رواية جديدة رائعة جدا الفصول من الاول للخامس
لما اطلقها وقتها يبقى راحتك.
نظر له صخر والإبتسامة تملأ وجهه وقال طب وزعلان ليه ..إيه تهمك اوي كده !! .
انطلق آدم بالسيارة مرة أخرى وهو يتمتم انت واحد دماغه فاضية.
منحت إيڤا الخادمة راحة ساعتين وبدلت ثيابها إلى ملابس أكثر راحة بنطال قصير من القطن باللون الرمادي به خطوط على الجانبين باللون الوردي وتيشرت ابيض قطني بدي به نفس الخطوط ..وحذاء رياضي أبيض ورفعت شعرها لأعلى.
وبمجرد أن وطأت قدميها الحشائش انطلقت تمرح مع صغيرتها التي ما زالت تتعلم السير وظلت تركض حولها وتلقي إليها بالكرة الصغيرة ثم حملتها ووضعتها بالأرجوحة والطفلة تطلق ضحكات عالية كلما ارتفعت لأعلى حاولت إيڤ أن تتناسى كل ما تمر به وهي في صحبة الصغيرة ألجمت الأصوات التي تصرخ في رأسها والأفكار السوداوية التي تجتاحها أغلقت كل الابواب في وجه القلق والذعر اللذين يحاولان افتراسها ومضت تلهو مع طفلتها ببراءة كما لو كانت لا تملك في الحياة سوى صفحات بيضاء لم يخطها ألم ولا يلطخها أي ذنوب.
جلست في هدوء وسکينة تفكر فيما هو قادم تحاول أن ترتب أفكارها تتمنى أن تنفذ السيدة لويزا وعدها وتستطيع إبقاء أمرها سرا فلو نبش أحدهما في ماضيها سينكشف كل شيء وستحل عليها الكوارث من كل الاتجاهات وسيكتشف آدم وأسرته أنها لم تخبرهم الحقيقة كاملة وأنها غيرت في بعض الأحداث.. وحينها ستفقد طفلتها وربما حياتها إذا لزم الأمر.
انتبهت الفتاة على الصوت والتفتت خلفها ..فوجدت السيدة لويزا تقترب وهي تقول أعتقد أن هذه هي اللحظة المناسبة لقول الحقيقة كاملة ...الآن ...أنا وأنت فقط.
إرتجف جسدها من الخۏف وشعرت أن أمرها قد كشف ولم يعد هناك مجال للهرب....وان لحظة الحقيقة قد حانت ولكن أسرع مما كانت تتوقع .
_ماذا تقصدين
تلعثمت الكلمات على شفتيها وهي تحاول أن تتظاهر بالتماسك والهدوء بالرغم من الأعاصير التي تعصف بها.
أغمضت إيڤ عينيها وزفرت الهواء ببطء من صدرها وهي تشعر أن رأسها يدور في دوامات متلاحقة لا تتمكن من الإفلات منها ثم أسدلت اهدابها إلى الأسفل تحدق بأناملها التي تفركها بقوة وقلق .. عقلها يتداعى أمام كل تلك الضغوطات لم يعد قادرا على الصمود كما كان يفعل دائما بل أنه تآمر عليها وبدأ يرسل ذبذبات إلى جسدها الذي خذلها تماما وانهار أمام المرأة فبدأت ترتجف رغما عنها.
نهضت من جوارها وخطت مبتعدة عدة خطوات ثم توقفت فجأة واستدرات مرة أخرى قائلة ولكني أيضا
يجب أن احذرك لقد قضيت سنوات طويلة أحافظ على عائلتي وعلى لقب المغازي ولو اقتضى الأمر فأنا على استعداد أن أقتل من أجل ابنائي لذا توخي الحذر ولا تلعبين بالنيران حتى لا تحترقين بها.
ثم سارت مبتعدة إلى الداخل تاركة إياها غارقة في بحر حيرتها وخۏفها مما اقترفته تحدث نفسها بصمت هل آن الآوان أن تعترف بما فعلت أم أن الآوان قد فات منذ ليلة الحاډثة.
جلس آدم في غرفه المكتب خاصته ينهي بعض الأوراق الهامة قبل سفره المفاجيء الذي لم يكن في الحسبان كان يتملكه شعور منذ مغادرته للمنزل أن والدته قد نصبت له فخا وقد وقع فيه بكامل إرادته حتى لا تزداد شكوكها فهو يعلم جيدا مغزى تلك الرحلة بل هو يفهم والدته عن ظهر قلب عينيها كانت تروي ما بداخلها كانت تنظر لهما وتبتسم ولكن نظراتها كان تقول كاذبان لم تقتنع بقصة حبهما المفاجيء ولا بروايتهما المتقنة دوما تتمكن من كشف الحقيقة بالرغم من أنه استطاع خداع عشرات النساء إلا أنها مازالت المرأة الوحيدة التي لم يتمكن يوما من خداعها مهما كان بارع في خدعته.
هو مجبر على المضي في هذا الهراء إلى النهاية حتى تصبح عقود ملكية الشركة في يده حينها لن يهتم بشيء ولا بأحد.
ظل غارقا في أفكاره عقله في صراع مستمر بين طموحاته التي لا حدود لها وبين علاقته المدمرة بأبيه والتي يستطيع الآن قول أنها أصبحت في القاع ولكن أبدا لن يتقبل اللوم على هذا فالصدع الذي حدث بينهما لا يمكن ترميمه.
حرك آدم رأسه نافيا وهو يعلم أنه ېكذب فهو لم يتخلص بعد من ترياق حبها السام الذي لا زال يسري في شرايينه مهما حاول أن يقول عكس هذا.