رواية فائقة الروعة الفصول من واحد واربعون لخمسة واربعون

موقع أيام نيوز

خاېف عليكي.. انتي لازم تبقي كويسة عشان انا مش هاستحمل ان يجرالك حاجة.. 
انتي عارفة انا ممكن يجرالي إيه ساعتها.. انا جنبك.. مش هاسيبك لوحدك.. أحنا في اللي حصل دة مع بعض...
نشيل بعض و نحكي لبعض.. أحنا ملناش في اللي حصل دة غير بعض يا سارة عشان ناخد بإيد بعض.
سارة عارفة يا عاصم.. بس الموضوع هاياخد مني شوية وقت.. هاتستحملني
عاصم انا استحملك و استناكي العمر كله.. 
سارةهزت رأسها بامتنان انا عايزة انام.. فين اوضتي
عاصم حاضر.. تعالي اوريهالك.
امسك بيدها كي يعاونها على الصعود للطابق الثاني.. و قادها إلى أكبر غرفة بالمنزل و فتح الباب و أدخلها..
دخلت معه لتجد غرفة كبيرة.. يتوسطها فراش وثير و عليه مفرش جميل ذات ألوان زاهية مفرحة تتماشى مع ألوان الغرفة و الأثاث.
و في جانب أخر يقع صالون صغير و بجواره أرجوحة تسع فردين فقط.. ملحق بها حمام كبير بكل مشتملاته و غرفة ملابس كبيرة....
فسألته بلا مبالاة...
سارة اوضة مين دي
عاصم اوضتي طبعا..
سارة طيب و انا.. اوضتي فين.
عاصم يعني إيه الكلام دة.. اوضتي هي اوضتك يا سارة.. اي حاجة تخصني هي بتاعتك.. و اي حاجة تخصك تخصني.
سارةأعطه ظهرها و ابتعدت عنه خطوتين لا معلش مش هاينفع.. 
عاصمذهب خلفها بتعجب ايه هو اللي مش هاينفع..
سارة عاصم انا محتاجة وقت.
عاصم و انا ماعترضتش.. خدي كل الوقت اللي انتي محتاجاه بس و انتي معايا.. و إحنا مع بعض يا سارة..
سارة مش هاينفع يا عاصم.. ارجوك.
عاصمأمسك بذراعها و أدارها لتقف في مواجهته اللي انتي بتقوليه دة هو اللي مش هاينفع.. انا مش هاقدر انام بعيد عنك تاني.. انتي بقالك 10 ايام في المستشفى بعيد عني و انا مادقتش فيهم طعم النوم .. سارة انتي وحشتيني.. ..
سارةپعنف ارجوك يا عاصم مش هاقدر.. والله ماهاقدر.. ارجوك ارحمني بقى.. بدل ما اروح عند بابا و اريحك و ارتاح انا كمان.
قالتها بصړاخ جعله يتراجع..
عاصمبتراجع خلاص خلاص.. زي ما انتي عايزة.. بس ارجوكي اهدي عشان ماتتعبيش..
سارة انا هادية.. ماتقوليش اهدي.. فين اوضتي
عاصم خلاص طيب خلاص.. خليكي انتي هنا و انا هاشوف اوضة تانية..
سارة لا خليك انت في اوضتك عشان تبقى براحتك.
عاصمبۏجع و دموع لم تراه هي عمر راحتي ما كانت في مكان انتي مش فيه يا سارة..عمر راحتي ما كانت في بعدك ابدا.
..
عاصم تصبحي على خير.
خرج دون حديث اخر ثم اڼهارت هي فوق الفراش تنتحب الفقد.. فقد فقدت ابنها الوليد و الان تكاد تفقد زوجها الحبيب الحنون..
سارة تشهق بدموع ڠصب عني... ڠصب عني يا عاصم مش قادرة.. ااااااهه.
الفصل الرابع و الأربعون.....
و في أول يوم لهما بالمنزل الجديد.. كانت سارة تنام بالغرفة التي تركها عاصم بها و اتجه هو للغرفة المجاورة لها حتى يستقر بها..
ظلت تبكي لمدة ليست بقليلة.. بكت على حياتها التي لم تكن لتمهلها هدنة و لو لوقت قليل.. بكت وليدها التي لم تتاح لها فرصة حمله بين يديها ولا حتى النظر له.
بكت زوجها و حبيبها التي تعامله بطريقة قاسېة و لكن دون إرادتها.. بكت خۏفها أن يتركها وحيدة أو أنه لن يتحمل حزنها و يبتعد عنها.
إعتدلت بعد قليل على الفراش و أراحت رأسها على وسادتها و ظلت دموعها تنهمر بصمت حتى غاصت في نوم عميق و لكنه لم يكن مريح ابدا على الاطلاق....
فقد ذهب ذهنها بأحلامه في نزهة مع ياسين وليدها.. فقد كانت تجري و تمرح معه هو و والده عاصم في حديقة غناء جميلة يفترشها اللون الأخضر يتخلله مختلف ألوان الزهور الجميلة التي تنبعث منها الروائح الطيبة.
و كانت تلعب مع ياسين و هم يختبئون من عاصم الذي كان يبحث عنهما خلف الأشجار او بين الأزهار و الزروع.. و ما أن وجدهما عاصم حتى باغتهما و إنقض عليهما و سقطوا جميعا في الأرض وسط صراخهما الضاحك المرح.
و لكن سارة و ياسين لم يرتضوا بالهزيمة و قاما ليجعلا عاصم ينام على العشب و انقضا عليه بالضربات المرحة.. و كان صوتهم يعلو بنغمات الضحك السعيد.
و لكن فجأة تركهما ياسين و ذهب بعيدا و أخذت سارة تنادي عليه...
سارة ياسين.. ياسين حبيبي.. تعالى هنا ماتبعدش.
عاصم سيبيه يا سارة براحته.. سيبيه.
سارة لا يا عاصم دة بعد اوي.. ياسين.. تعالى هنا.
و لكن الطفل لم يلتفت لندائها و ظل يركض بعيدا حتى اختفى عن أنظارهما.. ثم وقفت هي تبكي و تصرخ عليه حتى يعود و لكنه لم يستمع لها و وقف عاصم يواسيها و يهدهدها..
سارة ياسين.. تعالى حبيبي ارجع.
عاصم سيبيه يا سارة.. سيبيه يمشي.
سارة لا يا عاصم انا عايزاه يرجع.
عاصم هايجي غيره.. هايجي تاني.
سارة لا انا مش عايزة غيره.. انا عايزة ياسين.. ياسين.. تعالى يا ياسين.
و لم تهدأ و ظل ندائها في التزايد و هي تنادي على طفلها..
أما عاصم...
فقد كان في غرفته و لم يغمض له جفن.. فقد كان حائرا في أحواله و أحوال زوجته..
تم نسخ الرابط