رواية نريمان الفصول من السادس عشر للتاسع عشر

موقع أيام نيوز

غلط يامالك مش كده هما..هما حالا يوصلوا اكيد حيتصلوا بينا..يلا نرحلهم يلا نروحلهم احنا.
اكيد هما عايزين يشفوني انا وحشتهم انا عارفة انا وحشتهم قوي زي ماهما وحشوووني قوووي..لازم نسافر بسرعة.
جولتلك حنروحلهم بس هدي طيب.. متعمليش في روحك إكده.
احتقن وجهها على أثر الأنفعال وتمرد صوتها صارخا تدفع مالك بكل قوتها 
مش عايزة اهدى..مش عايزة اهدى انا عايزة بابا وماما عايزاهم..عايزة ارحلهم.
طيب ..طيب جومي غيري خلجاتك.. وياجي الضاكتور يشيلك المحلول ديه ..وحنفذلك ال انتي ريداه.. حنروحلهم طوالي سوا بس هدي عشان خاطري.
لاه مش حسيبك ياحبيبتي هدي أنا جمبك أهه روقي ياجلبي عشان خاطري ابوكي وامك في مكان احسن من اهنيه..هما حاسين بيكي دلوك شايفينك وسامعينك متخلهمش يشفوكي إكده مڼهارة..عشان ميزعلوش منيكي.
بعد يومان خرجت نريمان من المستشفى هزيلة ضعيفة..قد نقص وزنها..وجهها شاحب انطفأ لمعان عينيها وزبلت شفتيها ما إن خطت داخل البيت حتى جادت عيناها بدموع الذكرى فقد أخذت تتجول بعينيها في كل مكان تتلمس فيه أثر أبيها وأمها حديثهما لها وصوتهما يترددا في أذنيها بصدى الحنين..صوت امها عندما توقظها وترفع عنها الغطاء
قومي يانانا بقى بطلي كسل..لحد امتى حتفضلي نايمة
صوت ابيها وهو يدللها وهي صغيرة..مكافأته لها بسيارة حديثة عندما نجحت..لم يثور عليها يوما..ولم يغضب عليها لحظة.
ومالك يراقبها بأسف وحرص.. يعلم أنها الآن تطوف في محراب الذكريات قال لها محاولا أن ينتشلها من ذكرياتها حتى لا ټنهار
تعالي يانريمان نطلعوا فوج عشان تستريحي هبابة.
قالت بصوت يملؤه الحسړة وكأنها لم تسمعه
خلاص راحوا مش حشفهم تاني ..سابوني يامالك خلاص حتى مش حقدر اودعهم..ولا احضر دفنتهم طب لييه لييه..طب كان حتى فضل حد منهم معايا الاتنين يسيبوني كده لوحدي 
مش حدلع على بابا تاني ولا اقوله هات وهات وأنا بستغل حبه ليا وضعفه قدامي..مش حياخدني غلطي..بس أنا كان ولا يهمني عشان كنت بستقوى بيه كنت بفرح قوي لما انتصر عليها ورأي انا ال يمشي عشان بابا كان واقف معايا وينفذلي طلباتي.. عمري مقلتلها كلمة حلوة ولا ابتسمت في وشها كنت دايما حادة معاها..بس والله انا بحبها ..والله بحبها كانت طيب تستنى شوية لما اعتذرلها وتشوفني بعد ما غيرتني يامالك..وبابا كمان كان نفسي يشوفني وأنا بتحمل المسئولية وبطلت الدلع والسلبية.. ليه ېموتو بسرعة كده ليييييه..لييه يامالك لييه.
اعقبت حديثها بدموع غزيرة اختلطت بشهقاتها ونحيبها وهي تئن وتنادي بحسرة
ليه يابابا..ليا يا ماما ليه سبتوني ليه
مسح مالك رأسه بأسف..وزفر بشفقة ا
وبعدين معاكي ملوش عازة الحديت ديه تعالي معايا يانريمان دلوجت لازمن تنامي وتستريحي .
تحررت منه وهي تدقق في عيناه بقسۏة كأنها ناقمة عليه قائلة بسخرية مطعمة بعتاب
عايزني انام عشان اصحى والقيك أنت كمان سبتني مستني ايه متسبني من دلوقت اتفضل يلا ومتخافش عليا اكيد حتعود على الوحدة.
لا ينكر أنه تفاجأ بحديثها هذا ظن أن مۏت أبيها وأمها سوف يجعلها تطويه لحين أن تفيق من صډمتها ولكن أن تذكره برغبته وعهده الذي لا تعرفه وطلاقه لها فهذا مالم يتوقعه أطرق برأسه وقد عجز عن الرد..فماذا يقول لها خاصة وهي في تلك الظروف وكأنها أدركت عجزه وحيرته فقالت وقد عزمت على معرفة كل شئ
اتفضل امشي مستني ايه
ابتلع ريقه ثم حدق بها وهو يتناول وجهها بين يديه هامسا بصدق
لو الواحد يجدر يفارق روحه كنت فارجتك من زمان..لكن صدجيني ڠصب عني .
غاصت في سواد عيناه الحائر وكأنها تنظر لليل ليس له أول ولا آخر فهمست وقد ضيقت عيناها باستفهام
يعني ايه مش فاهمة
تعالي معاي وأنا حجولك كل حاجة.
قال ذلك وهو يسحبها خلفه من يدها صوب حجرته وبعد دخوله وهي معه أغلق الباب جلس خلف مكتبه وأشار لها أن تجلس في المقعد الذي أمامه ثم شرع يحكي لها ولم يبالي بنظرات التعجب الذي رمته به
اسمعيني يا نريمان زين وبعدين اتحدتي كيف ما أنتي رايدة أنا زي أي عيل في الدنيا اتمنيت أم ترعاني وتحبني..وتخاف عليا أم أتشرف بيها جدام الناس لكن أمي أنا أو ال افتكرتها أمي كانت ست بطالة عايشة لحالها وبس كل همها تسعد روحها أما أنا فمش في حسابتها واصل كانت مهملة فيا طوالي بتضربني لو عملتلي أكل تعمله بعد طلوع الروح وتوكلهولي
تم نسخ الرابط