رواية فائقة الروعة الفصول من واحد واربعون لخمسة واربعون

موقع أيام نيوز

كان يقف في الشرفة سارحا تائها متمزق القلب على ما حل بهما.
كان يفكر في سارة و حالها الذي لا يسر عدو ولا حبيب.. نفسيتها التي تدمرت لما حدث و هي حتى لم تعلم الحقيقة كاملة..
و في ولده الذي تمناه طويلا و انتظره كثيرا.. و لم يمهله القدر الوقت الكافي لكي يسعد به..
جلس أخيرا بعد مدة على كرسي يقع بداخل الشرفة حتى سمع صوت سارة تستغيث و هي تنادي على ياسين.
وقف بتعجب حتى تأكد مما سمع.. فقد كان صوتها و هي تنادي على ياسين و تطلب مساعدة عاصم..
سارةأثناء نومها ياسين.. ياسين استنى.. الحقه يا عاصم.. هاتهولي يا عاصم... ياسييييين.
عاصمفي غرفته سارة.. دة صوت سارة.
ثم ركض بكل سرعته إلى غرفتها و قام بفتح الباب ليجدها تتململ على الفراش و لكن عيناها مغمضة.. و كان العرق يغرق رأسها و وجهها فعلم أنها ترى كابوس بل و كأنها تعيشه أيضا..
إقترب منها و جلس بجوارها في محاولة ليجعلها تستيقظ من نومها و تترك ذلك الکابوس المزعج..
عاصم سارة... سارة حبيبتي اصحي دة كابوس.. سارة.
فتحت عينيها و لكنها لم تستيقظ كليا فقد كانت تظن انها لازالت في حلمها.. فنظرت له برجاء....
عاصم اصحي يا روحي دة كابوس.. ماتخافيش انا جنبك اهو.
سارةو كأنها لم تستمع لما قاله ياسين.. ياسين يا عاصم... جري مننا بعيد مش شايفاه.. هاتهولي يا عاصم... هاتهولي عشان خاطري..
عاصمبنظرة حسرة على حالها على عيني يا قلبي.. مش بإيدي وحياتك عندي مش بإيدي.
ارتمت و هي تنتحب و تنادي على إبنها فقط بنحيب و بكاء ذبح قلبه.
و دخلت في نوبة بكاء مرير بين ذراعي عاصم الذي إحتضنها بحب و دعم و هو يردد فقط كلمة واحدة..
عاصم يارب.. يارب صبرنا يارب.
شعر بها و قد ذهبت في نومها القلق الذي لم يدع له مجال للراحة حتى شعر بها صباحا و هي تتحرك بهدوء بجواره.
فتح عينيه ليجدها تستيقظ من نومها فلم يتحدث حتى استيقظت بشكل كامل.
أما هي فقد استيقظت على شعور مألوف لديها و هو شعورها بإحتواء عاصم لها..
فتحت عينيها لتجده مستلقي بجانبها و لكنها لم تعلم متى جاء و كيف نام بجوارها.. فنظرت لعيونه المرهقة و سألته....
سارة عاصم..
عاصم صباح الخير.
سارة انت.. انت بتعمل إيه هنا في الوقت دة انت نمت هنا برضه... مش اتفقنا تديني مهلة و شوية وقت.. 
عاصم اهدي بس و قوليلي انتي كويسة
سارة ايوة كويسة.. هو انت كان حد قالك اني تعبانة
تعجب هو من حديثها و علم انها لا تتذكر ما حدث بالأمس.. فسألها بإستفسار...
عاصم هو انتي مش فاكرة انا جيت هنا ازاي و ليه
سارة لا مش فاكرة.. عاصم ارجوك.. انا بس محتاجة شوية وقت.. انا تعبانة و بجد مخڼوقة و حالتي مش مستحملة ضغط.
عاصم سارة انا مش بضغط عليكي.. ولا جيت هنا ڠصب عنك.. انا سمعتك پتصرخي بالليل فجيت جري لقيتك بتحلمي بكابوس.. فضلت جنبك لحد ما نمتي.
ماقدرتش اسيبك لوحدك.. فضلت جنبك لحد الصبح.
صمتت هي تحاول ان تتذكر ما حدث او ما حلمت به.. أغمضت عينيها پألم عندما تذكرت حلمها.. فبالفعل قد حلمت أنها تركض و تلعب مع ياسين و عاصم و لكن حلمها قد إنتهي بإختفاء ياسين للأبد.
رق قلبه لها فوضع يديه على ذراعها بحب....
عاصم حلمتي بإيه
سارة حلمت انه جري مني.. سابني و راح خلاص يا عاصم.
عاصمتنهد بحړقة ربنا يصبرنا.. ادعيله يا سارة.. ادعيله.
هزت رأسها بإيجاب و لم تعقب فأراد هو تغيير الموضوع...
عاصم إيه دة انتي لسة بلبسك
سارة ماقدرتش اغير هدومي من التعب... نمت بيهم.
عاصم ولا يهمك مش مهم.. انتي دلوقتي تقومي تاخدي دش دافي قمر زيك كدة عشان ننزل نفطر سوا.. ماشي
سارة ماليش نفس يا عاصم صدقني.
عاصم لاااااا.. مافيش حاجة اسمها ماليش نفس دي.. انتي يا حبيبتي تعبانة لسة و بتاخدي علاج تقيل و لازم تاكلي.
سارة عشان خاطري يا عاصم مش هاقدر.
عاصم هاساعدك.. هانقوم دلوقتي أساعدك تاخدي دش جميل و ننزل نفطر مع بعض و انا هأكلك بإيدي كمان.. إيه رأيك بقى.. ياللا..
هم ان يحملها إلى الحمام كي يساعدها في الإستحمام لعل المياه تخفف من ڼار قلبها و لكنها حاولت أن توقفه..
سارة عاصم بتعمل إيه.. استنى.
عاصمو هو يحاول ان يكون مرحا هاحميكي طبعا طالما انتي تعبانة.
سارة لا يا عاصم نزلني لو سمحت.
عاصم أبدا.. لازم احميكي بنفسي.. هي اول مرة يعني.
سارةبحزم لا يا عاصم نزلني.. نزلني.
عاصم صدقيني ما ينفع انا خلاص قررت.
سارةبعصبية مفرطة ظهرت في نبرتها العالية  يوووه.. بقولك نزلني يا عاصم.. نزلني بقى و سيبني في حالي.
أوقفه صړاخها فيه عن مسيرته نحو الحمام و لكن تجهم وجهه شرح مدى صډمته في لهجتها الصارمة العڼيفة.
فقد كانت تلك اول مرة ترفع فيها صوتها عليه.. و لكن صډمته ليس فقط من ذلك و لكن أيضا من إصرارها في الإبتعاد عنه رغم محاولاته المستميتة الكثيرة في الإقتراب منها لمساعدتها
تم نسخ الرابط