رواية روعة 4 الفصول من الاول للرابع بقلم فاطمة

موقع أيام نيوز

عريسك بره مستنيك وجايب معاه الخير كله .
يلا يا بنتى وأديك هتخلصى من الفقر والجوع وتعب الشغل .
فمعلش قومى عشان خاطر أمك حبيبتك أغسلى وشك واطلعيله عشان المخفى عباس ما يسمش بدنا فى الكلام .
نظرت مكة لوالدتها نظرة إستعطفاف لعلها تنهى تلك المأساة قبل أن تبدء  ولكن والدتها تهربت من نظراتها  وأسرعت للخارج قائلة....همى يا بنتى الله يسيئك .
فاعتدلت مكة واقفة ورفعت أكف الضراعه لله تناجيه يا كاشف الهم والبلوى فرج عن أمتك الضعيفه فليس لى سواك .
وتوجهت المرحاض تغسل وجهها ثم نظرت للمرآه وتحسست بيديها وجهها قائلة.....هو أنا صحيح ملامحى عاديه ومش جميله اوى امال ليه المعلم ده مصمم يجوزنى وكمان حماده عينيه بتقول إنه بيحبنى 
يعنى ارضى بالمكتوب بدال مفيش فرص قدامى أحسن  
وهو الجمال كان مقياس لفرص لجواز أحسن ولا هو نصيب وقدر .
ثم جال أمامها صورة النقيب ركان فوجدت على ثغرها ابتسامة لا تعلم لها سبب .
ولكنها سرعان ما عاد وجهها للعبوس ثم تنهدت بمرارة واستعدت للولوج إلى عريسها المنتظر المعلم حنفى .
........................
توجه ركان لقسم المنتزة فى محاولة منه لإخراج فتاة الليل كرميلا صديقة دلال .
قابله من فى القسم بترحيب ووتعظيم فهو ابن اللواء مجدى الزيات هذا بجانب طالته التى تفرض على الجميع إحترامه ومهابته .
الرائد محمد  بترحيب ....اهلا وسهلا نقيب ركان نورتنا بالزيارة والله .
ركان......تسلم يا محمد والله ده نورك وياريت متكسفنيش فى الطلب اللى هطلبه منك دلوقتى .
محمد ......أنت تؤمر يا ركان واحنا ننفذ .
ركان .....كلك ذوق يا حبيبى .
بقولك بس فيه بت جابوها النهاردة عندكم أداب اسمها كرميلا.
بت عيله كده لسه وأول مره تعملها .
وصراحه حد من أهلها أتوسطلى عشان سمعة العيلة وكده .
ووعدونى إنهم هيمسكوها عندهم ومش هيخرجوها أبدا عشان تتعلم الأدب .
فأنا يعنى طمعان فيك يا سيادة الرائد تقفل المحضر وتكتب إنها أتقبض عليها عن طريق الخطأ وتخليها تطلع معايا بهدوء .
اتسعت عين محمد بذهول محدثا نفسه....ركان بذات نفسه جى عشان يشفع لبنت زى دى .
وأداب كمان حاسس الأمر وراه حكاية بس مقدرش أرفضله طلب عشان مصلحتى النهاردة عنده بكره عندى .
فابتسم ابتسامة مصطنعة قائلا.....اوى اوى عشان خاطر عيونك يا باشا بس مشفهاش تانى هنا .
ركان .....لا متقلقش أول وأخر مرة .
محمد للعسكرى....هات البت كرميلا  من الحجز .
العسكرى ...امرك يا باشا.
فأتى بها العسكرى ليراها ركان فيجدها فتاة فى عمر الزهور لا يتخطى عمرها سبعة عشر سنة.
ملامحها الأنثوية مازالت صغيرة ولكنها تحمل من الهم فى وجهها ما يقال إنها تعدت الستين عاما.
رق لها قلب ركان القاسى لأول مرة وتسائل ما دفع تلك الطفلة للسقوط فى بئر الهاوية مبكرا هكذا 
ركان.....أنت كرميلا 
كرميلا بحزن  ...ايوه أنا يا  باشا .
الرائد محمد پغضب.....حبى بوسى إيد سيادة الرقيب ركان .
عشان لولاه كنت زمانك بكره هتترحلى النيابة.
ويتعملك قضية أداب معتبرة بس هو عشان خاطره هطلعك منها معاه دلوقتى عشان أهلك بس الغلابة الطيبين دول .
اتسعت عين كرميلا  قائلة بإندهاش ...أهلى 
ثم تابع محمد ...بس عارفة لو شوفت وشك هنا تانى هعمل فيك إيه مش هرحمك ومش هقبل أى حد يدخلك تانى .
فبكت كرميلا وبصوت منبوح من البكاء....خلاص يا باشا حرمت أخر نوبه والله .
ثم ركان .
ركان وهو ...خلاص ويلا قدامى عشان مش فاضى لأمثالك .
فذهبت معه إلى السيارة وجلست بجانبه ولكن بدئت أوصالها فى الإرتعاش .
ركان......إيه مالك متثبتى شوية 
كرميلا بصوت مهزوز......هو حضرتك عايز منى إيه ووخدنى على فين وليه طلعتنى 
ركان........هعوز منك إيه يعنى وطلعتك عشان خاطر دلال وهوديك عندها دلوقتى .
فصړخت كرميلا ....لا لا الله يكرمك يا باشا متودنيش عندها .
فتعجب ركان قائلا...ليه ! 
أنتم مش أصحاب ولولاها كنت زمانك مشرفه فى القسم .
فانهمرت كرمله فى البكاء ....
..............
الحلقة الرابعة
..................
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله.
لا يوجد لقاءات عبثية في الحياة كل أنسان تصادفه هو إما اختبار أو عقۏبة أو تنبيه أو رسالة أو هدية من السماء ..
...............
ركان بضيق صدر ل كرميلا ....بطلى عياط صدعتينى .
وقوليلى ليه مش عايزه تروحى لدلال امال عايزه تروحى فين لحد من أهلك 
طيب قولى العنوان وأنا أوصلك 
كرميلا بصوت منبوح من البكاء....أنا مليش أهل .
أنا أتربيت فى ملجأ ايتام  وشوفت فيه ايام صعبة اوى من ضړب وإهانة ونوم على لحم البطن واستحملت كتير  وكنت بحلم باليوم اللى هطلع فيه من الدار سواء اتجوزت أو بعد مخلص الدبلوم هيشغلونى واعتمد على نفسى .
وفى يوم دلال جت الدار عشان تختار بنات معاها للشغل ومكناش عارفين هى بتشتغل فى إيه 
وعشان طبعا تعرف تخدنا دفعت فلوس كتير اوى معرفش عددها وكنت أنا وبنتين تانى اللى اختارتنا .
وكنا فرحانين فى الأول إننا اخيرا هنسيب الدار وهنطلع نشوف الدنيا ونخلص من ذل الدار .
لم تستكمل كرميلا كلماتها حتى  اڼهارت مرة أخرى  فى البكاء .
فتوقف ركان بسيارته
تم نسخ الرابط