رواية نريمان الفصول من السادس للتاسع
المحتويات
بتلقائية مد يده الى رباط عنقه لكي يحرره.
انتهى الحفل أخير واضطر لمجارتهم في تلك الطقوس العرسية في حمل عروسه تحت هتاف الفتيات والشباب للصعود بها نحو شقتهما التي عدت لهما في الطابق الأعلى مدار هذا الأسبوع..وما إن دلف بها الى حجرتهما حتى ألقى بها على الفراش بطريقة عڼيفة جعلها تتأوه وهي تضع يدها أسفل ظهرها
ولا أيه.
أمسك فكها قائلا بقسۏة
بجولك أيه حطي لسانك جو خاشمك.. صوتك ديه مسمعوش واصل.. ولحد الصبح مشفش وشك..فاهمة.
ثم خرج وهو يرميها بنظرات مستاءة.
همهمت بغيظ حاولت أن تنهض ولكن فستانها بحجمه أعاقها..ولكنها ظلت تحاول حتى نجحت..وقفت أمام المرآة لتشرع في تغيير ثوبها..وما إن رأت صورتها المعكوسة حتى تمايلت يمينا ويسارا بفستان زفافها معجبة بذاتها تقول محدثة نفسها
قالت جملتها الأخيرة وهي تتباكى بتمثيل درامي ساخر تخلع عنها طرحتها مع همهمة يائسة من حالها الذي آلت إليه تتدقق النظر في سحنتها مرة أخرى ..وجهها المستدير كالقمر وملامحها الرقيقة..وعيناها السوداء المكحلة بسحر يخطف القلوب..ورموشها المصففة الطويلة وكأنها سهام ترشق في القلوب وشفتياها الممتلئتان وقد جعلهما الطلاء شهيتان وما أجمله طابع الحسن المحفور في ذقنها.
في ليلة كهذه تصبح الفتاة من أجمل ما يكون فتهمس لنفسها بضيق
ألم يؤثر فيه هذا الجمال ولو للحظات
ياله من رجل متحجر المشاعر.
أنها تحبه بل تعشقه ابن عمها هذا القاسې الذي يعاملها بجفاء دائما لا تذكر أنه ضحك في وجهها أو ابتسم لها مرة واحدة كان يتعامل معها كولي أمر فظ يأمر وينهي كما يحلو له.. وويلا لها كل الويل أن عصته ويسانده في ذلك والدها الذي يحبه حبا جما كأنه أبنه من صلبه يعتز برأيه جدا ويعتمد عليه في كل شئ زفرت بضيق عندما تذكرت أن والدها هو من خطبها له ودت لو أنه هو من بادر بخطبتها كأمر طبيعي أن يتقدم العريس لعروسه لطلب يدها..لكنها فرضت عليه مسح ذلك الحرج حبها الشديد له ورغبتها في الزواج منه بل سعادتها عندما أخذ أبيها رأيها وأعلمها بخطبتها له شعرت بقلبها ينبض بشدة عندما ذكرته كأن دقاته تزداد أضعافا عندما تأتي سيرته حتى أنها وضعت يدها على قلبها عله يهدأ تنفست بقوة أغمضت عينيها في تمني لأن يرق لها ويأتي الآن ويحتويها بين ذراعيه فتحت عيونها عضت شفتها السفلى وقد روادتها فكرة ما أرادت أن تراه.
سألت نفسها هذا السؤال ثم اقتربت وهي تخطو على أطراف أصابعها نحو الباب بخطوات بطيئة حذرة ومن ثقب الباب بحثت عنه بعينيها رأته على الأريكة يجلس بأريحية وقدميه على المنضدة واحدة على الأخرى يبدو على سحنته الشرود.
ترى بماذا يفكر..لا أظنه يفكر في
هكذا سألت ذاتها..رفعت عينيها واستقامت تتنفس بحب وتقول لقلبها
ارتمت على فراشها تنام وعقلها يفكر كيف ستتعامل مع هذا القاسې هل ستستطيع ترويده هل ستستطيع استمالة قلبه لها وأن تحوله من حجر صلد الى اللين والحب أنها ستحاول ولن تيأس. زفرت بتحفز تقسم بداخلها أنه سوف يكون أسير هواها.
خلعت عنها فستانها ثم رمت بنفسها على فراشها تحتضن وسادتها عيناها تدوران في الحجرة بغير هدى ترى طيفه قابع في كل ركن فيها.
متابعة القراءة