رواية فائقة الروعة الفصول من واحد واربعون لخمسة واربعون

موقع أيام نيوز

فرصة طويلة للتفكير.. فأقترب من عاصم و أخذ منه القلم بيدين مرتعشتين على أما أن يكون ذلك هو أكبر كوابيسه ثم وقع على عقود بيع كل ممتلكاته لصالح عاصم...
و لكن عاصم لم يكتفي بذلك فنظر له پغضب..
عاصم جدامكم ساعة واحدة بس و السرايا دي تكون فاضية.. ساعة و دجيجة الرچالة دي هاتشوف شغلها عاد.
حامد و نروحو فين.. ده دارنا.
عاصم كانت داركم بس دلوقتي بجيت داري اني و ملكي اني.. و من غير سلام.
ثم ترك الجميع و عاد لسيارته و خلفه والده و رحل مثلما أتى بعاصفة أكلت معها الأخضر و اليابس..
و بالفعل و بأمر عاصم بعد ساعة واحدة كان حامد و أهل بيته يخرجون من المنزل حاملين حقائب ملابسهم و ما تبقى لهم من مقتنيات ثمينة و رحلوا الي الأبد من القرية.
و لكن قلب حامد لم يتحمل تلك الخسارة و خروجه من بلدته بذلك الشكل المهين فسقط مغشيا عليه فاقدا للنطق و الحركة...
الفصل الثاني و الأربعون...
عاد عاصم و والديه إلى سيارته حتى يعودا إلى المشفى مرة أخرى وسط صمت لا يشوبه سوى بكاء هنية الصامت على ما حدث لإبنها و حفيدها.. فحدثها عبد الرحمن معزيا و متعاطفا معها...
عبد الرحمن و بعدهالك يا ام عاصم بجى عاد.. ما تبطلي بكا امال.
هنية ماجدراش.. ماجدراش يا حاچ والله.. جلبي واچعني على ولدي و ولده.. حفيدي اللي استمنيته من يوم ما خلفت عاصم.. 
طيب والله من يوم ما عيني وجعت على عاصم و شيلته على يدي و اني بحلم باليوم اللي هاشيل فيه عياله.. و چات الله يكحمها مطرح ما راحت جهرتنا كلنا عليه..
عبد الرحمن ربنا يچازي اللي كان السبب..
كان حديثهما يتماشى مع صمت عاصم الذي لم يحرك عينيه عن الطريق حتى.. فلم يزيده حديثهما إلا حزنا.. فهو في موقف عصيب بحق.. فكيف له أن يتحمل ألم فراق إبنه الوحيد و يواسي زوجته التي أصابها الضعف و الحزن و القهر بسبب ما حدث له.
و هو بالفعل يشعر بها و يقدر ما تعانيه.
أم يواسي والديه في خسارتهما الجسيمة فهما قد لا يتحملان كل ذلك الحزن.
فهو أمام مسئولية كبيرة و ليس لديه الوقت ولا المساحة لإنهياره هو نفسه.. فقد كتب عليه ان يؤجل حزنه قليلا حتى يحين الوقت المناسب لذلك..
و لكن عبد الرحمن قد لاحظ شروده و هو في نفس الوقت لم يتحدث معه فيما حدث.. لم يفرغ عاصم ما في صدره كعادته مع والده كما يفعل دوما.. 
فرأف الوالد بإبنه و حاول أن يجعله يتحدث قليلا حتى يريح ذهنه و قلبه و لو بشكل مؤقت...
عبد الرحمن إيه يا عاصم يا ولدي.. مالك ساكت ليه اكده
عاصمتنهد بحړقة هاجول إيه يعني يا ابوي.. ما اديك شايف اها.. ولا اياك يكون اللي اني فيه دة هين ولا جليل يابوي.. 
عبد الرحمن لا يا ولدي ما حدش جال اكده.. بس سكوتك ده جالجني عليك.. اتحدت يا عاصم.. جول اللي انت شايله في جلبك.
هنية فضفض يا حبيبي.. تكتمش في نفسك الا يچرالك حاچة بعيد الشړ.. 
عاصم تجلجيش عليا يا ام عاصم.. هايچرالي إيه اكتر من اللي چرى.
عبد الرحمن طمنا عليك يا عاصم.. توچعش جلبنا عليك انت كمان.
عاصم اني زين يابوي ماتخافش.. بس الحمل المرة دي تجيل جوي عليا.
عبد الرحمن ربنا يجويك و يصبرك يا ولدي.
هنيةبحړقة و ينتقم من اللي كانو السبب جادر يا كريم.
عم الصمت مرة أخرى على الأجواء حتى وصلت السيارة بهم إلى المشفى مرة أخرى.. ترجلوا معا و وصلوا إلى الطابق الذي به غرفة سارة و وجدوا الجميع مجتمع ماعدا سعاد التي تجلس بجانب إبنتها بغرفتها.
كانت وقفتهم غريبة و كأن هناك هما زاد عليهم... و ما أثار فضول عاصم هو بكاء هدى الصامت و لكنه رجح أن السبب هو جملة ما حدث فذهب لها يواسيها.
عبد الرحمن سلامو عليكو.
جميل و عليكم السلام يا حاج عبد الرحمن.
عاصملهدى مالك بس يا هدى.. مش كفاية عياط يا حبيبتي..
هنية بكفاياكي يا هدى بجى عاد.. عشان العيل اللي في بطنك ده طيب.
لم ترد على أيا منهما و لكنها تركت آسر و ركضت لحضن أخيها تبكي بنشيج يقطع نياط القلب.. فرق قلبه لحال شقيقته.. و لكنه تعجب من طريقة بكائها التي يشعر انها مبالغة قليلا... فسألها بإهتمام...
عاصم في ايه يا هدى.. مالك بټعيطي كدة ليه
هنية هي سارة لساتها نايمة ولا ايه
جميل لا صحيت الحمد لله.. بس...
إنتبهت جميع حواس عاصم و خاصة قلبه الذي لم يعد يتحمل صدمات أخرى و خاصة فيما يتعلق بسارة.. فترك هدى التي لم يهدأ بكائها و اقترب من جميل ثم سأله بتوجس...
عاصم بس إيه يا عمي مالها سارة.
جميلبتوضيح ماتقلقش هي كويسة.. بس هي لما صحيت طلبت أنها تروح البيت.
عاصم ماشي حاضر.. نشوف الدكتور هايقول إيه و نروح.. بس نطمن عليها الأول.
نظر آسر لوالده بتوتر و
تم نسخ الرابط