رواية روعة الفصول من ثلاثون للاخير بقلم فاطمة
الذكية إلى أنف عنان التى كانت متخفية بسبب شعورها بالخجل فى خزينة الملابس
فأمسكت ببطنها من شدة الجوع قائلة وبعدين يا عنان قدامك حلين يا تموتى من الجوع فى الدلاوب يا تموتى من الكسوف من الواد المز اللى بره ده اللى شكله نويلك على حاجة استغفر الله العظيم كده
فسمع همسها عامر فضحك ثم أصدر صوتا متلذذا بالطعام
فلم تستطع المقاومة فأسرعت إليه وعينيها تفترش الأرض قائلة بص يا سكر إحنا هناكل مع بعض اخوات حلوين ماشى اى حركة غدر كده ولا كده أجلها شوية ماشى لغاية ما أشوف حتة استخبى فيها تانى عشان الدولاب أتفقس خلاص
فأمسك عامر يدها بحنو وقبلها فارتعشت وهمست اه يانى عليه وعلى سنينى وشكلى كده
الواد عامر هيقشرنى
فضحك عامر قائلا متخفيش يا حب عمرى إقعدى ناكل وبعدين هحكيلك حدوتة جميلة
عنان
والله خاېفة تقولى تووووت فى ودانى
فضحك عامر ثم استمتعا بليلة الاحلام
فتحت مكة فى الصباح عيناها بتكاسل فوقعت عيناها على نظرات ركان لها بحب
لم يتحدث ركان ليستمع لهمسات نظراتها الخجولة له بعد تلك الليلة التى قضاها معها فى الأحلام فحاولت مكة النهوض من جانبه بعد أن امتلكها الخجل سريعا ولكن هيهات فقد سقطت على كرد فعل تلقائي لحركتها السريعة
تمردت خصلاتها لتسقط على عيناه كأنها تلجئ للرأفة من نظراته إبتسم ركان بمكر فرفع يديه يعيدها خلف أذنيها بأطراف أصابعه قائلا بخبث
مش هسمحلك تهربى منى أنا مصدقت تكونى جمبى
فأكتسى وجهها بحمرة جميلة زينت وجهها ثم تركته وهمت بالتوجه للمرحاض كمحاولة للتهرب من نظراته لها ولكن هيهات لم يسمح لها
فوقفت محلها بعبث وهى تحاول جاهدة جذب يدها المحاصرة بين يديه
تعالت بسمته الجانبية ليقربها إليه ومازالت نظراتها بعيدة عنه أغلقت عيناها بقوة حينما عاد للحديث الهامس لها برده مصممة تهربى يا مكتى
مكة أنااااا بس
فوضع يده على فمها
ثم أدراها لتكون أمام تلك العينان تأمل عيناها المغلقة بقوة بأبتسامة مشاكسة _أفتحي عيونك
أنصاع القلب له ففتحت عيناها ببطئ لتجده يجذبها بقوة عيناه لعالم يصعب وصفه بين تلك النظرات الخالدة فلم تجد سوى الأستسلام بين أمانه الخاص بنبع القلب القريب
إبتسمت كرميلا بسعادة حين توجه به رياض فى اليوم التالى إلى البحر بعد أن ألحت إليه أن تذهب
رياض عجبك كده يعنى فيه حد عاقل يسيب الدفا فى البيت والحب المولع ويجى البحر فى البرد ده
كرميلا بسعادة الأطفال معلش نفسى ألعب شوية قدام المية وحتى أبل رجلى بس
رياض تلعبى يا بنتى امال راح فين العقل بتاع زمان
كرميلا كنت عايشة سن أكبر من سنى عشان أقدر أعيش فى الدنيا دى
لكن بعد ما خلاص إجوزنا وحسيت معاك بالأمان فهرجع تانى أعيش طفولتى اللى نستها
فابتسم رياض على حوريته الصغيرة ووعدها أن يعوضها عن كل ما حرمت منه
وعند الشاطىء
رفعت كرميلا عيناها تتفحص المكان بأهتمام ثم خلعت حذائها وهرولت على الشاطئ لتلمس قدماها حبات الرمال الذهبية بدلال وتعالت ضحكاتها بفرحة زرعت بقلبها منذ اللقاء الروحي به
أنتفضت بفزع حينما شعرت ببرودة المياه حين لامست قدميها ثم أستدارت لتجد رياض يقف خلفها بطالته المعهودة وابتسامته المشرقة
فحاوطها بذراعيه بحنو قائلا _لو قولتلك أني بغير عليك من لمسة المية دي هتصدقيني ولا هتقولي عليا مچنون
فخفق قلبه كرميلا پجنون فشعرت بأنها لم تستمع لكلماته لشدة طرب القلب بهواه قربها إليه مستكملا حديثه بصوت منخفض ويديه تتلامس وجهها
بحبك من أول يوم وقعت عينيه عليك يا كرملتى
رفعت كرميلا عيناها على يديه المطوفة لذراعيها بوجها كحبات الكرز فودت كثيرا أن تستعيد التحكم بذاتها حتى تلوذ بالفرار من أمامه ولكن هيهات سقطت أسيرة عيناه طاف بهم نسمات الهواء العليل فنجح بالتسلل للقلوب ليزيح القناع الأخير المحبز بالخجل ويدع العشق هو السيد الأكبر
خرج كريم من حمام الغرفة يجفف وجهه بالمنشفة ثم تنهد بإرتياح عندما وجد حوريته ريم مازالت غافلة
توجه إليها بمكر لمع بعيناه فجلس جوارها يتأمل ملامح وجهها بهدوء ومن ثم أقترب منها بأبتسامته الخبيثة حرك رأسه قليلا فتناثرت المياه على وجهها لتبدو علامات الضيق عليها فأعاد ما فعله لتستيقظ بأنفعال وعيناها تجاهد لعودتها للوعى
فتعالت ضحكات كريم قائلا ايه صحى النوم يا أحلى ريمو فى الدنيا كلها
ريم بتكاسل خلينى كمان شوية يا كريم مش قادرة أفتح عينى
كريم عندك حق خليك زى ما أنت وأنا هاجى أكل معاك رز باللبن فى الحلم
فتعالت ضحكاتهم لينغمسا فى بحر الاحلام مرة أخرى
مرت عدة سنوات سريعة على أبطالنا الشباب فى سعادة ومرح
رزق الله بها ركان ومكة ولد جميل أسموه أنس
كما رزق الله ريم وكريم بنوتة أسموها سالى
وعامر وعنان رزقهم الله ب علاء
أما رياض وكرميلا فأصر رياض
على تسمية ابنته نوتيلا
على وزن كرميلا قائلا انتوا الأتنين زدتوا حياتى حلاوة ربنا يحفظكوا ليا
ثم أنشد لإبنته نوتيلا
ماشية جنبي مركزة خاېفة عليا
محسساني إنها مسئولة عني
مخلوقة بنتي حنينة جدا عليا
عايزاني دايما جمبها ما هي حتة مني
بنتي حبيبتي مټخافيش ربك معايا
عمري بإذن الله ما هنساكي في دعايا
دا أنتي أمانة لربنا و موجودة عندي
وصاني سيدنا محمد إني أرحم فيكي ضعفك
وفى أحد الزيارات التى تجمعت فيها العائلة
ذهبت نوتيلا إلى أبيها رياض شاكية بابى قول ل أنس يلعب معايا شوية
بيلعب ديما مع سالى ومش بيرضى يلعب معايا
حاوطها رياض بذراعيه قائلا بصى يا نوتيلا متفرضيش نفسك على الواد الرخم ده ابن ركان عارفه شبهه تقيل كده
روحى ألعبى مع علاء واد لذيذ كده وعسول
رفعت نوتيلا أنفها واردفت بسخرية لا الواد علاء ده كل شوية يقولى يا سكر يا عسل
وأنا بكثف يا بابى
فضحك رياض مش طبعا ابن عنان لازم يقول كده
ربتت كرميلا على ظهر نوتيلا بحنو قائلة يا نوتيلا يا قلب مامى
مفروض تلعبى مع سالى وسيبك من أنس وعلاء
يا حبيبتى مفروض البنات تلعب مع البنات والاولاد مع الولاد
فجاءت مكة من ورائها وربتت على كتفها بحنو ماشاءالله عليك يا كرميلا بارك الله فيك
كرميلا أنت يا مكة يا قمر اللى جزاك عنا كل خير
حياتنا كلها إتغيرت بفضل الله ثم أنت
فابتسمت مكة بسعادة وتذكرت قول رسول الله
صل الله عليه وسلم فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم
ليحاوطها ركان من ظهرها بحب هامسا مكتى جنتى
رياض سيدى يا سيدى
ثم نظر لكرميلا بعشق قائلا بقولك ايه يا كرملتى
متيجى جوا نلف صبوعين ورق عنب زى بتوع زمان
فضحكت كرميلا حتى دمعت عيناها قائلة أنت لسه فاكر يا سى رياض
رياض احلى سى رياض فى الدنيا
تعالى بس أقولك سر الخلطة
وهكذا عاشا الجميع فى سعادة زوجية ولا نقول إنها كانت على مر السنين على هذا النحو فى سعادة وهناء بدون مشاكل ولكن تغاضوا عن تلك المشاكل والعقبات بالحب ولين القول فزاد حبهم أكثر وأكثر مع الوقت
فهنيئا لمن رزقه الله الزوجة الصالحة فأكرمها وأحسن إليها
كما خرج مجدى من السچن مطأطأ الرأس لا يدرى ما ستفعل به الأيام
ولكنه تفاجىء بجميع عائلته فى انتظاره مبتهجين بخروجه
فلمعت عينيه من الدموع وحمد الله إنه تقبل توبته وعزم أنه سيصلح فيما سيأتى
فعاش حياة مستقرة مع سهام بسعادة وهناء
كما لحق بالعمل فى شركة ركان فأصبح له نعم الأب الحنون بعد سنوات من الجفاء
وسبحان مغير الأحوال
اللهم أصلح حالنا لحال تحبه و ترضاه
تمت بفضل الله
نختم بدعاء جميل
اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عڈاب الڼار متفق عليه اللهم اغفر لي وإرحمني واهدني وعافني وارزقني رواه مسلم اللهم إني أعوذ بك من الكسل والمأثم والمغرم متفق عليه