رواية كاملة روعة جامدة الفصول من الاول للرابع

موقع أيام نيوز

الغير مبررة صباحا ..
لم يطل تساؤلها فبعد عدة دقائق أنهى هو هاتفه وقفز سريعا بحماس إلى الحمام فلم تمر الربع ساعة حتى رأته يخرج وقد أرتدى ملابسه بسرعة وتأنق ..
أهتز جسدها بتوتر واخذت تقضم أظافرها بعصبية مفكرة فى سبب تغيير روتينه اليومى والذى أستمر لأكثر من السنة والنصف ..
أنتظرته حتى يرتشف قهوته الصباحيه كالعادة لكنه أمسك هاتفه وتحدث فيه مرة أخرى وتعالت ضحكاته من جديد أثناء توجهه الى الأسفل للمغادرة قبل موعد رحيله اليومى ..
لم تستطع هى التحمل أكثر من ذلك فتوجهت إلى الاسفل هى الأخرى دون أن تدرك أنها لازالت ترتدى منامتها الطفولية الزرقاء وشعرها الشبه مشعث منسدل حول وجهها بحريه بينما وجنتيها يغلب عليهما اللون الأحمر من فرط الإنفعال ...
لم يشغل بالها ولو للحظة مظهرها ذلك فتفكيرها كله منصب الآن على معرفة هوية المتصل بل المتصلة بالتأكيد ..
فتحت باب منزلها فجأه على عجل بعد أن رأته يقوم بفتح باب سيارته أثناء حديثه فى الهاتف لكن لفت أنظاره صوت ضجيج فتح باب منزلها فألتفت إليها وما إن رآها تقف على عتبته حتى توقف فجأه عن الحديث وهو يتأملها بشعيراتها المجعده المتناثره حول وجهها بضوضاء جذابه ..
عندها فقط تذكرت فرح ماترتديه وأدركت أنها حتى لم تنظر إلى وجهها فى المرآة قبل خروجها فأغلقت الباب على الفور وتوجهت إلى غرفتها هاربة ..
ما إن نظرت إلى صورتها فى المرآة ورأت شعرها المتناثر حول وجهها وبيجامتها الزرقاء القصيرة بذلك اللكلوك على شكل أرنب حتى اصيبت بالإحباط وتمتمت بداخلها قائلة بضعف  
_طبعا زمانه قال عليا إيه المنكوشة الهبلة اللى نازلة على الصبح كده .. يخربيت غبائى وأدينى كمان مسمعتش هو كان بيكلم مين ...
ياترى بقى هيبقى بيكلم مين ومبسوط كده ..
لكنها أجابت على تساؤلاتها بنفسها قائلة 
_ أكيد بيكلم واحدة أنا متأكدة .. بس ماشى مسيرى هعرف كل حاجه ومش هسيبه النهاردة إلا لما أعرف ..

أكملت يومها بتكاسل لم تعهده من قبل لكن لم يكن لديها أى رغبه فى الذهاب إلى العمل بعد ماحدث فتخلفت للمرة الأولى وقضت مغظم وقتها داخل غرفتها تفكر فى سر تلك المكالمات الصباحية وبعكس ماتوقعت أنقضى اليوم ببطىء أثناء جلوسها فى منزلها تنتظر عودة ذلك الذى شغل عقلها وتفكيرها ..
فى المساء قرب موعد وصوله المعتاد جلست فرح فى حديقة منزلها تنتظر قدومه الذى لم يستغرق كثيرا فلحسن طالعها أن ذلك هو الموعد الوحيد الذى لم يتخلف عنه فى ذلك اليوم الغريب ..
وأخيرا ترامى إلى مسامعها صوت سيارته تقترب .. 
تسارعت دقات قلبها كلما أقتربت السيارة حتى أصطفت فى مكانها المعتاد فى البداية ترددت كثيرا قبل الذهاب اليه خجلا مماحدث صباحا فظلت جالسة بداخل حديقتها يشوبها الحيرة من أمرها لعدة دقائق حتى أستجمعت شجاعتها اخيرا وقررت الذهاب للتحدث معه وليكن مايكن فكل مايشغل بالها الآن هو معرفة هوية المتصل ..
لكن ماإن همت بالنهوض من مقعدها حتى ألتقطت أذناها صوت شخص آخر يتبادل معه أطراف الحديث حاولت النظر من مكمنها وسط الظلام فإذا بها ترى رجل يمشى بجواره طويل القامة يرتدى ملابس مريحة رياضيه نوعا ما لكنها لا ترى منه سوى شعره الأسود اللامع والذى زاد لمعانا تحت أضواء أعمده الإضاءة المحيطه بهم ..
تأففت بحسرة فهى لن تستطع التحدث معه الآن بوجود ذلك الغريب ترى متى سيرحل حتى تستطع هى الإنفراد بهشام .. 
حركت كتفيها بلامبالة قائلة 
_ أكيد شوية وهيمشى .. النهاردة .. بكرة .. بعده .. معلش أصبر شوية ..
وفى خضم تفكيرها لم تعلم أن ذلك اليوم الذى تنتظر فيه رحيل ذلك الزائر لن يأت أبدا ...
الفصل الثانى 
رغما عن برودة الطقس ذلك المساء إلا أنها فضلت الجلوس قليلا بداخل حديقتها حتى عقب إختفاء هشام برفقة زائره داخل منزله ..
جلست تفكر فى سبب مستساغ يمكنها قوله له عند سؤالها عن هوية المتصل هى تعلم أن هشام رجل مهذب ولن يقوم بإحراجها لكنها أيضا تفضل أن تقدم مبرر مقبول يبرر تطفلها بهذا السؤال ...
لمعت فى رأسها فكرة فى تلك اللحظة .. لم لا تصارحه بحبها !! 
لكن قبل أن تتوغل تلك الفكرة بداخل عقلها أكثر من ذلك أرتفع رنين هاتفها الموضوع بجوارها ففزعت لثوان قبل أن تدرك أن ذلك الصوت نابع من هاتفها .. 
أعتلت علامات الدهشة وجهها عندما لمحت أسم المتصل فتمتمت بقلق 
_ هنا !! خير يارب أستر ..
لم تفكر كثيرا بل أجابت على الفور بقلب منتفض 
_ الو .. هنا .. انتى كويسة ياحبيبتى .. 
لم تنتظر إجابة توأمتها بل أردفت متسائلة 
_ إيه اللى مصحيكى دلوقتى مش ميعادك ..
سرعان ماتبدلت علامات القلق أعلى وجهها بأخرى تنم عن السرور وهى تقول 
_ ايه ده معقول امتى ! 
صمتت لثوان تستمع إلى صوت أختها قبل أن تزداد سعادتها مجيبة 
_ ترجعى بالسلامه ياحبيبتى ..
تم نسخ الرابط