رواية رائعة 10 الفصول من التاسع عشر لاثنان وعشرون

موقع أيام نيوز

الفصل_التاسع_عشر

عاد كما كان غير مباليا بها يتجاهل معظم إتصالاتها يعود متأخرا من عمله ولا يتناول الطعام في المنزل أغلب الوقت متحججا أنه تناول وجباته في مكتبه ترى أن المسافات قد ابتعدت مرة أخرى على الرغم أنه يحاول ألا يظهر ذلك لها ولكنها تشعر به فقد تصلبت عواطفه تجاهها مرة أخرى ومحاولاتها في جذبه تبوء بالفشل ولكنها الليلة قررت أن تجاهد حتى تخرج ما في قلبه وتعود الحياة دافئة بينهم كما كانت ففي الفترة الماضية التي أصبح فيها قريبا منها ويشاركها أعباءها وهمومها ويخفف عنها ذلك شعرت وأنها أمتلك سعادة الدنيا أخيرا ومجرد احتضانه لها آخر الليل ينسيها تعب يومها الطويل الذي لا يفرغ من الهموم والمشاكل لذا هي تصر في نفسها ألا تتركه حتى يعود معها كما كانت.

نهضت من جلستها تلك ووقفت أمام خزانة ملابسها تتفكر فيما ترتدي له حتى اختارت قميصا قصيرا باللون الأسود تعلم جيدا مدى عشقه له وبعد أن ارتدته وقفت أمام المرآة تحل عقدة شعرها وتتركه ينسدل خلف ظهرها بتموجاته البنية التي تمنحها عمرا أقل من عمرها بعشر سنوات ثم وضعت بعض الزينة الخفيفة وتعطرت بعطرها المفضل له ثم انتظرته على فراشها تتفحص هاتفها حتى عاد ودخل عليها الغرفة.
نظر لها برهة ثم دخل الغرفة يفرغ محتويات سترته وهو يقول مساء الخير يا ياسمين
نهضت بإبتسامة تساعده في خلع سترته وهي تقول مساء الخير يا حبيبي حمد الله على سلامتك
اتجه ناحية الخزانة وهو يقول ببرود الله يسلمك
سبقته وفتحت الخزانة تخرج منامته واقتربت منه بإبتسامة وقالت خد ياحبيبي ودقايق وهجهزلك العشا 
أخذ منها المنامة وبدأ في تبديل ثيابه وهو يقول ملوش لزوم يا ياسمين أنا اتعشيت 
شعرت بالخيبة فردت عليه بعتاب ليه يامراد.. دا مستنياك ومرضتش اتعشى الا اما تيجي ناكل سوا
رد عليها قائلا كان عندي شغل كتير وتعبت وحسيت بالجوع فبعت جبت أكل.. وبصراحة هلكان وعايز انام 
وبعد أن انهي تبديل ملابسه تركها وذهب إلى فراشه يتمدد فشعرت بالغيظ فاقتربت منه تقول بإنفعال طول اليوم شغل وبقيت تتغدى بره وترجع تنام من غير كلامأسبوعين ع الحال ده فيه إيه يا مراد فهمني
لم يعطي انفعالها إهتمام وبدأ بجذب الغطاء وهو يقول ببرود فيه إن عندي مشغوليات كتير ومش فاضي ياياسمين
انحنت تنزع الغطاء عنه وهي تسأله بحدة وأنا فين من مشغولياتك يا مراد حقي فيك فين 
جلس ينظر لعينيها التي احمرت من الانفعال ويجيبها وأنا مقصر ف إيه لو البيت ناقصه حاجة عرفيني
لم ترد وظلت تنظر له بحزن وهو يبادلها النظر بجمود ثم قال لها بغمزة آه لو قصدك حقك الشرعي وانك لابسة ومستنياني فأنا بجد مرهق وتعبان بس معنديش مانع أعملك اللي عايزاه
شعرت بالحزن منه والكسرة والخذلان وتمالكت نفسها من أن ترد بكلمات تشعل الجو بينهما فقذفت الغطاء الذي كان مازال في يدها واتجهت ناحية الخزانة تخرج منه معطفا ناعما ترتديه وتحكم رباطه وتتجه ناحية باب الغرفة تخرج منها ولكنه استوقفها وهو يقفز من السرير إليها يمسك ذراعها ويقول لها استنى يا ياسمين
لم تلفت له وقالت بصوت أخنقه العبرات لو سمحت سيبني يامراد
ترك ذراعها واستدار يقف أمامها وينظر لعينيها وهو يشعر بقساوة مافعله ولكنه أراد ذلك بشدة حتى لو كان ذلك قاسېا عليه هو الآخر قال لها بهدوء ممكن تقعدي اتكلم معاكي
رفعت بصرها له وقالت بحدة أظن أي كلام دلوقتي هيزعلنا من بعض أكتر فالأحسن بلاش 
أمسك كف يدها بيده وسحبها تجلس على الفراش وجلس بجوارها وقال زعلانة مني يا ياسمين ووجعك إهمالي لكي صح
ردت عليه بتعجب وقالت طب ما أنت واخد بالك من كل حاجة أهوه أمال عامل فيها مشغول ليه
رد عليها بحدة أيوة أنا اللي متعمد لكل ده عشان تحسي نفس إحساسي وأنا آخر إهتماماتك وبشحت منك الوقت اللي اقضيه معاكي من يوم فرح آسر وانا مبشوفكيش غير اما بعافر عشان اكون قريب منك ولو دقايق
قاطعته تقول بتبرير ما أنت عارف يا مراد إن 
قاطعها يقول أسمعيني وبعدين برري أنا راجل وليا عليكي حقوق ومحتاجك ومحتاج وجودك زي ولادك واخواتك واكتر كمان بس أنتي اتعودتي
تم نسخ الرابط