رواية روعة مميزة للكاتبة منة فوزي

موقع أيام نيوز

قائلا انت هتحاسبيني و لا ايه يا بت!..اوعي كده
خرج بالفعل تاركا شهد في حالة احتراق ذاتي..
كان يريد ان يحدث حنان علي انفراد..
حنان.. اسم علي مسمي .. صديقة الطفوله و رفيقة العڈاب.. تكبره باعوام عده.... كانت مصدر الامومة و الحنان في حياته .. اعتنت به كثيرا.. كانا معا لدي المعلم القديم.. كم من مرة اهتمت بجروجه.. كم من مرة اطعمته من ما سړقت.. كان ينام قربها قبل ان يشب عوده و ينتقل لحجرة الصبيان.. كم من مرة دافع هو عنها .. كم من مرة سحق عدوي لانه حاول التعدي عليها.. يذكر انه انقذها مرة من براثن اوغاد الشارع زملائها.. كان قويا في سن صغيرة.. ويذكر جيدا ليلة هروبها .. اخبرته انها رأت مكانا افضل للعيش .. وانها ستعود لأخذه فور ان تستطيع.. بكت معه كثيرا و احتضنته.. يذكر قبلتها الحانية علي جبينه.. و يذكر ايضا انها لم تعد ابدا..
وبعد ما حدث للمعلم و انفراط عقد جميع من يملك.. تقابلا.. كانت تعمل في صالون تجميل.. ساعدته في البداية في التعرف علي بعض الاشخاص للعمل.. ثم كل منهما اكمل منفردا في مشوار حياته .. و بقيت علاقتهم الطيبة المتقطعة نظرا لظروف الحياة .. و لكن ما لم تنقطع ابدا الجمايل المتبادلة التي تأتي و تذهب بينهم علي مدار ما فات من اعوام..
لم يرغب ان يحدثها امام شهد لسبين..اولهما انها لن تتفهم طبيعة العلاقة.. ستظن انها حبيبته.. هي بالفعل حبيبته و لكن هل يلام احدا علي حب امه.. و السبب الاخر هو انه اراد ان يوضح لحنان مدي اهتمامه بشهد لكي تهتم بها بدورها.. و هو الامر الذي لم يعرف لم لم يرغب في ان تسمعه شهد ..
وهناك سبب اخر.. سبب ربما لم يدركه هو نفسه..كان يود ان يبوح... يبوح بمكنون نفسه..يزيح عن ص دره ما يختلج داخله من اضطراب و عدم فهم.. يتحدث عنها لشخص ما.. شخص لن يحكم عليه.. لن يقول عنه ضعيفا مرتبكا.. شخص يثق به و يعرف انه يهتم به بدوره.. كان يريد ان يتحدث عن شهد.. بدون ان تسمع شهد!
وقفت شهد قرب النافذة مختبئة و قد القت اذنيها خارجا علها تسمع حديث جو مع تلك من اراد ان ينفرد بها..
جو بنبرة هادئة ودودة للغايةازيك.. فينك انتي... مش قد مانتي واحشاني... بصي لو اعدنا نبرر لبعض بظروف الشغل مش هنخلص..سيبك من الكلام ده..عاملة ايه... انا كويسمش كويس اوي تقريبا مش كويس خالص.. محتاجلك اوي يا حنان.. لازم اشوفك.. بس الاول عندي طلب يهمني اوي.... تسلمي يا حبيبتي طول عمرك جدعة.. عايزك تشغلي معاكي واحدة تهمني.. عايز اضمن انها تحت عينك انتي.. ملاقتش مكان غير عندك اطمن عليها فيه... اه

اوي.. تهمني اوي..
همس في اخر كلمة و تلفت حوله لكي يتأكد من انه بعيدا عن مسامع شهد و لكنه لمح ظلها تقف بقرب النافذة اقترب من النافذه و دس رأسه بها ليري شهد بالفعل تقف بلا حراك اجفلت عنما رأت رأسه فصاح بها بتعملي ايه عندك! امشي اعمليلي قهوة..
صاحت شهد بحدة اعملها لنفسك مبعرفش!
حدق بها غير مصدقا و قال انتي اتهبلتي بتعلي صوتك!!! امشي اعملي قهوة يا بت.. هخلص المكالمة و ادخل اعرفك تزعقي ازاي
و لم ينتظر ردة فعلها بل سحب نفسه وابتعد لكي يكمل مكالمته الهاتفيه السرية..
كادت شهد ان تبكي غيظا.. حركت يديها في حركات عصبية عڼيفة كطفلة في نوبة ڠضب.. وتمتمت بسباب ما..
جلست بعدها تلهث في انفعال وتفكر.. لا يروقها نبرته الامرة العالية في الحوار.. لم يصيح!!! لن تصنع له القهوة.. ذلك افضل له! ان صنعتها الان ستضع له دواءا يصيبه بالاسهال.. فليصيح ساعتها بملء فمه!
كانت حانقة عليه بشدة.. هل بسبب النبرة حقا لم تكف عن اعادة حديثه مع تلك الحنان في رأسها.. محتاجلك اوي!!
ايكون لك حبيبة يا جو ... ايكون لك حبيبة!!
الفصل الثانى عشر.
جلست شهد علي الكرسي الجلدي الانيق بجاوار جو تتأمله ..كانت ضئيلة حجما بجانبه.. هو عملاقا قويا .. كم يشعرها الامر بشعورلذيذ غامض ومريح.. هناك شيئا في قوته و شراسته يجذبها بشدها علي عكس كل الرجال الش رسين الذين قابلتهم و رغبت في نزع امع ائهم.. تذكرت امس حين دخل اليها بعد المكالمة الغامضة كان غاضبا و لكنه لم يخيفها .. وبخها بشدة علي صوتها الذي علا عليه وحين اخذها من يدها في عصبيه ليريها كيف تصنع القهوة و يلومها علي خيبتها الثقيلة .. كانت تنظر اليه بهيام واعجاب حتي انه حين التقت عيناه بعينيها صمت لثانية ثم تركها والقهوة .. و هرب مبتعدا.. متمتما بشيء عن ان لا فائدة في تعليمها و انه يأس..هكذا فسرتها.. لقد هرب.. وكأنه يخشي نظرات الاعجاب منها.. ها هما الان يجلسان في مركز التجميل الخاص بصديقته في انتظارها.. برغم كل ما يثير حفيظتها
تم نسخ الرابط