رواية كاملة روعة جامدة الفصول من الاول للرابع

موقع أيام نيوز

وهى تتفحص شقيقتها بوجه عام 
_ يابنتى انتى بنت واحد من أكبر رجال الأعمال فى مصر .. لازم تهتمى بمظهرك أكتر من كده سواء لبسك أو شعرك أو عربيتك .. كل حاجة فيكى ...
ثم أضافت بغرور 
_ يلا dont worry أنا جيت وهظبطلك كل الحاجات دى ..
وكالطفلة هتفت فرح بحماس  
_ أيوه بقى أخيرا هنرجع نعمل كل حاجة مع بعض زى الاول وننام فى سرير واحد و ......
هنا مقاطعة بجدية 
_ وطى صوتك .. إيه ننام فى سرير واحد دى .. إحنا لو برا كان اتقال علينا لفظ مش لطيف ..
فرح بتهكم  
_ آه ماهو برا لازم البوى فريند بس هو اللى ينام جمب البنت عادى إنما لو بنت زيها فهو ده اللى بيتفهم غلط ..
ثم أضافت بجدية وهى تعدل من وضع نظارتها 
_ سيبك من بره وتفكير بره بقى انتى خلاص فى مصر أم الدنيا
هنا بعدم إقتناع  
_ whatever بس بردو مفيش ننام مع بعض فى سرير واحد دى.. أنا متعودة أنام لوحدى
لاحت علامات الخيبة أعلى وجه فرح وهى تقول بخفوت 
_ طيب اللى يريحك ...
خيم الصمت المطبق داخل السيارة طوال طريق العودة خاصة بعد إنشغال هنا بهاتفها معظم الوقت تحادث إحدى أصدقائها بطريقة كتابية داخل إحدى التطبيقات لكن رغما عن ذلك حاولت فرح التوغل فى الحديث معها لأكثر من مرة إلا أن إجابات هنا المقتضبه القصيرة كانت كافية لجعل الأولى تؤثر الصمت من جديد قبل أن تتركز أبصارها على تلك الوردة الحمراء الموضوعة أمامها فترتسم على وجهها شبه إبتسامة صغيرة سرعان ماتلاشت حين أصبحا على مشارف المنزل ...

صيحات محببة إلى القلب ملأت سكون البيت الهادئ لتحوله إلى آخر ملىء بالبهجة والسعادة المختلطة بدمعات الفرح التى أنهالت من أعين الأبوين المشتاقين لأبنتهما الغائبة بينما العتاب كان من نصيب الأخرى لتحفظها على ذلك السر السعيد وعدم إخبارهم بقدوم هنا ..
مضى الوقت سريعا بين أفراد الأسرة الصغيرة يجلسون جميعا داخل غرفه المعيشة بإشتياق حقيقى حيث أحتضن الأبوان أبنتهم فى لهفة ولم يكفا عن الحديث معها والسؤال عن حالها قبل أن تروى الأم لإبنتها الأحداث الهامة التى طرأت عليهم وعلى أقاربهم وأصدقائهم طوال فترة غيابها ....
لكن فى النهاية شعرت هنا بالإرهاق فأعتذرت للصعود إلى غرفتها والحصول على قدر من النوم قبل أن تعقب والدتها قائلة بنبرة تملأ الكثير من العتاب إلى ابنتها فرح 
_ ينفع كده بردو يافرح موضبناش أوضه أختك ..
لكن فرح أجابت بثقة 
_ متقلقيش ياماما أنا وضبت أوضتى النهاردة وهنا هتقعد فيها معايا على ما أوضتها تتوضب ..
قاطعتها هنا بتأفف 
_ أقعد معاكى ازاى .. ماأنا قولتلك مبعرفش انام جمب حد .. 
لكنها أستطردت بعد أن نجحت فى السيطرة على أعصابها قليلا 
_عموما اوك النهارده بس عشان تعبانة ..
ثم وجهت كلماتها إلى والدتها قائلة 
_ من بكره يامامى تشوفى حد ينضفلى الأوضة عشان مش هستحمل الوضع ده كتير ..
سيطر الشعور بالإحراج على ملامح فرح والتى آثرت الصمت خجلا من والديها وحزنا على حماسها الذى أندثر سريعا بينما شقيقتها صعدت إلى الأعلى بصحبة والدتها غير عابئة بتأثير كلماتها على توأمتها والتى بدورها فرت هاربة إلى الخارج حيث حديقتها التى أعتادت الجلوس فيها عقب كل خيبة تمر بها ..
لكن خيبتها تلك المرة فاقت كل التوقعات فعلى عكس جميع ما هيأت نفسها له وتمنته طوال الأيام الفائتة تلقى فى النهاية تلك المعاملة الجافة الغير مبررة من شقيقتها ...
حدثت نفسها بخفوت مفكرة  
_ هو ممكن البعد يعمل كل ده !! بس إحنا توأم يعنى المفروض كل واحدة فينا بتحس بالتانيه من غير مانتكلم ومهما بعدت المسافات بردو بنفضل قريبين ... ايه اللى خلاها تتغير بالطريقة دى !! 
لكنها حاولت الإجابة على تساؤلها وطمأنة نفسها مبررة 
_ يمكن هى بس مرهقه من السفر أو يمكن .... أكون أنا اللى أتغيرت !!
بصورة تلقائية وجدت نظراتها ترتفع إلى الأعلى تحت ستار الظلام المنسدل حيث شرفة هشام وكأنها تستنجد به فى تلك اللحظة متمنية أن تراه الآن وتروى له عن ۏجعها وخيبتها المؤلمة عله ينجح فى التخفيف عنها قليلا ..
لكنها وكمثل العادة فى الآونة الأخيرة لم تجد سواه هو صاحب الإبتسامة يطل من الشرفة وينظر إليها بإهتمام ملوحا فأومأت إليه برأسها وأبتسمت له إبتسامة خاڤتة حزينة لاحظها هو رغم الظلام أنكمشت إبتسامته رغما عنه ودون أن يفكر قرر النزول إليها على الفور فهو لم يقدر على رؤيتها بتلك الحالة دون تدخل منه ..
لكن قبل تحركه من مكمنه بثوان لاحظ إبتسامتها الحزينة تتبدل إلى النقيض لتزداد إتساعا ويشرق وجهها ببهجه وهى تنظر الى أسفل شرفته على مستوى بصرها .. 
أنحنى بجزعه العلوى ينظر إلى موضع عينيها فإذا به يرى صديقه يقترب منها بهدوء قبل أن يجلس جوارها أعلى الأريكة المتأرجحة
تم نسخ الرابط