رواية سارة الفصول من الاول للسابع
المحتويات
يلف قدم على الأخرى و يمسك بين يديه حقيبه كبيره تعلم جيدا ما بداخلها نظر إليها دون أن يرفع رأسه و قال
فستانك يا عروسه ... أحدث موديل ... رغم أنى عارف كويس أنه مش هيليق عليكى لكن بما إنك هتنولى شرف إنك تكونى مرات أصلان الزيني يبقا لازم تكونى على المستوى المطلوب
ظلت تنظر إليه بصمت ليكمل هو بأبتسامة تملئها الشماتة
و ألقى الحقيبة أرضا أسفل قدميها و تحرك يغادر بهدوء شديد و هو يدندن إحدى الأغانى الأجنبية التى يظن أنها لا تفهمها لكنها فهمت معانيها جيدا ... ليزيد داخلها الإحساس بالأحتقار و الكره لشخصه الذى لا تجد فيه أى شيء جيد و لو بسيط
كان يقف فى وسط أرضه بهيبته التى لا يخطأها أحد بهيئته التى لا تتغير الجلباب و العبائة و تلك العصا الأبنوس التى لا تغادر يديه أبدا .... عقله الراجح و قلبه القوى الذى لا يخجل من إظهار حبه لزوجته كان يجعل الجميع يحترمه رغم رفضهم لأفكاره فجميع رجال تلك البلده يشبهون الحج رضوان و أصلان فى التفكير ... كان يتابع العمال فى الأرض و عقله سارح فى تلك المسكينه التى لم ترى يوما فى حياتها سعادة أو فرحة أو حتى إحترام
وقف أمامه ينظر إليه بإحترام ليقول الرجل مباشرة دون حتى إلقاء السلام
مش ناوى تتجوز يا رمزى و نشوفلك حته عيل من صلبك
قطب رمزى حاجبيه بضيق و قال بهدوء
ما أنا متجوز يا عمى .... و ربنا يباركلى فيها
قال الرجل كلماته بصوت عالى مقاطع كلمات رمزى التى توحشت نظراته و ضړب الأرض بعصاته و قال
جوازي و مراتى و إن ربنا يرزقنى بالخلفه أو لأ أمر يخصني أنا بس محدش له دخل بيه
ثم أقترب خطوتان من الرجل و أنحنى يهمس أمام وجهه و قال
شعر الرجل ببعض التوتر و القلق و قال بصوت مرتعش
أسمك أنت
يبقا أنت بتتكلم بصفتك أيه
قالها رمزى و هو يعود ليقف باعتدال و عاد يضرب الأرض بعصاته و قال
خليك فى حالك و بدل ما أنت شاغل نفسك بخلفتى روح شوف إبنك بيعمل أيه ... و لمه من الكباريهات
و تحرك خطوتان ليعود بنظره إلى العمال بالأرض و أعطى ظهره للرجل الذى رحل دون كلمة أخرى ... و بعد عدة ثوان نفخ رمزى الهواء الذى بصدره بقوه و هو ينظر إلى السماء و ردد
عاد إلى المنزل و على وجهه إبتسامته التى ترتسم من تلقاء نفسها حين يراها .... تجلس فى بهو المنزل تتابع لعب أطفال تلك الخادمة التى تعمل لديهم
يعلم ما بداخلها و لا يقل ألم قلبه عن ألم قلبها ... لكنه يثق فى قضاء الله و يرضى به
أقترب منها و هو يضرب الأرض بعصاته لتنظر إليه بابتسامتها التى تجعل قلبه يضرب بقوه و كأنه شاب صغير يقع فى الحب لأول مرة
وحشتيني
لتتلون وجنتيها بالأحمر القانى خجلا ليتوجه هو إلى السلم صاعدا إلى غرفتهم
لتلحق به و هى تقول
أخبار الأرض أيه
كلها خير و الحمد لله ... و شكل هدية السنادى هتكون غالية اوووى
قال ذلك بصوت يحمل الكثير من المرح لتربت هى على كتفه و قالت بصدق
ربنا ما يحرمنى منك يا رمزى ... ربنا يقدرنى و أسعدك و أقدر أحقق لك إللى بتحلم بيه
أنتهت كلماتها على باب غرفتهم ليمسك يدها يدخلها إلى الغرفة و أغلق الباب و نظر إليها بعتاب و قال
وجودك فى حياتى نعمة كبيرة من ربنا .... و لازم أشكره عليها ليل نهار .... أى حاجه تانية كله بأوانه و كله نصيب
كانت تنظر إليه و الدموع تتجمع فى عيونها لينحنى يقبل عينيها بحب يمسح تلك الدمعات فى نفس اللحظة التى سقطت عبائته أرضا
أبتعد عنها ينظر إليها بابتسامة عاشق ولهان لتلك الأمرأة التى ملكت قلبه و سكنت روحه
... ثم أخرجت له جلباب مريح و توجهت إليه كان هو قد خلع حذائه و جلبابه و دلف إلى الحمام و حين خرج وجدها تقف أمامه و بين يديها الجلباب أخذه منها لتقول و هى تغادر الغرفة
عشر دقايق و الأكل يكون جاهز
و أغلقت الباب خلفها ليعود يردد من جديد و هو يضع يديه فوق خافقه
رب هب لي من لدنك ذرية طيبة
متابعة القراءة