رواية روعة مميزة للكاتبة منة فوزي

موقع أيام نيوز

تتذكر كيف كانا يقفزان و يتجنبا رؤية امن المكان لهما.. كانت مغامرات مضحكة حقا.. كله من اجل ان يظن من يراقبهم انهم علي وشك السفر..
لقد نجحا في خداع الكل ..بالفعل ظن الجميع انهم مسافران.. ولكن لم تكتمل الخطة كما ارادا..
شهد
كان هذا صوت زوجها ينادي من داخل البيت البسيط ..
منيايوة يا جو.
عبد الله بتعملي ايه عندك
مني مأنتخة علي الكنبة في الجنينة.. تعالي انتخ معايا..
عبد اللهجاي..
كانت حقا احداثا درامية ..تليق بفيلم اكشن..
ولكن الجزء الرومنسي كان له دورا..
اتسعت ابتسامتها و هي تتذكر تلك اللحظة و التي ستظل تتذكرها الي الابد..
كان الموقف مرعبا بصورة بشعة...ذلك البغيض فاروق مصرا علي ان يصدمهم بالسيارة الكبيرة.. افلتا من السقوط اكثر من مرة بمعجزة.. الي ان قال جو فجأة مش هنقدر نكمل الطريق كده.. عربيته اجمد و اسرع! ھيموتنا..
شهد طب ايه
جو هننط!
شهد مصعوقة ازاي
جو مركزا نظره اليها في مراة السيارة ليتأكد انها تفهم لما اقولك نطي افتحي الباب و نطي.. وحطي ايدك علي راسك ولفي جسمك مع الحركة 
كانت تثق به و لكن هل تثق الي درجة اتباعه في الجنون.. لو لم تكن تلك التهلكة فماذا تكون
بالفعل انتهز جو اول اصطدام اخر وانحرف بالسيارة نحو الحاجز الجانبي ثم صاح نطي! وقفز معها..
قفزت هي بعده لتجد نفسها تسقط في الرمال الموجودة بعد الحاجز و تتدحرج مثله قليلا لاسفل..بينما السيارة هوت لاسفل ثم ..بووووم الانفجار..
اقترب منها جو و ابقي رأسها منخفضا.. حتي يتختفيا عن الانظرا ..راقابا السيارة تحترق وهم متوارين لربما كان احدا مارا و يلقي نظرة.. كان الطريق مهجورا و نادرا ما يمر به احدا.. ولكن الحرص واجب.. بعد ان اطمأنا الي ان احدا لا يتابع.. تسلقا صعودا و لكن من مكان ابعد قليلا من الحاډث .. وما ان وصلا للطريق حتي نفضا الرمال عنهما و سارا مبتعدين.. يده تعانق يدها و علي وجهيهما ابتسامة لا مكان لها علي فمان للتو نجا صاحبيهما من المۏت المحقق..
نظر اليها و قال مبتسما البقية في حياتك..
لم تفهم. سألت في مين
فقال في شهد و يوسف.. من دلوقتي عايزك تنسي كل حاجة حصلت قبل اللحظة دي في حياتك.. من دلوقتي انا وانتي اتنين جداد..
شهد بابتسامة ممزوجة بدهشةيعني ايه
قال يعني مثلا شهد كانت

ملك يوسف.. ده هيتغير..
شهد بتوجس هتديني حريتي
ضربها يوسف علي رأسها و قالهو ده اللي هامك.. ده بعدك.. انت هتفضلي ملكي ..بس بطريقة تانية..
شهد ايه بقي ان شاء اللههتكتبني علي نفسي وصولات امانة!
جولأ هكتب انا عليكي! 
توقفت شهد عن السير.. ونظرت اليه عاجزة عن الكلام.. لم تتصور يوما ان لحظة مثل تلك ستمر عليها.. كان اقصي امالها ان تعيش سعيدة في كنفه.. ملكا له.. و لكن ان يطلب ان يتزوجها!! ان تصبح حرة و في نفس الوقت تمضي عمرها بحانبه.. بارادتها و كامل حريتها.. الا تعامل كسلعة مربحة ابدا في حياتها مرة اخري!! لم تصدق.. دمعت عيناها و هي تنظر اليه.. تلك النظرة التي اذابته..
قال متصنعا الجدية اولا روحي انتي حرة.. تقدري تمشي لو عايزة
فسارت شهد مبتعدة تمازحه..
فلحق بها قائلا وحياة امك! انسي! تعالي هنا..
وقف امامها و امسك يديها وبيديه و قالبما انك بقيتي حرة .. اسمي يوسف وعبد الله في البطاقة الجديدة.. وعندي بيت و ارض في الصعيد ناوي ازرعها.. حاليا مبشتغلش بس معايا فلوس.. بغير اوي و عصبي.. وبقدس الحياة الزوجية وبساعد في المنزل.. تقبلي تتجوزيني
ابتسمت شهد وترقرت عيناها و لم تقوي علي الرد..
فقال هو هو عموما رأيك تحصيل حاصل.. انا عملتلك الشويتين دول بس عشان تحسي بنفسك.. كده كده هكتب عليكي..
ثم انحني بسرعة و ولف زراعيه حول ارجلها و حملها علي كتفه قائلا استعنا علي الشقي بالله
صار رأسها متدلي خلفه وكأنه يحمل جوال بطاطس.. وهي تضحك و تض رب علي ظهره بقبضتيها..
مشي بضع خطوات .. ثم قال فجأةاحنا كده يا شهد بالنسبة لكل الناس موتنا.. مبقالناش حد في الدنيا غير بعض.. زراعة الارض لسة في علم الغيب.. الدنيا مش واضحة قدامي.. برضه هتيجي معايا
شهد ارد ازاي و انا متشقلبة كده
انزلها و نظر بجدية الي عينيها فامسكت يده و قالت انا اصلا مكانش ليا حد في الدنيا.. وبقالي بس لما انت ظهرت.. هروح معاك لاخر الدنيا..
ثم عاد ليقول برضه ردك علي السؤال ده كان تحصيل حاصل..كده كده كنت هاخدك معايا!
ثم انحني مرة اخري و حملها بنفس الطريقة.. وهي مازالت تضحك
افاقت من ذكرياتها علي يد حنونة تملس علي شعرها.. انه هو..
جلس بجوارها علي الاريكة و قال كنت سارحانة في ايه
قالت بفتكر عرض الجواز بتاعك..
قال انت هتعيشي! عرض جواز.. وهتمثلي بأة اني كنت عريس و بطلب ايد الهانم العروسة.. علي اساس ان كان ليكي رأي مثلا و او عندك اختيارات
هي افرض كنت مشيت و سبتك وقت اما قلتلي اني حرة 
لف ذراعه حولها و الصقها به و قال بهدوء
تم نسخ الرابط