رواية جديدة رائعة جدا الفصول من الاول للخامس

موقع أيام نيوز

لمحت بابا في المدخل وهو خاص بغرفة تبديل الملابس..
لم تستطع حبس أنفاسها وهي تقف داخلها وتري الثياب والأحذية المتراصة أمامها ساعات اليد العطور حتى الجانب الخاص بها 
يحتوي على أثواب نسائية ذات ماركات عالمية ملحق بها احذيتها وحقائبها الخاصة كما يوجد أيضا اكسسوارات وعطور وأدوات تجميل لم تقتني مثلها قط كل شيء فاتن وجديد لم تزال منه حتى تعريفة السعر.
وقفت في دهشة من أمره لم تكن تتوقع أنه سيهتم بكل تلك التفاصيل كما لو كان زواجا حقيقيا ولكن لا يوجد شيء غير منطقي فكل تلك الأشياء ليست بالأهمية إليه هو فقط يريد أن يتقن الدور حتى النهاية.
اقتربت منها المرأة العجوز وقالت لها هذا جناحك حاولي أن تتجنبي الظهور كثيرا حتى نري ما سيحدث هناك زر بجوار الفراش تستطيعين طلب الخادمة وستحضر في الحال هناك واحدة مخصصة لكل جناح خاصتك تدعى جوليانا لا تتفوهي بالكثير مع أحد ولا تقتربي من آدم الآن فبعد ما حدث ستجدين أمامك ثورا هائجا بدون أي زمام فلا تفتعلي معه أي حديث تجاهليه حتى تمر الأزمةستجدين كل ما يلزمك في الغرفة يمكنك الاستحمام الآن وابنتك ستبقى معي حتى قدوم المربية ثم ستصعد بها إليك.
غادرت المرأة بعدما ألقت عليها كل الأوامر والتحذيرات ولكنها توقفت مرة أخرى عند باب الغرفة وقالت أيامك هنا معدودة فلا تحاولي أن تنهيها سريعا أنا أعلم كل شيء فلا تختبري صبري معك ....ألقت بكلماتها وأغلقت الباب خلفها ...لتقف إيڤا وحيدة في منتصف غرفة كبيرة باردة قاسېة رغم جمالها.
ظلت برهة من الوقت ساكنة لا تتحرك عقلها توقف عن التفكير وقلبها ينبض فقط ليتنفس تفتقر لكل شيء حتى الأحاسيس لم تعد تشعر بها أصبحت الحياة أمامها جامدة خالية من الألوان تماما كلون الحجرة. 
لحظات وتحركت بطريقة آلية نحو غرفة الثياب لتبحث عما ترتديه بعد الاستحمام بحثت في الأرفف الجانبية وتفاجئت عندما وجدت كل ثياب النوم عبارة عن أثواب من الحرير أو الدانتيل مكشوفة...حدثت نفسها قائلة ايه الهبل ده طب اللبس ماشي ايه العك ده ألبس ايه دلوقتي. 
ظلت تائهة بعض الوقت ثم جذبت من الجارور قميص طويل باللون الأسود ولكنه أفضل المتاح ومعه روب أسود طويل. 
وضعت الملابس والمنشفة بجوارها وخلعت عنها ملابسها ثم دست جسدها بالكامل في المغطس...واستلقت في حالة سكون لعل جسدها المنهك ينال بعض الراحة وعقلها يستطيع الاسترخاء بين كل تلك الأحداث والصراعات التي تدور بداخله.
أغمضت عينيها عن كل شيء حاولت أن تستعيد اخر ذكرى بينها وبين صديقتها تذكرت الشجار الأخير وحديثهما المشتعل..كلماتها القاسېة التي خلفت غصة في قلبها من الصعب إزالتها وشعور كبير بالذنب سيظل يلاحقها مدى الحياة ...سالت دموع دافئة على وجنتيها ..دموع حبستها طويلا ...حركت جسدها في المياه الدافئة واسترخت أكثر وهي ممددة بالكامل لا يظهر منها سوى رأسها الذي وضعته على مسند الرأس خلفها 
لا تعلم كم طال بها الوقت وهي على هذا الحال حتى جاءها صوتا مرتفعا ..أجش.. يحمل برودة شتاء ليالي ايطاليا هافضل مستني كتير. 
فتحت عيناها ببطء وخمول وبدأت تعي تدريجيا أنها قد غفت بداخل المغطس لم تدرك الأمر بعد ولا أنه يقف بالفعل أمامها ظنت أنها استيقظت على كابوس ولكن الصوت عاد ثانية ليخبرها أن ما يحدث حقيقة إيه اتجمدتي تحبي أجي اطلعك. 
إتسعت حدقتا عيناها والتفتت نحوه فوجدته يقف بجوار المغطس تماما يحدق بها بلامبالاة عيناه تتفحصها ببرود ورغم ذلك الصقيع الذي يتغلفه  تشعر خلف كل هذا بألسنة نيران تتطاير وتنذر بحريق مشتعل بداخله.
هلعت من الخۏف وانكمشت في مكانها وهي تتفحص المياه التي تغمرها وتتاكد أن الفقاقيع مازالت تغطي جسدها ثم قالت بصوت متحشرج إنت .. إنت دخلت ازاي وازاي تدخل عليا الحمام من غير إذن.
زفر الهواء بضيق وقال إزاى أدخل فدخلت من الباب أما موضوع الإذن انا مش بستأذن في بيتي وفي أوضتي وحمامي وبعدين انا قعدت برا مستني سعاتك نص ساعة وحضرتك هنا نائمة ولا على بالك تحبي كنت اسيبك أكتر عشان تبوشي أو يجيلك التهاب رئوي.
أطرقت رأسها خجلا وتلعثمت في كلماتها قائلة آسفة ..ممكن تستنى دقيقة برا ..وانا حاخرج على طول.
نظر لها بضيق وقال أنا هادخل
تم نسخ الرابط