رواية كاملة روعة جامدة الفصول من الاول للرابع

موقع أيام نيوز

أجمل صدفة ..
بإمكانه الآن الأعتراف لها بحبه هو الآخر أو حتى بمجرد إعجابه وهذا هو أقصى ماتتمناه ..
أصطفت بسيارتها فى المكان المخصص لها أمام منزلها وتطلعت بحماس إلى تلك الورقة أمامها والتى تحمل تاريخ إستلام هديتها فأنفرجت شفتاها كاشفة عن إبتسامة هادئة قبل أن تدسها بداخل حقيبتها إستعدادا لمغادرة السيارة ..
لكن قبل ذلك ..
جذب أنتباهها ذلك الطيف الطويل على بعد عدة أمتار منها يقترب فيحجب عنها بعضا من أشعة الشمس الخاڤتة والتى على مشارف الغروب أنكمشت إبتسامتها تدريجيا وحل محلها التأفف وهى تتطلع إليه بعد أن ظهر هو من العدم بتلك الإبتسامه التى لم تفارق محياه منذ أن رأته .. تلك الإبتسامة ال .....
حسنا إنها جذابة نوعا ما ..
حاولت هى تجاهله فى البداية وغادرت سيارتها متوجهة إلى منزلها بوجه متصلب يبدو عليه علامات الجدية والعبوس فى آن واحد لكنها فوجئت بصوته من ورائها يوقفها بمرح قائلا وهو يشير بسبابته إلى محل ساعة يده والتى لم تتواجد أعلى معصمه 
_ إيه كل ده مستنيكى .. 
نظرت فرح حولها بإستغراب قبل أن تلتفت إليه قائلة وهى تشير إلى جسدها 
_ أنت بتكلمنى أنا 
تقدم كريم عدة خطوات حتى أصبح بجوارها قبل أن يتسائل بوجه بشوش مزين بإبتسامته الجذابة  
_ وأنتى شايفه حد غيرنا !
فرح بتأفف مصطنع محاولة إخفاء إعجابها بطريقته  
_نعم خير ..
وعلى غير عادته حاول هو التحدث بطريقة مهذبة قائلا  
_ أنا بس كنت عاوز أعتذرلك عن اللى حصل الصبح وأوعدك مش هيتكرر تانى ..
أجابته فرح بلا مبالاه وهى تستكمل خطاها إلى منزلها 
_ أوك حصل خير .. بعد إذنك
أعترض كريم طريقها من جديد مكملا 
_ أستنى بس ..
ثم أضاف عقب توقفها 
_ لو ميضايقيكش ممكن نتمشى شويه ونتكلم وأهو نتعرف على بعض ..
شملته فرح بنظرة متفحصة ساخرة من اسفل نظارتها قائلة بتهكم 
_ نتعرف مرة واحدة ! لا معلش مش فاضية أنا لجو التعارف ده ..
لم يستسلم كريم لطريقتها الجافة فأضاف مسرعا  
_طب نتقابل بكرة 
لكنها أجابت على الفور دون تفكير  
_ مش فاضيه برضو عندى شغل 
خرجت كلمات كريم ساخرة إلى حد ما وهو يقول كأنه نجح فى الإيقاع بها  
_ بس بكرة الجمعة على فكره ..
لوحت له بتذمر قائله بنبرة طغى عليها التوتر 
_ وأنت مالك !! انا بشتغل الجمعة ياسيدى .. بعد إذنك بقى ..
أسرعت خطاها إلى داخل منزلها وما إن دلفت حتى ألتفتت إليه لتنظر إليه نظرة شاملة سريعة وتجده لازال مبتسما كعادته ينظر إليها بشغف فأكفهر وجهها محذرا ثم أغلقت بابها پعنف ..
وما إن أستقرت بالداخل حتى أعتلت بجسدها محاولة النظر عبر تلك العين السحرية لتراه لازال واقفا بالخارج فشعرت بتلك الإبتسامة ترتسم على ملامحها رغما عنها ..
لكنها انتفضت بقوة عندما اعتلى ذلك الصوت من ورائها  
_ مالك يابنتى واقفة كده ليه !
ظهر الإرتباك على وجه فرح بعدما ألتفتت إلى والدتها قائلة  
_ خضتينى ياماما .. 
تجاهلتها الأم متوجهة إلى المطبخ وهى تقول  
_ أتأخرتى ليه كده النهاردة ..يلا الغدا جاهز .. أطلعى غيرى هدومك وأنزلى بسرعة عشان نتغدا مع بعض .. 
أومأت فرح برأسها موافقة 
_ حاضر ياماما ..
لكنها بدلا من أن تتجه إلى غرفتها أتبعت والدتها إلى المطبخ بعدما تذكرت سؤالها 
_ ماما صح قوليلى الست اللى بتيجى تساعدنا فى التنضيف هتيجى امتى !! أوضتى محتاجه تتوضب ..
أنشغلت والدة فرح بتحضير الطعام فأجابتها دون أن تنظر إليها  
_ لا هى تعبانة مش هتقدر تيجى الأسبوع ده استنى الأسبوع الجاى ..
ظهرت علامات الأسف على وجه فرح قبل أن تجيب بفتور 
_ سلامتها .. لاخلاص ماشى يا ماما مش مهم انا هتصرف ..
غادرت فرح المطبخ بهدوء وتمتمت مفكرة أثناء صعودها إلى غرفتها  
_ وبعدين بقى ... أوضة هنا محتاجة تتوضب بس انا مش هقدر اعملها بكمية التراب اللى فيها دى وكمان كده هياخدوا بالهم مفيش قدامى غير إنى أوضب أوضتى على السريع وهنا لما تيجى تقعد معايا يوم أو يومين فيها ..
ظهرت علامات الإرتياح عند وصولها إلى ذلك القرار فتمتمت بداخلها موافقة على تلك الفكرة بعد أن دلفت إلى غرفتها  
_خلاص هعملها بكرة بقى بما إنه اجازة .. وبالمرة أعمل البلكونه بتاعتى كمان ..
تجردت من نظارتها الطبية وحررت شعيراتها قبل أن تبعثر رتابة فراشها الأرجوانى بأغطيته الوردية وتستلق عليه بتهالك تاركة العنان لذراعيها للإسترخاء بأريحية تنظر إلى الأعلى من خلال بصيص الضوء المتبقى من الشمس المغادرة والتى ألقت ظلالا لجسدها المستلقى على الحائط بجوارها حيث كانت ستائرها القاتمة مفتوحة عن بكرة أبيها مما سمح للضوء الخارجى بإنارة الغرفة تأملت وحدة الإضاءة المعلقة الصغيرة الناعمة والمثبتة بالأعلى والتى تتدلى حبات الكريستال منها بأناقة زادتها توهجا مع إنعكاس ألوان الغروب المختلفة عليها فذكرتها بهديتها ولدت إبتسامة حالمة صغيرة أعلى شفتيها بعد أن غزت
تم نسخ الرابط