رواية جديدة رائعة جدا الفصول من الاول للخامس

موقع أيام نيوز

لما اطلقها وقتها يبقى راحتك.
نظر له صخر والإبتسامة تملأ وجهه وقال طب وزعلان ليه ..إيه تهمك اوي كده !! .
انطلق آدم بالسيارة مرة أخرى وهو يتمتم انت واحد دماغه فاضية. 
منحت إيڤا الخادمة راحة ساعتين وبدلت ثيابها إلى ملابس أكثر راحة بنطال قصير من القطن باللون الرمادي به خطوط على الجانبين باللون الوردي وتيشرت ابيض قطني بدي به نفس الخطوط ..وحذاء رياضي أبيض ورفعت شعرها لأعلى.
ثم اصطحبت إيڤا ابنتها إلى الأسفل وخرجت إلى الحديقة الخلفية التي تراها من شرفة غرفتها فالطفلة منذ أمس لم ترى نور الشمس وقد لاحظت أن الحديقة مخصصة للطفلين ماتيلدا وماثيو وبها أرجوحة وبعض الألعاب المسلية.
وبمجرد أن وطأت قدميها الحشائش انطلقت تمرح مع صغيرتها التي ما زالت تتعلم السير وظلت تركض حولها وتلقي إليها بالكرة الصغيرة ثم حملتها ووضعتها بالأرجوحة والطفلة تطلق ضحكات عالية كلما ارتفعت لأعلى حاولت إيڤ أن تتناسى كل ما تمر به وهي في صحبة الصغيرة ألجمت الأصوات التي تصرخ في رأسها والأفكار السوداوية التي تجتاحها أغلقت كل الابواب في وجه القلق والذعر اللذين يحاولان افتراسها ومضت تلهو مع طفلتها ببراءة كما لو كانت لا تملك في الحياة سوى صفحات بيضاء لم يخطها ألم ولا يلطخها أي ذنوب.
دقائق وانضم الطفلان إليهما وزاد المرح واللعب والحماسة... حتى انتهى بها الحال بالجلوس على المقعد منقطعة الأنفاس ...ولكنها ظلت تراقبهم بعينيها مع المربية التي ترعاهم.
جلست في هدوء وسکينة تفكر فيما هو قادم تحاول أن ترتب أفكارها تتمنى أن تنفذ السيدة لويزا وعدها وتستطيع إبقاء أمرها سرا فلو نبش أحدهما في ماضيها سينكشف كل شيء وستحل عليها الكوارث من كل الاتجاهات وسيكتشف آدم وأسرته أنها لم تخبرهم الحقيقة كاملة وأنها غيرت في بعض الأحداث.. وحينها ستفقد طفلتها وربما حياتها إذا لزم الأمر.
_ إيڤا .....
انتبهت الفتاة على الصوت والتفتت خلفها ..فوجدت السيدة لويزا تقترب وهي تقول أعتقد أن هذه هي اللحظة المناسبة لقول الحقيقة كاملة ...الآن ...أنا وأنت فقط.
إرتجف جسدها من الخۏف وشعرت أن أمرها قد كشف ولم يعد هناك مجال للهرب....وان لحظة الحقيقة قد حانت ولكن أسرع مما كانت تتوقع .
_ماذا تقصدين 
تلعثمت الكلمات على شفتيها وهي تحاول أن تتظاهر بالتماسك والهدوء بالرغم من الأعاصير التي تعصف بها. 
جلست السيدة لويزا بجوارها وقالت لماذا تزوجتي من ولدي لا تخبريني أنكما في حالة حب!! تلك التمثيلية التي قمتما بها في الداخل لا تجدي نفعا معي أنا أعلم ولدي جيدا هو لم يكن عاشقا طوال الفترة الماضية ..وبالتأكيد لم يقع في غرامك فجأة لذا أخبريني الحقيقة الآن حتى تأمني ڠضبي. 
أغمضت إيڤ عينيها وزفرت الهواء ببطء من صدرها وهي تشعر أن رأسها يدور في دوامات متلاحقة لا تتمكن من الإفلات منها ثم أسدلت اهدابها إلى الأسفل تحدق بأناملها التي تفركها بقوة وقلق .. عقلها يتداعى أمام كل تلك الضغوطات لم يعد قادرا على الصمود كما كان يفعل دائما بل أنه تآمر عليها وبدأ يرسل ذبذبات إلى جسدها الذي خذلها تماما وانهار أمام المرأة فبدأت ترتجف رغما عنها.
تأملتها لويزا بعينين خبيرتين وبحنكة امرأة ذات خبرة طويلة بألاعيب النساء اللاتي دوما يلتففن حول أسرتها...حدثت نفسها قائلة تلك الفتاة تحمل سرا خطېرا لا تزال لم تبح به ...ولكنها أيضا صادقة يبدو أنها مرت بالكثير وعانت من الكثيرين حتى أنها فقدت الثقة في الجميع ...ثم أشاحت بوجهها نحو الطفلة الصغيرة تيرا واستطردت كيف أصدق ما قالته وأكذب عقلي وقلبي كيف أفعل هذا وكل الدلائل تشير إلى شيئا آخر.
أطلقت تنهيدة طويلة ومدت يدها نحو إيڤ تربت على يديها بلطف قائلة استرخي حبيبتي أنا لا أنوي بك شړا أنا فقط أريد الحقيقة ولكن يبدو أنك ما زلت غير مستعدة وأنا أتفهم هذا أنت لم تثقي بي بعد ولكنني أريدك أن تعلمي شيئا أنا هنا من أجلك حينما تشعرين بالراحة الكافية والثقة والرغبة في البوح بما يثقل صدرك سأكون بانتظارك لذا مهما كان ما ستخبرينني به كوني على يقين أني سأقف بجوارك مهما حدث.
نهضت من جوارها وخطت مبتعدة عدة خطوات ثم توقفت فجأة واستدرات مرة أخرى قائلة ولكني أيضا
يجب أن احذرك لقد قضيت سنوات طويلة أحافظ على عائلتي وعلى لقب المغازي ولو اقتضى الأمر فأنا على استعداد أن أقتل من أجل ابنائي لذا توخي الحذر ولا تلعبين بالنيران حتى لا تحترقين بها. 
ثم سارت مبتعدة إلى الداخل تاركة إياها غارقة في بحر حيرتها وخۏفها مما اقترفته تحدث نفسها بصمت هل آن الآوان أن تعترف بما فعلت أم أن الآوان قد فات منذ ليلة الحاډثة.
جلس آدم في غرفه المكتب خاصته ينهي بعض الأوراق الهامة قبل سفره المفاجيء الذي لم يكن في الحسبان كان يتملكه شعور منذ مغادرته للمنزل أن والدته قد نصبت له فخا وقد وقع فيه بكامل إرادته حتى لا تزداد شكوكها فهو يعلم جيدا مغزى تلك الرحلة بل هو يفهم والدته عن ظهر قلب عينيها كانت تروي ما بداخلها كانت تنظر لهما وتبتسم ولكن نظراتها كان تقول كاذبان لم تقتنع بقصة حبهما المفاجيء ولا بروايتهما المتقنة دوما تتمكن من كشف الحقيقة بالرغم من أنه استطاع خداع عشرات النساء إلا أنها مازالت المرأة الوحيدة التي لم يتمكن يوما من خداعها مهما كان بارع في خدعته.
هو مجبر على المضي في هذا الهراء إلى النهاية حتى تصبح عقود ملكية الشركة في يده حينها لن يهتم بشيء ولا بأحد.
ظل غارقا في أفكاره عقله في صراع مستمر بين طموحاته التي لا حدود لها وبين علاقته المدمرة بأبيه والتي يستطيع الآن قول أنها أصبحت في القاع ولكن أبدا لن يتقبل اللوم على هذا فالصدع الذي حدث بينهما لا يمكن ترميمه. 
حرك آدم رأسه نافيا وهو يعلم أنه ېكذب فهو لم يتخلص بعد من ترياق حبها السام الذي لا زال يسري في شرايينه مهما حاول أن يقول عكس هذا.

تم نسخ الرابط