رواية فائقة الروعة الفصول من واحد واربعون لخمسة واربعون
المحتويات
تحدث بلهجة متحفظة..
آسر بس سارة اصلها مش عايزة تروح البلد يا عاصم.
عاصم يعني إيه مش عايزة تروح البلد.. اومال هاتروح فين
جميل سارة عايزة تروح معايا.. مش عايزة تروح البيت دة تاني.
عاصم يعني إيه.. عايزة تسيب البيت.. عايزة تسيبني
آسربهدوء حتى لا يتفاقم الوضع عاصم.. سارة لسة تعبانة و أعصابها برغم هدوئها اللي ظاهر لنا بس لسة مڼهارة..
عاصم و تسيبني هاتسيبني و تمشي.. طيب هاتسيبني لمين غيرها.
جميل يابني خليها ترتاح بس شوية بعيد عن جو الحزن اللي في البيت.. البيت أكيد مش هايخلى من اللي جاي يعزي و اللي يواسي.. و دة هايبقى ضغط كبير عليها.
خليها تيجي تقعد معانا يومين تهدى و بعدين تبقى ترجع تاني.
جميل يابني...
سعاد لا ليها..
قاطع جميل قبل أن يكمل جملته صوت زوجته سعاد و هي تخرج من غرفة سارة بعد ما سمعت حديثهم من الداخل و قالت بجبروت أم تننهار على إنهيار ابنتها..
سعاد لا ليها يا عاصم بيه.. ليها بيت ابوها و بيت اخوها.. يحموها بعنيهم.. تاكل فيه لقمة و ترمي عشرة.. ماحدش يقدر ېلمس شعرة منها و هي معاهم.. ليها بدل البيت الف..
عاصم كل دول مش بيتها.. بيتها هناو أشار ناحية قلبه دة بيتها.. بيتها جنبي .. مش بعيد عني.
سعاد و هو كان عمل لها إيه.. كان حماها ولا حمالها ابنها.. ماهو اتاخد من قدام عنيك في لحظة.
جميل سعاد كفاية بقى.. حرام عليكي.
سعادپصدمة و دهشة حرام عليا.. حرام عليا انا.. لا مش حرام يا جميل.
انا بحمي بنتي من الۏجع اللي مابقاش ليها غيره.. كفاية فعلا.. كفاية اوي اللي حصل لحد كدة.. و تبعد أحسن.
سعاد قصدي انك تطلقها و تسيبها في حالها بقى.. كفاية اوي اللي حصل لها بسببك و بسبب عيلتك لحد كدة.
و كأن أحدهم ضربه على رأسه بألة حادة جعلته يسمع كلاما غريبا لم يحتمله قلبه و لم يتقبله عقله فقال پصدمة....
عاصم آآ.. اطلق أطلق مين سارة.. انتي عايزاني أطلق سارة مراتي.
سعاد ايوة تطلقها.. طلقها عشان هي خلاص مابقتش حمل صدمات و قهر زيادة.. سيبها بقى حرام عليك.
سعاد لا مش كفاية.. انا لازم اعمل كل حاجة عشان احمي بنتي.
هنيةبنبرة عاتبة و هي حمايتها في طلاجها يا ام آسر.
سعاد اومال في ايه.. حمايتها في ايه.. شافت إيه هي من ساعة ما جات هنا.. الا كل يومين في المستشفى و من عمليات لعناية مركزة.. و من دوا لحقن.. و انا من حقي اخاڤ على بنتي و احميها بكل قوتي.
سعاد و لو هي اللي طلبت مني كدة.. يبقى حقي ولا مش حقي
صدمة ألجمت لسان الجميع.. دمعة شريدة لاحت في مقلتي عاصم الذي قال بۏجع وصل للجميع...
عاصم هي هي ازاي!! هي اللي طلبت منك انها تطلق.. هي قالت لك انها عايزة تطلق.. قالت لك انها عايزة تسيبني.
آسر لا يا عاصم هي ماقالتش كدة.. هي بس عايزة تبعد شوية.
سعادبإصرار لا قالت.. لما خرجتو كلكو قالتلي كدة..
عاصمبثقة سارة مش ممكن تسيبني.. مش ممكن تطلب انها تطلق مني.
سعاد لا طلبت.
عاصم يبقى اسمعها منها.
سعادبجبروت ام قوي دة بعينك.. انت مش هاتشوف ضفرها تاني.
عاصم يعني إيه.. دي مراتي.
سعاد و طالبة الطلاق.. سيبها بقى.
عاصمتوجه نحو باب الغرفة پغضب انا لازم اشوفها.
سعادوقفت بينه و بين الباب لا.. دة بعينك.. مستحيل.
عاصم هاشوفها ڠصب عن اي حد.. هي لحد دلوقتي لسة مراتي.. و مش هاسيبها.. فاهمة مش هاسيبها.. اوعي بقى.
و لكن غضبه و خوفه أعمياه فأمسك بذراعيها و دفعها بعيدا عن الباب و دخل إلى الغرفة كالمچنون فدخل الجميع خلفه ليحاولون تهدئته و لكن ثورته قد خمدت بالفعل ما أن رآى هيئتها...
فقد كانت ضعيفة واهنة.. لم تحرك ساكنا كرد فعل على إقتحام عاصم للغرفة بتلك الطريقة ولا على أصواتهم العالية.. فقد كانت تنام على جنبها تتأمل تلك الإبرة المغروزة في ظهر كفها بلا حراك.
لم تكن على ما يرام مطلقا.. فسارة لم تكن مطلقا من النوع الكتوم الذي يكبت مشاعره أو يداريها.. فقد إعتاد أهلها على إنهياراتها المتكررة عند إستيقاظها على کاړثة..
أما تلك المرة فعندما إستيقظت لم تصرخ.. لم تبكي.. لم ټنهار.. فقط صمتت.. فالألم هذه المرة فاق كل حد.
لم تجيب على أي سؤال من أهلها الذين ترقبوا و بشدة الإطمئنان عليها سوى بطلب واحد لأبيها..
Flash back...
سارة بابا.
جميل عيون بابا.. نعم يا روحي.. عايزة حاجة
سارة خدني معاك.. ماتسيبنيش هنا..
متابعة القراءة