رواية فاطمة رائعة الفصول من الثالث عشر للثامن عشر

موقع أيام نيوز

بالسيارة حتى وقف عند إشارة المرور وأخذ يقضى هذه اللحظات بالاستغفار استغفر الله استغفر الله .
ليتفاجىء بمن يطرق زجاج السيارة .
ففتح ادهم الزجاج فوجده سائل يطلب إحسانا ليأكل بعد أن أضمى الجوع معدته .
فرق قلب ادهم له وأخرج من محفظته ورقة بفئة مئتين جنيه .
ثم ناولها له .
لتلتقى عينيه به فتجمدت أطراف ادهم عندما عرف من هو ودمعت عيناه .
وإذ به يفتح باب السيارة مترجلا منها ليمسك بيده بين اندهاش الآخر من صنيعه تلك ولما يفعل هذا به رغم ما فعله هو معه .
هل تعلمون من هو 
إنه أيمن بيه .....ياه على حال الدنيا .
من رجل يتمتع بكل متاع الدنيا..لرجل يتسول من اجل لقيمات يشبع بها جوعه .
ولكن ابن الكرم والجود ادهم..لم يشمت فيه او نظر اليه نظرة احتقار او سبه ولكن نزل من سيارته.
..ومسحه على راسه بحنو .
.فنظر ايمن اليه وبكى بكاء شديدا.
. وكأنه يقول له ..هذا ما جنيته ..وما فعلته فى حقك فانتقم الله لك .
ثم أجلسه..ادهم..فى العربية..
وسار به إلى  الى شقته التى اهداه اليه الحاج ناجى.
..فهو مازال فيها ولم ينتقل الى الفيلا .
حيث ..لم تستطع نفسه ان تعيش بها بعد ان كانت مقرا للحاج ناجى وابنه ايمن .
...ادخل أدهم..ايمن الحمام.
.فقد كان متسخا جدا وذقنه طويلة ..فيبدوا انه قضى اياما طويلة فى الشارع ..
واحضر له أدهم ملابس جديدة..وحلق له ذقنه بيده.
.وامره بالاغتسال بعدها.
وهذا كله الثانى ينفذ بدون ان ينطق اى كلمة .
فهو يشعر انه مدين له بالاعتذار.
حتى انه لا يقدر ان يرفع عينه فى عينيه ..
وادهم يشعر بذلك .
..فلكى يخفف عنه من وطأة الشعور بالخزى..يربت على كتفه ليشعره بالحنان .
اغتسل ايمن..وارتدى ملابسه الجديدة وخرج فانكب على يدى أدهم..يقبلها ..فسحب أدهم يده..سريعا ......وقال حاش لله .
ايمن..بحزن.....انت ليه عملت معايا كده
وانا عارف انى مستهلش وياما آذيتك .
أدهم بإبتسامة...  عشان دى وصية والدك الله يرحمه وعشان انا مريت بنفس ظروفك دى كتير انا ومجدى وحاسس بيك ..
فمقدرتش اشوفك كده ..وكان لازم أساعدك .
أيمن باندهاش ......يعنى انت مسامحنى على كل اللى عملته فيك .
أدهم....ايوه طبعا ....وقال .ارحموا عزيز قوم ذل ..والعزة لله .
ايمن اخيرا..يبتسم ويقول ....الحمدلله..انا عشت ايام صعبة .
وفكرت كتير اجيلك عشان تسامحنى بس خفت من رد فعلك..
.وانا مستعد دلوقتى أكون خدام ليك .
فارجوك..شغلنى عندك اى حاجة.
.وشوفلى اى مكان ابات فيه.
...انا تعبت من النوم على الارصفة.
..واوعدك اكون انسان كويس انا خلاص عرفت ان الله حق.
وتوبت  عن كل اللىى عملته فى حياتى..
ثم بكى أيمن .طويلا .
ولم يتمالك أدهم..هو نفسه ايضا من البكاء ..فرحا بتوبة ايمن وشفقة عليه مما فعلت به الدنيا بسبب أفعاله .
فقام ادهم وأمسك بيديه قائلا ......يلا يا ايمن بينا ..
ايمن..باستغراب على فين ان شاءالله 
أدهم.......على المكان اللى  هتبات فيه عشان تستريح .
.ومن بكرة ان شاءالله هتيجى تشتغل معانا فى المصنع .
تهلل ايمن من الفرح....وقال .... انا مش عارف اشكرك ازاى
أدهم.....تشكرنى بأننا نفتح صفحة جديدة مع بعض وننسى اللى  فات كله وتبقى قد المسئولية .
ايمن... ..اكيد..يا أدهم..
ثم ألقى بنفسه فى حضڼ ادهم من فرط سعادته
.واحس ادهم..بالسعادة..لانه اخيرا استطاع ان ينفذ وصية الحاج ناجى.
.الراجل الطيب اللى  وقف جمبه لغاية ما بقا  ادهم بيه .
ركب ادهم العربية ومعاه ايمن... وفى الطريق..يسئله ايمن ...هنروح فين 
..أدهم..هنتعرف دلوقتى.
ايمن باندهاش ..بس ده طريق الفيلا.!
..أدهم..بابتسامة.....ايوه.
ايمن بأستغراب ولكنه صمت  ومنتظر ما سيحدث  بعد ذلك .
وفعلا وصلوا للفيلا..
وهنا نظر  أيمن لها وشرد فى ذكرياته بها..
وكيف كان عزيزا ذو شأن وسلطة وجاه ومال .
أما الآن فهو وحيد وفقير ولا يملك شىء .
فطأطأ راسه خجلا من المقارنة بين حاله الأسبق وما هو عليه الآن .
وظن ايمن أن ادهم سيسكنه تلك الغرفة التى كانت فى الحديقة الذى سكن فيها ادهم من قبل .
وهم أن يدخلها وهو يشكر الله لأنها افضل من الشارع بكثير .
ولكن سرعان ما امسك يده ادهم ونظر له فى عينيه قائلا بثقة...
حاش لله  اتفضل يا ايمن بيه .
مكانك فوق زى ما كنت بالظبط.
..واشار له أدهم على الفيلا .
لم  يصدق  ايمن نفسه واخذ ينظر الى ادهم بعدم تصديق قائلا ..... .معقولة هتخلينى ارجع لمكانى تانى اللى عشت واتربيت فيه.
وبعد كمان  اللى  حصل منى .
أدهم..يبتسم ويقول......ده حقك على فكرة .
وكمان من جمايل وعمايل والدك معايا الله يرحمه..
.وهكتبها باسمك كمان ايه رئيك .
تهلل وجه ايمن بالفرح...واخده بالحضن..
وقال له وهو يبكى ......تسمحلى اكون اخوك.
.ومنتفرقش من بعض .
واكون زى مجدى بالنسبالك ..واوعدك اكون عند حسن ظنك .
ادهم..بفرحة اكيد..دى دعوة الحاج...والحمدلله استجابت .
الف حمد وشكر ليك يارب .
ادهم......يلا هسيبك تستريح دلوقتى .
وحط ايده فى جيبه وطلع فلوس وعطاله....
ادهم..بحنية..اكيد جعان..فاطلب دلفيرى.
وان شاءالله اشوفك على خير بكرة الصبح.
..واحنا شغلنا بدرى فى المصنع.
.اوعى تتأخر.
ايمن..بشغف...ان شاءالله هتلاقينى اول واحد قدام المصنع .
وسابه..ادهم...ووقف ايمن ينظر الى جميع ركنات الفيلا ويستذكر طفولته .وهو يلعب هنا وهنالك.
..ثم يتذكر مۏت امه فجاة
تم نسخ الرابط