رواية ظلم الفصول من الثالث عشر للاخير

موقع أيام نيوز

دى ... بس وعد منى .. عمرك ما هتندمى انك ارتبطى بيا فى يوم . 
ومره اخرى وقف العرسان لرقصه اخيره ومعهما رائد وشيماء ويارا واياد .... ليذهب بعدها كل الى بيته .... ولكن رائد وشيماء ذهبى الى مكان اخر

وصل رائد الى الفيلا الصغيره التى اشتراها وترجل من السياره وتحرك ليقف عند بابها وفتحه لها ومد يده لتضع يدها فى يده بخجل وترجلت هى الاخرى 
وقف امام باب الفيلا الخارجى وفتحه واشار لها ان تدخل وهو يقول 
نورتى بيتك يا حبيبتى 
نظرت له ثم عادت بنظرها الى الفيلا وهى تقول 
انا هعيش هنا .
ليضع يده حول كتفها وانحنى ليضع الاخرى خلف ركبتيها وحملها سريعا لتشهق من المفاجئه لم يهتم لشهقتها تلك وأجاب سؤالها قائلا
طبعا ... اومال احنى جاين هنا ليه دلوقتى وانت بالفستان وانا بالبدله ... و لسه فرحنا خلصان ... جايبك افرجك عليها مثلا .
كانت تنظر اليه باندهاش ولكنه لم يمهلها الفرصه ليعدل وضعيه حملها من يديه الى كتفه تصرخ من المفاجئة فقال هو بمرح 
معلش يا حبيبتى اصل انا حالف منزلكيش الا فى اوضه النوم ... ونسيت اطلع المفتاح 
لتضحك هى بخجل وقالت 
نزلنى احسن ما انت شايلنى زى شوال البطاطس كده 
ليضحك بصوت عالى وهو يقول 
بطاطس ايه بس يا روحى .... قولى ورد قولى فل ... قولى مارونج لاسيه . 
لتضحك مره اخرى فى نفس اللحظه التى فتح فيها الباب واعاد حملها بين ذراعيه .
ليدلف الى الداخل وهو يقول 
نورتى بيتك يا شابه . 
وصعد درجات السلم ودلف بها الى غرفه النوم ووضعها على السرير وهو يقول 
هبقا افرجك على البيت بكره الصبح لكن دلوقت بصراحه انا عايز ... يعنى عايز 
لتقطب جبينها وهى تبتعد عنه قليلا 
ليقترب هو وهو يقول بأمر 
قومى يا حلوه اتوضى علشان نصلى ركعتين علشان فى قضيه مهمه محتاجين نحلها انا وانتى يا شويش منيره .
لتضحك بخجل وهى تتحرك فى اتجاه الحمام الذى اشار لها عليه .

صمم صخر ان يعود الى البلده ... اراد ان يبداء حياته الزوجيه الصحيحه معها فى نفس البيت اراد ان يمحو ذكريات الماضى المؤلمھ ... بقلمى ساره مجدى بذكريات سعيده .... اراد ان يعتذر هناك .. ان يبثها حبه وشوقه احلامه واماله ... اراد ان تدلف الى القصر عروس حتى يمحو دخولها الاول له كخادمه ... اراد ان يصلى بها .... ان يبدء حياته معها هناك ... نظر اليها ليجدها غافيه على كتفه ... يعلم كم تعبت .. فهى فى شهورها الاولى ... وكل ما حدث كثير ومؤلم لها ... شدد من ضمته لها وهو يبتسم حين وصلا امام القصر ترجل من السياره ليحملها وهى مازالت نائمه ولكنه يريدها ان ترى كل شيء .... ظل واقف بجوار السياره ونادها كثيرا حتى فتحت عيونها تنظر له باندهاش حتى استوعبت ما يحدث فحركت قدميها تحاول النزول ولكنه امسكها باحكام وقال
اهدى يا مريم ... واسمعينى .
سكنت حركتها ونظرت له باستفهام فأشار للقصر ... لتنظر اليه لتجده مضاء بالكامل وكل اهل القريه موجودين ايضا فى الحديقه ينظرون اليهم عادت بنظرها اليه ليقول 
النهارده هتدخلى القصر وانت صحبته ... مش خدامه فيه ... النهارده هتدخليه بفستان فرحك ... النهارده ترفعى راسك لفوق ... وتقولى ... اهو الصخر الى كلكوا كنتوا بتخافوا منه زى الخاتم فى صباعى ... تحت رجلى ويتمنى انه يرضينى باى شيء ... النهارده انا بردلك اعتبارك ... وبرجعلك حقك .
كانت عينها تذرف الدمع الذى اڠرق وجنتيها وصمت تمام من كل الحاضرين حتى قالت هى من بين شهقاتها . 
متقولش كده يا صخر ... انت جوزى وحبيبى .... سندى وكل ما ليا .... انت كنت مظلوم وانا مسمحاك فى ظلمك ليا ... والى حصل ده بقا ماضى ومش عايزين نفتكره تانى . 
كان ينظر اليها بسعاده حقيقه وحب كبير وكانت هى ترى امامها طفل صغير يحتاج الحنان والحب وحضنه امه رغم ضخامه جسده حياهم الجميع وغادروا واحد تلو الاخر 
ليصعدى الى غرفتهم ليبدائا حياتهم بطريقه صحيحه .

كانت تقف بجانبه يستندان على السياره امام بنايه قديمه نسبيا فى منطقه راقيه ولكنها قديمه ظل الصمت يخيم عليهم حتى قالت هى 
قولت انك هتجبنى مكان مهم جدا عندك علشان عايز تقولى حاجه مهمه .. وواقفين هنا من نص ساعه وانت ساكت ... فى ايه يا رائد .
نظر اليها ثم اعتدل فى وقفته وهو يقول 
انا قبل ما اقولك الكلام ده فكرت اقوله لوالدك ... بس هو قالى ان ده شيء خاص بيا انا وانتى وبس وان هو هيحترم قرارك .
شعرت بان الامر كبير فقالت 
هو فى ايه يا رائد انت قلقتنى .
تنهد وهو يتحرك ليجلس على اول درجات تلك البنايه وقال 
اولا احب اعرفك ان البيت ده بيت ابويا الله يرحمه ... والدك يوم ما طلبتك منه مسألنيش هنسكون فين .. ولا طلب منى مهر ولا شبكه ... وقالى انى راجل هيامن على بنته وهى معايا ... وبصراحه ده حسسنى بالمسؤليه وعلشان كده اتفضلى 
ليخرج من جيب بدلته علبه زرقاء لمتسكها وتفتحها لتجد بداخلها سوار رائع الجمال وخاتمه ... وايضا محبس زواج رقيق نظرت له بسعاده وهى تقول
حلوين اوووى يا رائد 
ابتسم بسعاد ثم نظر الى الامام وقال 
سعيد انهم عجبوكى ... بس 
بس ايه 
نظر لها وقال 
انا كنت حابب لما نتجوز .... نتجوز فى البيت ده 
واشار الى البيت خلفه نظرت الى البيت طويلا ثم اليه وقالت 
هو بس محتاج يتوضب .. عايز شغل كتير ... استعد .
نظر لها باندهاش وهو يقول 
وافقتى كده بسهوله ... مش هتقولى قديم وصغير ومش على الموضه .
قاطعته قائله
ايه يا عم ... هو انت مش شايف جمال البيت ... ده يجنن يا رائد وبعدين ده كبير وواسع حقيقى ... لما هيتجدد هيبقا روعه 
ظل ينظر اليها بسعاده ثم قال 
انا طلبت اتجوزك علشان بحبك من اول مره عينى شافتك .... انت بقا وفاقتى ليه 
ظلت صامته لثوانى ثم قالت 
يمكن علشان انا كمان حبيتك وخطفت قلبى من اول مره عينى شافتك . 
ليقف سريعا وهو يقول 
احلفى ... يعنى انتى كمان بتحبينى من وقتها .
لتهز راسها بنعم 
ليضرب راسه براحه يده وهو يقول
طول عمرى غبى ... وبفهم متأخر 
لتضحك بصوت عالى ليجثوا على ركبتيه امامها وقال 
انا بحبك اووى
وانا كمان بحبك اوووى .

بعد مرور عام .... كان صخر يقف فى رواق المشفى يحمل بين يديه طفلته غاليه وبجانبه مريم وبجانبهم شيماء التى عادت منذ يومين من اجازه شهر العسل ... ويقف بجانبها رائد يمسك بيدها وهو ينظر لصخر بتحدى ... وكان اياد يجلس بجانب يارا الحامل فى شهرها الخامس فى طفلها الثالث .... وكان سعد الدين يجلس على احد. الكراسى الجانبية ينظر الى جاسر الذى يكاد يهد المشفى على من
فيه 
من شده قلقه على منيره المتواجده الان بغرفه الولاده .... 
كان صخر ينظر الى جاسر وهو يبتسم فمنذ القليل من الاشهر كان يقف فى نفس موقفه وكان سيقتل الطبيب وقتها من خوفه على مريم ... بعد اصراره على البقاء فى البلد بسبب رغمه مريم فى ذلك .. اصبح يحضر الى العاصمه مره فى الشهر فى تجمع عائلى للجميع ... بقلمى ساره مجدى نظر الى مريم وهو يتذكر ما قام به فى البلد .. قد قام صخر بمشاركه الفلاحين المحتاجين .... وكان يباشر هو ارض والد مريم ... وايضا طور الورشه الكبيره وانشئ مشغل للبنات ... وايضا عاد الى البلده معظم ابنائها من الخارج والاخرين على اتصال دائم مع عائلتهم .
وقفت مريم امامه وهى تنظر الى جاسر وقالت 
فاكر 
ليضحك بصوت عالى وهو يهز راسه بنعم وقال 
كنت خاېف عليكى اوووى يا مريم 
فى تلك اللحظه خرجت الممرضه وبين يديها الصغير واقتربت من جاسر لتعطيه له وهى تقول 
مبروك ولد 
ومنيره 
منقلقش هى كويسه وشويه وهنوديها اوضتها
وعادت الى الداخل من جديد ظل جاسر ينظر الي الصغير بعيون دامعه واجتمع حول الجميع يبارك له ويلقون نظره على الصغير ....بعد قليل كان الجميع يقف فى غرفه منيره يباركون لها ويطمئنون عليها 
وقبل ان يغادروا سائله سعد الدين 
هتسمى ابنك ايه 
نظر جاسر الى منيره وابتسم وهو يقول 
منير جاسر علم الدين 
ليضحك صخر بصوت عالى وهو يقول 
الحب بهدله .
لتضع منيره يدها على وجهها بخجل وضحك الجميع بسعاده .
عاد الجميع الى بيته ... وعاد صخر ومريم الى بلد الصخر 
وقف صخر امام النافذة ينظر الى كل تلك الاراضى الزراعيه والبيوت ... الى بلده جائها حتى ينتقم ... وها هو الان كبيرها رغم صغر سنه .... وايضا رغم كل ما حدث قديما 
اقتربت مريم ووضعت يدها على كتفه لينظر اليها وابتسم بحب فقالت 
مالك من ساعه ما رجعنا وانت ساكت 
تنهد بصوت عالى ثم قال 
افتكرت كل الى حصل .... وافتكرت يوم ولادتك لغاليه ... وخوفى ورعبى من حساب ربنا .... الى خاېف يكون فيكى انت او بنتى 
.... رغم انى فى وسط عيلتى ورجعت صخر القديم .... لكن انت بالنسبه ليا الحياه والمستقبل ... مقدرش اتخيل انك متكونيش فى حياتى .. معنديش استعداد اخسرك ... ابدا ...انت الى دوبتى قلب الصخر .
لتبتسم وهى تقول 
وانا بمۏت فى الصخر وقلب الصخر .... انسى الماضى وديما قرب من ربنا وادعيلوا ... وهو عالم قد ايه انت كنت مظلوم .... وبتحاول بكل طاقتك تصلح الى كان ... انا جنبك ومعاك ... وعمرة ما هسيبك .... انا بحبك 
ليضمها الى صدره بقوه وحب وهو يقول 
انت النور الى نور ضلمه الصخر .
تمت

تم نسخ الرابط