رواية كاملة روعة جامدة الفصول من الاول للرابع

موقع أيام نيوز

الملابس وسور الشرفه قبل أن تضع ملابسها أعلاهما.. 
لكن ماهى إلا ثوان حتى وجدته هو الآخر قد أحضر منشفة كبيرة زرقاء اللون مبلله وقام بما قامت به للتو أشاحت بنظرها عنه بعد أن سيطر عليها الضحك رغما عنها على مظهره وطريقة تقليده لها لكنها حاولت جادة إخفاء ضحكاتها عنه فولته ظهرها من جديد بينما جسدها الصغير يهتز بطريقة ملحوظة من كثرة الضحكات ..
تمالكت نفسها فى النهاية قبل أن تقوم بإستخدام ممسحة ذات نهايات من الخيوط الخشنة لتمسح بها أرضيه الشرفة الشبه مبتلة نظرت إليه بعد عدة لحظات لتجده كما خمنت يفعل مثل فعلتها إلى أن إنتهت هى فى النهاية وقامت بإحضار ملابسها المبلله لوضعها أعلى الحامل الخاص بها ..
فى تلك اللحظة ألتفتت إليه بتحد عاقدة ذراعيها أمام صدرها ناظرة إليه بتصميم فى إنتظار ما سيقوم بفعله تلك المرة ..
حرك هو رأسه يمنة ويسارا تبدو عليه علامات الحيرة والتردد ثم أخذ يفكر قليلا قبل أن يتوجه إلى الداخل ويعود من جديد بعد عدة لحظات وبيده بذلة رسمية سوداء اللون جافه بل يبدو أنها لم ترتدى من قبل فقام بوضعها أعلى الحامل الخاص به مثلما فعلت هى ومن ثم أختفى بالداخل من جديد قبل أن يعود على الفور وبيده كوب كبير من الماء قام بسكبه حتى آخره فوق تلك البذلة الأنيقة وهو يصدر صفيرا متناغما من فمه قبل أن يقول ببراءة عقب إنتهاءه وهو ينظر إليها  
_ملقيش عندك مشبك
فى تلك اللحظة لم تستطع فرح كتمان ضحكاتها لأكثر من ذلك فأنفجرت ضاحكة بصوت مرتفع وجسد يهتز من فرط الضحك حتى شعرت بدمعات عينيها تبلل وجهها دون أن تشعر... 
لم تستطع حقا التوقف عن الضحكات لعدة دقائق متواصلة إلى أن ترامى إلى مسامعها صوت محبوبها يقول بنبرة مرتفعة نوعا ما 
_ الظاهر كدة إنكوا اتصالحتوا ..
انتبهت فرح لوجوده فمسحت مقلتيها ببراءة محاولة السيطرة على ضحكاتها المرتفعة وهى تقول بوجه تحول إلى اللون أحمر من كثرة الضحك 
_ أزيك ياهشام صباح الخير ..
توقفت للحظات تلتقط مزيدا من الهواء ليساعد فى تهدئتها قبل أن تستطرد موضحة 
_ أنا وكريم كان عندنا دورة نظافة النهاردة.. وخلاص خلصنا ...
تذكرت للتو مظهرها المشعث وملابسها المتسخة فشعرت بالخجل لمثولها امامه على تلك الحال فأضافت بإرتباك موجهة كلماتها إلى هشام  
_ أنا لازم ادخل .. أشوفك بعدين باى ياهشام ..
لكن قبل مغادرتها أتاها صوت كريم قائلا بحزن مصطنع  
_ وأنا مفيش باى ياكيمو .. عيب عليكى ده إحنا حتى ولاد كار واحد...
ألتفتت إليه بمرح بعد أن أرتفعت ضحكاتها من جديد فور رؤيتها له بذلك المنظر وهو لازال يحمل الممسحة وبعضا من ادوات النظافة فقالت بصعوبة 
_ باى ياكيمو
ما إن أختفت عن الأنظار داخل غرفتها حتى وجه هشام كلماته إلى كريم متسائلا بإستغراب  
_ هو فى إيه !! أنا عمرى ماشفتها بتضحك كده أنتوا كنتوا بتقولوا نكت على الصبح ولا ايه الحكاية !! 
اجابه كريم ولازالت نظراته مسلطة على شرفتها بهيام  
_ لا ده إحنا كنا بنضف 
هشام بتعجب وهو يتامل مظهر صديقه المتسخ بالفعل وتلك الممسحة التى يحملها 
_ تنضف .. تنضف إيه !!
كريم مشيرا إلى حامل الملابس 
_ أنت مش شايف .. كنت بنضف البلكونة وامسحها عشان أنشر الغسيل..
وقعت نظرات هشام الأولى على منشفته الخاصة زرقاء اللون ملقاة أرضا وقد أعتلاها ذرات التراب التى تحولت إلى قطع من الطين داكن اللون فصاح قائلا بعدم تصديق 
_ أنت مسحت بالفوطة بتاعتى البلكونة ..
لكن قبل أن يجيبه صديقه رأى بذلته السوداء والتى قد أبتاعها منذ عدة أسابيع بمئات الدولارات رآها يتساقط منها حبات الماء بعد أن تكومت فوق الحامل بإهمال فنظر إلى صديقه من جديد بعينان يتطاير منهما الشرر قائلا پغضب مكتوم 
_ أنت عملت فيها ايه ..
أحس كريم فى النهاية بهول فعلته فأشار إليه بيده ليمسك بالممسحة قائلا 
_ طب خد إمسك كده ..
ألتقط هشام مايحمله كريم فى إنتظار رد ذلك الأخير والذى فر هاربا الى الداخل بينما هشام تجمد فى مكانه لبضع لحظات قبل أن يستوعب فعلة صديقه فنفض مابيده پغضب وركض إلى الداخل بحثا عنه وهو يتوعده بجدية قائلا 
_ وهو انت فاكرنى كده هسيبك ..
الفصل الرابع ..

دقة .. أثنتان .. ثلاثة .. أربعة .. خمسة ..
أرتفعت دقات الساعة بهدوء وحزم لتغطى على دقات قلبها المتسارعة وهى تستعد لملاقاة توأمتها ..
فهاهو اليوم قد مر سريعا دون أن تشعر وحان وقت الرحيل ..
غادرت فرح منزلها بحماس للتوجه إلى المطار حيث ستنتظر شقيقتها التى على وشك الوصول بعد بضع ساعات ..
ألقت نظره أخيرة طويلة على شرفه هشام كعادتها وهى تستقل سيارتها لكنها أصيبت بخيبة أمل عندما وجدتها فارغة فلا أثر لهشام بها ولا حتى .. كريم ..
كريم !!
لم تذكرته على هذا النحو ! بل
تم نسخ الرابط