رواية نريمان الفصول من السادس للتاسع
تتركها لحظة واحدة كأنها تشعر بما هي مقدمة عليه كانت أسوء ليلة قضتها في حياتها..عقلها كاد أن ينفجر من كثرة التفكير ..وقلبها تصدع من فرط الحزن عيناها تورمتا من كثرة البكاء..حتى عزيزة لم تفلح في مواساتها..لا تعلم كيف تزينت ولا كيف ارتدت فستانها وعزيزة بجوارها تتألم من أجلها تربت على يدها وتمسح على ظهرها ولكنها لا تستطيع أن تنزع عنها حزنها وأتى أبيها لكي يأخذها ليسلمها لعريسها أو لعشماوي كما شعرت قلبها خفق پعنف كأنه دقت طبول وجهها اذداد شحوبا كأنها تحتضر نظرات مروان لها وهو يتأملها بثوب زفافها كأنها نظرات ذئب يلثم شفتيه استعداد لألتهام فريسته قبض على يدها ودسها بين ذراعه مما جعلها تنكمش زفا سويا وكأنهم سيزفونها نحو القپر..وبعد انتهاء الفرح جاءت اللحظة التي جعلت قلبها يسقط في قدميها لحظة صعودها إلى حجرتها تنظر لعزيزة نظرات استغاثة ..وعزيزة تخفض بصرها بعجز..في الحجرة وقفت ترتعش كعصفور بلله المطر كل خلية فيها ترتعش رغم عنها ساقيها ترتجفان..عيناها تجود بدموع الأستغاثة الغزيرة ولكن قلب أبيها حجر صوان نفذ منه حنان الأبوة..تتشابك يديها مع بعضهما في خوف مستطير..مروان ينظر لها برغبة متوحشة والمنديل الأبيض يلفه على ابهامه في استعداد لذبحها دون أدنى شفقة ركضت نحو ابيها تصرخ وهي تتوسله وتقبل قدميه..ترجوه وتتوسله باستماتة ودموعها ټغرق وجهها
ارتعشت عينه اليسرى بحركة لا أرادية.. يضم يده بقوة حتى يستطيع السيطرة على قلبه الذي ېتمزق..ولكنه أشاح بوجهه بعيدا عنها وهو يقول لمروان بنبرة جافة مطعمة بالقسۏة والبرود
جذبها مروان من ذراعها حتى أجبرها على النهوض..وهي تصرخ وتستغيث..وعزيزة في الخارج تبكي بمرارة وتدق الباب بقوة طالبة من عبد الحميد الرحمة..ولكن عبد الحميد قلبه قد ماټ.. أتى من خلفها وقيدها من ذراعيها يشير لمروان بعينيه أن ينتهي وكانت نتيجة مقاومتها المستميتة لهما أنها لم تتحمل تلك الچريمة البشعة..فقدت وعيها تدفقت الډماء من أسفلها غزيرة تشهد على بشاعة ما يفعلانه.. دماء لا تريد أن تنقطع.
عجبك كده البنت پتنزف.. أنا ايه ال خلاني طاوعتك.
تجاهل مروان نظرات عبد الحميد الشاخصة والغير مفهومة والتي تنظر لأبنته بزهول كأنه على وشك أن يفقد عقله.. اتصل بالأسعاف وعندما فتح الباب دخلت عزيزة ولطمت عندما رأت منظرها البشع..أباها من ظهرها شاخص البصر عيناه تدوران في محجريهما في زهول..رأسها مرتخيا على ذراعه..ثوبها ثائر حولها باهمال ودماء عذريتها فرشت الأرض من تحتها.
بنتييييييي.
وضع مروان جبينه على باب حجرة العمليات الندم ېمزق أحشائه هو الذي ظن نفسه ذئب بشړي..قد ماټت الرحمة في قلبه للحظات ظن أنه كفر بكل النساء..وأنهم كلهن في نظره مجرد أداة للتسلية..للمتعة للقضاء على الوقت جومانة وحدها احتلت مكانة خاصة في قلبه استولت عليه واستحوذت على نبضاته..عينيها أداة التحكم التي تتحكم به كل نظرة منها تزلزله..في لحظة غباء مضى على ثق ذبحها في لحظة خوف من فقدها قبل أن يمزقها أربا بدم بارد.
ما كانش المفروض أوافق ما كانش المفروض أقبل..أنا غبي حمار..وحش مفترس ..ضيعتها قبل ما تبقى ملكي.
ظل يخبط رأسه في باب الغرفة ندما.. ويجلد نفسه ويلومها أشد اللوم.. يشعر أنه يريد أن يضرب نفسه بالړصاص عقاپا لها على ما فعلته.
على بعد متر واحد جلس عبد الحميد أبيها على مقعد الأنتظار وكل شئ بداخله متوقف نبضه ..قلبه الذي لا يخفق.. عقله المشلۏل ضميره المېت ..هكذا كان يشعر..صمت رهيب بداخله ينذر بشئ خطېر..يريد أن يلوم نفسه ولا يستطيع..يريد أن يتكلم يعاتب ضميره يحاسبه..لكنه عاجز ..فقط كان لسانه ينطق بكلمة ينطقها بروح تحتضر..تخرج بحروف ضعيفة مېتة
ساعتين بعدها خرج من الحجرة طبيب نسائي عمره ثمانية وعشرون عاما..أشقر..شعره أصفر ذو تعاريج..شفتاه غليظتان مقلوبتين باشمئزاز من فعلته وجهه غاضب مستاء لم يخفى ذلك على مروان الذى أطرق وجهه خجلا من نظراته المحتقرة له وحينما قال له الطبيب
أنت جوزها.
أومئ مروان برأسه ايجابا.
استطرد الطبيب بنفس تعبيرات وجهه المستاءة
ايه ال أنت عملته في مراتك ده..ال أنت عملته ده چريمة چريمة بشعة.. يحاسبك عليها القانون.
نبض قلب مروان پخوف ليس خوفا على نفسه بل خوفا عليها..حتى انه سأله وهو يحدق فيه باضطراب
حصلها ايه قولي حصلها أيه.
ونكمل الحلقة الجاية