رواية سارة الفصول من الثامن للاخير

موقع أيام نيوز

الفصل الثامن 
يجلس على ذلك الكرسى منذ أمس ... بعد أن جمع كل رجاله و أعاد توزيعهم على الأرض فى أنتظار ذلك المشترى المزعوم
هو لم يرى شىء جيد يوما من ذلك الأصلان ... هو يشبه الحج رضوان كثيرا و لكنه أيضا لا يشعر بالأنتماء إلى تلك الأرض و إلا مكان فكر يوما فى بيعها
أم هو يفعل كل ذلك حتى يضيق الخناق على قدر

هل وصل به الحقد و الكراهيه إلى تلك الدرجة .. أن يجردها من مصدر رزق ... و الشعور بالأمان فى وسط بيتها و أرضها
هز رأسه بلا و هو يلوم نفسه على تفكيره
أى أمان و أملاك فكل شىء بيده هو ... و تلك المسكينة ما هى إلا مستقبل لكل أفعاله و نتائجها
أخذ نفس عميق ... سيقوم بالأمر ... صحيح هو لن يلقن ذلك القذر درسا لكن على الأقل فى المستقبل القريب و القريب جدا ما سيفعله سيكون صڤعة قوية على وجه أصلان ... و كم يتمنى أن يكون موجود ليرى تأثير تلك الصڤعة عليه
أنتبه من أفكاره على بعض الأصوات العاليه ليرتفع حاجبيه پصدمه و هو يرى بعض رجال البلده و شبابها الذى يعمل معظمهم فى الأرض يقفون أمام بوابه قصر الزيني
أقترب منهم و هو يرفع يديه ليوقف سيل كلماتهم الذى لم يفهم منها شىء و قال
خير يارجاله فى أيه 
ليقترب أحدهم و هو أكبرهم سننا و قال
سمعنا باللى حصل ... و كلنا هنقف معاك .. أرضنا ميخدهاش حد غريب
أبتسم رمزى إبتسامة سعادة و فخر و قال بصدق
شكرا يا رجاله .. متقلقوش الأرض مش هتروح لحد غريب ... مش هقبل بده أبدا أنا عايزكم بس تروحوا على شغلكم ... الأرض محتاجاكم و الورش و المدرسة ... مش عايزين حاجه توقفنا
ليهمهم الجميع موافقا و بدأوا فى التحرك و الذهاب إلى عملهم
ليضرب رمزى الأرض بعصاته و بداخله يقسم على تلقين ذلك الأصلان درسا لن ينساه يوما
كانت سناء تشعر بالقلق ... لم يعد رمزى منذ خرج بعد إفاقة قدر
كانت قدر تتابع حركتها من النافذة إلى باب الغرفة ثم تجلس قليلا و تعود تتوجه إلى النافذة و إلى الباب
طيب ما تتصلى بيه
قالتها قدر بابتسامة مشاغبة لتنظر إليها سناء ببعض الخجل لتكمل كلماتها
عمى راجل عاقل و هادى متقلقيش عليه ... هيتصرف بعقل
جلست سناء على الكرسى القريب من سرير قدر و قالت
عارفة ... و متأكدة أنه قادر يحل أى موضوع بهدوء بس ڠصب عنى بقلق عليه و كأنه ابنى ... ڠصب عنى بخاف عليه و كأنه حته منى
أبتسمت قدر إبتسامة حزينه وقالت
كان نفسى أحس الإحساس ده أو حد يحسه نحيتى ... كان نفسى أحس أن فى حد بېخاف عليا و كأنى حته منه
شعرت سناء بالحزن و الشفقة على تلك الصغيره التى ظلمتها الحياة و لم ينصفها أحد و قبل أن تقول أى شىء يواسيها أكملت قدر قائله بثقه
بس أنا مش هحرم بنتى من الإحساس ده ... هكون الظهر إللى تتسند عليه ... و الحضن إللى يساعها فى كل حالتها ... هخلى أحلامها بوسع الكون ... و أخليها قادرة تكسر كل القيود و تعيش زى ما ربنا قال تاخد كل حقوقها و تعمل كل واجبتها
أبتسمت سناء بمحبه و ربتت على كتف إبنة أخيها و قالت بحب
ان شاء الله يا قدر ... أنت قدرتى تغيرى كتير ... قدرتى تفتحى عقول كتير و تغيرى تفكير ناس كتير مين يقول إن فى ورش نسيج و إللى شغال فيها بنات مين يقول إن فى مدرسة بنات مخصوص بتتبنى فى البلد .... أنت أنتصرتى يا قدر
لسه
قالتها قدر بقوة غاضبة و أحتدت نظراتها و هى تكمل
أنتصارى الحقيقى أما أصلان يشوف بعينه إللى أنا عملته و حققته
ظلت سناء صامته تنظر إليها بشفقة ممزوجة بفخر و بعض الألم
لم يطول أنتظار رمزى لمشترى الأرض المزعوم حين وصل أمام بيت الزيني ترجل من سيارته ينظر إلى ذاك الجمع من الرجال الواقف خلف رجل ذو هيبه يجلس فوق مقعد خشبى بهيبه لا يخطئها أحد
تجمد الموقف لعدة ثوان
تم نسخ الرابط