رواية مني مكتملة الفصول
المحتويات
تمسح بأصابعها على رأس الحمامة فى حنان .. رفعت رأسها لتنظر الى مراد قائله بأسى
جناحها شكله في مشكلة .. مش عارفه تطير
أخذت مريم تمسح عليها بأصابعها و مراد ينظر اليها متأملا .. قالت مريم
أعمل ايه
قال مراد بحيرة
مش عارفه
قالت مريم وهى تشعر بالأسى لأجلها
هدخل أشوف أى حاجة عشان أأكلها ممكن تكون جعانه .. وبعدين نشوف دكتور بيطري أو نوديها محل عصافير أكيد اللى بيبيع هيكون فاهم
شكلك بتحبي الحمام أوى
قالت مريم وهى تتأمل جناح الحمامه بإهتمام
لا أنا أول مرة أمسك حمامه .. بس صعبت عليا عشان جناحها مكسور ومش قادره تطير
اختفت ابتسامه مراد ليحل محلها الوجوم .. ترى كيف سيكون رد فعلها ان أخبرها بإعاقته .. أستشفق عليه مثلما أشفقت على تلك الحمامة .. لا وألف لا .. لن يتقبل منها أى شفقه .. لن يسمح لها بالشعور بالشفقة من أجله .. آخر ما يريده منها هو شفقتها .. نظرت اليه مريم وقالت كمن تذكرت شيئا هاما
أفاق مراد من شروده وسألها
تقربلك ايه
شعرت مريم بالتوتر واحتارت أتخبره أم لا .. فقال مراد وهو يتفرس فيها
أنا سألتك لانك قولتيلى قبل كده انك ملكيش قرايب هنا
تلعثمت مريم وهى تقول
ليا قريبة واحدة بس
أعاد مراد سؤاله
قاطعهما صوت نرمين التى أقبلت نحوهما تقول
يلا يا جماعة الأكل جاهز ومستنيينكوا على السفرة
حمدت مريم ربها على قدوم نرمين الذى أنقذها من سؤال مراد .. فلم تكن تتوقع أن يسألها هذا السؤال .. وهى ليست مستعدة لإخباره الحقيقة بعد .. لانها لا تستطيع النبؤ
برد فعله ان علم .. سبقتهما مريم الى الداخل وهى تحمل الحمامه فى يدها .. التفتت نرمين لتدخل هى الأخرى فأوقفها مراد قائلا
ارتبكت نرمين واحمرت وجنتاها خجلا .. واسرعت الى الداخل وهى تقول
ماما هتقولك ردى يا أبيه
ابتسم مراد وقد توقع موافقتها .. التف الجميع حول طاولة الطعام مبتسمين لبعضهما البعض .. قالت مريم بحزن
لقيت حمامه ياعيني جناحها مكسور فى الجنينة وقعت من على الشجرة مكنتش عارفه تطير
يا حرام
قالت ناهد
وبعدين طارت
قالت مريم
لا مش عارفه تطير خدتها المطبخ وحطتلها أكل
قالت نرمين فجأة بحماس
صحيح ما قولتلكوش .. النهاردة وأنا فى الجامعة .. قالوا ان ادارة الجامعة عاملة دورة فى الإسعافات الأولية واشتركت
فيها
ابتسمت مريم قائله
أنا كمان كنت اشتركت فى دورة زى دى لما كنت فى الكلية
بجد
أومأت مريم برأسها وقالت
أيوة .. مفيدة على فكرة وبيدوكى شهادة فى نهاية الدورة بعد ما بتحلى الإمتحان
قالت نرمين بحماس
عرفت فعلا ان فى امتحان .. أكيد هيبقى نظرى بس مش كدة
قالت مريم وهى تتناولى طعامها
لا .. عملى ونظرى
قالت نرمين بدهشة
ازاى يعني عملى
قالت مريم شارحه
الفصل بتاع التنفس الصناعى بيكون عملى
توقف مراد عن تناول طعامه ثم الټفت الى مريم قائلا پحده
ازاى يعني عملى .. انتى امتحنوكى عملى فى التنفس الصناعى
نظرت اليه مريم لترى نظرة غاضبة
فى عينيه .. تساءلت فى نفسها .. أهذه غيره .. أم أنها تتوهم ذلك .. قالت بهدوء
على مانيكان
هدأت حدة نظراته .. وأشاح بوجهه يكمل طعامه .. التقت نظراته مع نظرات ناهد الجالسه فى المقعد المقابل له .. فنظرت اليه مبتسمه بخبث شديد .. فأشاح بوجهه عنها هى الأخرى .. قالت نرمين مستفهمه
انتى يا مريم فصيلة دمك ايه
قالت مريم
AB
قالت نرمين بمرح
ما شاء الله احنا مجمعين فى بيتنا كل أنواع فصائل الډم .. انا A زى ماما وبابا .. و سارة O .. و مراد B .. وانتى يا مريم AB
سقطت الملعقة من يد مريم فى طبقها لتصدر صوتا عاليا .. نظر اليها الجميع فأدارت بعينيها فى وجوههم .. بدا وكأنها رأت شبحا أمامها .. كان يبدو عليها الصدمة .. الړعب .. الخۏف .. الحيرة .. سألتها سارة بإهتمام
انتى كويسة يا مريم
حاولت التحدث فخرج صوتها مرتعشا وقالت
أيوة بس شبعت .. بعد اذنكوا
نهضت مريموغادرت مسرعة .. وأخذ مراد يتابعها حتى اختفت وقد ضاقت عيناه .
صعدت مريم الى غرفة مراد وأغلقت الباب خلفها ووقفت خلفه يعلو صوت تنفسها .. كيف .. كيف ذلك .. من غير الممكن أن تكون فصيلة ډم مراد B .. هذا غير معقول .. من غير المعقول أن يكون أبواه A وهو B هذا مستحيل .. بل من رابع المستحيلات .. اذن ف ناهد ليست أمه .. ليست أم مراد .. أخذ عقلها يعمل بسرعة چنونية .. من أم مراد اذن .. هل من المعقول أن خيري والده تزوج من ثلاث نساء .. ناهد و زهرة و امرأة أخرى هى أم مراد .. أم ............! ..
توجهت مسرعة الى الدولاب وأخرجت منه حقيبتها فتحتها بأيدي مرتجفه وأخرجت منها قسيمة زواجها .. أخذت تنظر اليها بلهفة حتى توقفت عند نقطة ما .. فاتسعت عيناها
متابعة القراءة