رواية سارة الفصول من الثامن للاخير

موقع أيام نيوز

حاربت طواحين الهواء حتى أستطاعت إثبات قدراتها و نيتها الطبيه فى جعل كل النساء يستطيعون أخذ حقهم من تلك الحياة الظالمه 
أغلق المذكرات و هو ينتبه لصوت الصغيرة التى أستيقظت من نومها و تريد طعامها
أقترب منها يحملها بين يديه بحنان و قبل جبينها و هو يقول
جعانة يا صغيرة ... حاضر يا حبيبه بابا أنت بس تآمري
و أحضر الببرونه الخاصه بها و ضمھا إلى صدره و بدء فى إطعامها الحليب برفق
فى صباح اليوم التالى كانت سناء رغم أنشغالها بجميع النساء الموجوده فى المنزل لتقديم واجب العزاء إلا أن عقلها بأكمله مشغول بالصغيرة ... الذى يرفض والدها تركها و لو لحظة واحده لدرجة أنه الأن يجلس فى سردج العزاء و هى بين ذراعيه
كان رمزي ينظر إلى أصلان و بداخله يفكر سبحان الله يهدى من يشاء و يضل من يشاء ... يعز من يشاء و يذل من يشاء
هذا أصلان الذى لم يهتم لأحد يوما ... الذى أنهى أيام العزاء حين ۏفاة جده و غادر دون أن ينظر خلفه
الأن هو حزين ... عينيه تمتلىء بالدموع ... يحتضن أبنته دون أن يهتم لكلمات الناس و نظراتهم المندهشة
يداعبها بيديه و يرسل أحد العمال ليحضر لها وجبتها من الحليب فى موعدها
حين أنتهى العزاء و عادوا الرجال إلى المنزل وقفت سناء أمام أصلان و قالت
هات البنت علشان تعرف تنام ... متقلقش عليها أنا هخلى بالى منها أقترب أصلان خطوة من عمته و أحنى رأسه يقبل رأسها أمام نظرات رمزي الزاهله و صدمة سناء التى جحظت عينيها بعدم تصديق خاصة حين قال
متقلقيش يا عمتي ... أنا مخلى بالى منها ... و بعدين أنت حامل دلوقتى و المجهود غلط عليكى ... عايزين أخ أو أخت قدر تلعب معاهم
و تحرك ليصعد إلى غرفته و هو يقول
تصبحوا على خير
مش هتتعشى يا أصلان
قالها رمزي مستفهما لينظر إليه أصلان و قال بابتسامة صغيرة
مش جعان يا عمى ... تصبحوا على خير
و صعد إلى غرفته ... و مثل الليلة الماضية وضع الصغيرة فى منتصف السرير و دلف إلى الحمام ثم وقف بين يدى الله يصلى و يستغفر و يعلن توبته و ندمه ثم يقرأ مذكرات قدر و بضع آيات من الذكر الحكيم ثم يأخذ الصغيرة بين ذراعيه و ينام
مرت عدة أيام لم يختلف حاله عن الأيام الأولى حتى ذلك اليوم الذى وقف فيه أمام رمزي و قال
عمي أنا عايز أكمل معاك كل إللى قدر بدأته
كان رمزي ينظر إليه بشك و تفحص ليقول أصلان موضحا
عارف إنك مش مصدق كل التغيير إللى حصل ... لكن إنك لا تهدى من أحببت و الله يهدى من يشاء
أبتسم رمزي إبتسامة صغيرة ليكمل أصلان كلماته
أنا مش هكون مكان قدر ربنا يرحمها ... أعتبرني مساعد ليك ... متطوع ... خدامك و تحت أمرك
ليقطب رمزي حاجبيه بضيق ليكمل أصلان قائلا بتوسل
أنا عايز أكمل إللى هى كانت بتحلم بيه يمكن ده يكفر ولو جزء بسيط من إللى عملته فيها ... عايز حلمها يكتمل ... و إسمها كل الناس تعرفه ... عايز بنتى لما تكبر الدنيا كلها تشاور عليها و تقول بنت قدر أهى ... دى بنت قدر
أقترب خطوة من رمزى و أمسك بيده بتوسل
أرجوك يا عمي ... أنا هبقي من إيدك دى لأيدك دى ... هكون موجود بس علشان أنفذ إللى تأمرنى بيه
ربت رمزى على كتف أصلان و قال بهدوئه المعهود
يا ابنى أنا فخور بيك و إنك رجعت لربنا و لعقلك ... يمكن أتأخرت لكن إنك تتوب و ترجع للصح حتى لو متأخر أحسن من أنك تفضل فى ضلالك
أخذ نفس عميق و أخرجه بهدوء أكمل قائلا
ده مالك و مال بنتك ... و أنت أولى الناس إنك تديره هفهمك كل حاجة ماشية إزاى و أنت أكيد قد المسؤلية
و بالفعل من اليوم التالى ترك أصلان قدر عند سناء رغم أن قلبه يرتعش خوفا عليها ... و يشعر أن قلبه و عقله لا يفكرون سوا بها ... إلا أنه كان يسير خلف رمزي كتلميذ نجيب
تم نسخ الرابط