رواية كاملة روعة جامدة الفصول من الاول للرابع
المحتويات
وكأنها كانت تبحث عنه هو فهى تعلم جيدا أن هشام نادرا ما يخرج إلى الشرفة فى تلك الساعة لكن يبدو أنها تلك المرة أملت وجود شخص آخر !!
هزت فرح رأسها بسخرية لتنفض تلك الفكره عن ذهنها مؤنبة نفسها فمن ذلك الكريم حتى يلفت إنتباهها أويشغل حتى تفكيرها !
تمتمت بذلك داخلها عندما قامت بتشغيل محرك سيارتها إستعداد للمغادرة لكن أفزعتها تلك الطرقات الخفيفه المتتالية أعلى النافذه المجاورة لها ألتفتت بملامح يبدو عليها الذعر والتى تحولت فى بضع ثوان إلى إبتسامة لم تعتدها هى لكنها حقا لم تستطع سوى أن تبتسم فور رؤيتها لإبتسامته تلك ..
_ إيه خلصت تنضيف ولا لسه ..
عقد كريم ساعديه أمام صدره قائلا بجدية مصطنعة
_ عادى يعنى مش عيب الراجل ينضف على فكرة ...
ثم أضاف وهو ينحنى بجسده إلى الأمام مستندا على نافذتها قائلا بمرح
_ أوعى تكونى مش مؤمنة بدور الراجل فى البيت .. شكلك عنصرية ..
_ لا ياعم براحتك
ظهر التردد على ملامح كريم وهو يتسائل
_ أقدر أعرف على فين العزم إن شاءالله
فرح بلا مبالاة وقد استعادت جفائها
_ وأنت مالك
كريم ولازالت الإبتسامة تعلو وجهه
_ الله مش كان بينا ميعاد النهاردة ..
_ هو أنا مش قولتلك مش فاضية وبعدين أنت عاوز نتقابل ليه أصلا مش فهماك بصراحة ..
طلت معالم الجدية على وجه كريم قائلا وهو لايزال متكئا على نافذتها
_ لا ده موضوع يطول شرحه .. عموما مش هعطلك دلوقتى شكلك مستعجلة ..
ثم أضاف برقة بعد أن قام بإدخال رأسه قليلا داخل السيارة حتى يتمكن من رؤيتها عن قرب
اتسعت عينا فرح من وراء نظارتها بذهول فلم يسبق أن وجه إليها أحدا مثل تلك الكلمات لذا أحمرت وجنتاها بشدة وأطرقت رأسها أرضا بخجل قائلة بتلعثم
_ أنا اتأخرت ولازم امشى ..
_ بلون خدودك بس أنتى خدودك أحلى من مېت وردة ..
لم تجبه هى بل أنطلقت بسيارتها بعد أن ابتلعت لعابها بصعوبة محاولة تجميع شتات نفسها دون أن تعلق على كلماته تاركه إياه من ورائها ينظر فى إثرها وهو يلتمس بيده مؤخرة رأسه ويحركها بلطف مع إبتسامة حب ظاهرة أعلى شفتيه والتى زادته جاذبية مع تلك اللمعة التى زينت عدستيه ..
تلمست أصابعها برقة تلك الوردة بجوارها قبل أن يستعيد ذهنها كلماته من جديد ويكون عقلها صورة مصغرة له بإبتسامته التى لم تعد تستطع مقاومتها ..
هى حقا لاتعلم كيف كانت توصمها بالحماقة من قبل لكن آن لها أن تعترف الآن أنها تشعر بذلك الإحساس الغريب والذى يشبه السعادة إلى حد كبير فور رؤيته فهو مرح خفيف الظل وسيم ذو إبتس .....
توقفت فرح عن تفكيرها ذلك متمتة بإنزعاج وهى تحاول جاهدة إزاحة صورته من داخل عقلها وكأنها شعرت بالذنب لتفكيرها بشخص آخر
_ إيه الهبل اللى بفكر فيه ده .. وهو اصلا يجى إيه جمب هشام التقيل الراسى ..
ثم أضافت بتفكير
_ ياترى هو عارف باللى بيعمله صاحبه ده .. لا لا معتقدش طبعا أكيد هشام مش هيسمحله يقربلى لو عرف بالكلام اللى بيقلهولى ده ..
ظهرت ملامح الحزن أعلى قسماتها وهى تفكر
_ بس هشام عمره ماقالى كلام كده .. كل كلامه معايا بحدود ..
حاولت تبرير ذلك بقولها
_ آه طبعا عشان هو محترم وبعدين هو لسه ميعرفش أصلا انى بحبه .. خلاص هانت بقى عيد ميلاده قرب وهقوله على كل حاجه ..
حاولت جاهدة إظهار إبتسامتها من جديد عند تذكرها أمر هديتها لكنها لاتعلم لم راودها ذلك الشعور فى تلك اللحظة بأنها ستقوم بإرتكاب حماقة إذا ما أعطته إياها .. فهى لم تعد تشعر بذلك الحماس الذى سيطر عليها بالأمس !
داخل ذلك المكان الفسيح بمقاعده الفضية الشبه ملتصقة وتلك الأضواء المسلطة البيضاء التى تملأ المكان فتزيد الأرضيات الناعمة الداكنة لمعانا وتوهج ينعكس على الحوائط الأنيقة قبل أن ينعكس المشهد بالكامل على ذلك اللوح الزجاجى الواسع القائم بدلا من إحدى الحوائط ونتمكن جميعا من رؤية ذلك الكم الهائل من البشر فى قاعة الإنتظار داخل مطار القاهرة ..
وجوه عابسة وأخرى باسمة أعين
متابعة القراءة