. جومانة مش عايزك تخافي..ولازم تعرفي اني انا جمبك حتى لو أنا بعيد..أستنيني ياحبيبتي حرجعلك بسرعة..خلي بالك من نفسك..أوعديني انك متأذيش نفسك
استودعك الله
أكرم
..انتشلها من تلك اللحظة طرقات على باب حجرتها ففزعت .
بسرعة خبئت الخطاب تحت وسادتها وقامت لكي تفتح الباب..كانت مربيتها جالبة لها الطعام.
عاملة ايه ياحبيبتي.
اجابت جومانة في استقطاب
كويسة.
طب يلا بقى عشان تاكلي أنتي مكلتيش من أمبارح.
صاحت جومانة ثائرة
انا مش عايزة أكل ويلا شيلي الأكل ده وسبيني لوحدي لو سمحتي.
لقد رآها وهي تختبئ تحت غطائها بسرعة لكي تهرب منه..أشار بعينيه للمربية حتى تخرج من الحجرة.. لاتدري أن بفعلتها هذه
يااه للدرجادي مش طايقة وشي ومش عايزة تشوفيني..عالعموم أنا مش حزعل منك..لأني عارف انك ليكي عذرك ..بس عايزك تعرفي أني حصبر عليكي لحد مترجعيلي لانك مراتي وملكي أنا ومحدش يستجري مهما كان مين أنه يخدك مني.
جملته الأخيرة تلك ماذا تعني..اهي ټهديد لي ووعيد أم ماذا..انسابت دموعها في صمت تحت الغطاء تضم ذلك الخطاب اليها أكثر واكثر كأنها تقول لصاحبه
أدركني ياأكرم..أغثني من ذلك الۏحش ..أغثني ياحبيبي.
الفصل السادس عشر
أخيرا استيقظ مالك واستعاد بعض من نشاطه وحيويته وكان أفضل بكثير من أمس عندما تركه الطبيب
متابعة القراءة