رواية شيقة رائعة الفصول من السابع للاخير

موقع أيام نيوز

انتى لسه ماشيه من عندى مبقالكيش ساعتين ..
فجر بحماس وانا عندك حسيت بشويه دوخه .. وبعد ماروحت البيت فضلت الدوخه دى مستمره .. وقبل ماافاتح حازم بالموضوع اتوترت جدا ومبقتش شايفه قدامى .. الدكتور لسه ماشى من عندى وطلبتك على طول ..
رحاب انا بحبك اوى ومبسوطه اوى انك فى حياتى .. انا آسفه انى كنت انانيه واتجاهلت حزنك عشان مصلحتى .. ارجوكى سامحيني .. ومتخليش ده يأثر على علاقتنا ..
رحاب بوهن كلنا انانين يافجر بس المواقف اللى بنتحط فيها هى اللى بتبين انانيتنا ڠصب عننا .. لما نتحط فى مقارنه بين سعادتنا وسعاده غيرنا .. محدش بيختار يبقى تعيس صدقينى .. مبروك يافجر ..
فجر بحزن يعنى مش زعلانه منى ..
رحاب بصوت حاولت اخراجه سعيدا بالعكس انا فرحانه اوى ان ربنا عوضك عن صبرك كل السنين دى انتى وحازم .. واخيرا هبقى خالتو وعمتو فى نفس الوقت ..
بعد مرور شهران .. 
جلست رحاب بجوار صديقتها ايمان فى احدى الانديه الرياضيه .. يراقبان اياد ذات الثلاث سنوات وهو يمارس الرياضه المحببه اليه ..
رحاب باعجاب ماشاء الله اياد كبر وبقت ملامحه كلها شبهك 
ايمان بمرح كنت خاېفه يبقى شبه ابوه بس ربنا سترها ..
ابتسمت رحاب قائله ياشيخه حرام عليكى ابوه زى القمر ..
وضعت ايمان يدها على بطنها الممده امامها قائله من اول الحمل ده وانا مش طايقاه 
حاولت رحاب كتم ضحكاتها قدر الامكان وهى تتأملها قائله الحمل ده مكعبلك خالص غير حملك فى اياد ..
وضعت ايمان يدها اسفل ظهرها تحاول تعديل وضعيه جلوسها قبل ان تقول ياشيخه اهو كده تعب وكده تعب ..
رحاب وهى تتأملها اللى يشوفك دلوقتى ميقولش دى ايمان اللى كانت من كام سنه مقطعه السمكه وديلها وسهر وحفلات ..
ايمان بأعين ضاحكه خلاص بقى راحت علينا المهم قوليلى عشان انا لحد دلوقتى مش فاهمه ليه رفضتى 
رحاب باستغراب بعد اللى قولتهولك ده كله
ايمان ايه يعنى انك تقعدى تتخيلى .. ما كل واحد يتخيل اللى هو عاوزه ده مش معناه ان هيتحقق بحذافيره ..
رحاب بجديه حتى لو احتمال انه يتحقق واحد فى الميه فأنا بردو كنت هرفض ..
ايمان انتى بصراحه مستفزه .. وعلى فكره انا عارفه انك بتحبى حازم من ساعه الحفله اما اتصدمتى انه هو وقولتيلى ان فجر كانت فاكراهم توأم ..
ساعتها عرفت من ملامحك انك معجبه بيه وبانت خيبه الامل عليكى اللى اكدتلى انك هتسيبيه لفجر ..
يوميها سامح جه سألنى عليكى وفرحت انك هتلاقى اللى ينسيكى حازم ..
رحاب بحزن الله يرحمه 
ايمان مكمله انا بجد مبسوطه انك قدرتى تطلعى من حزنك وترجعى تانى زى زمان .. يمكن فعلا قرارك انك ترفضى احسن للكل بس سلبيتك مستفزانى ..
رحاب بهدوء فى مواقف بتحصلنا فى حياتنا بنبقى مش عاملين حسابها وساعات بيطلع رد فعلنا فيها بصوره تكره اللى قدمنا فينا او تخليه يغير رأيه فى شخصياتنا رغم ان دى مش طبيعتنا ولا اسلوبنا ..
المواقف دى هى اللى بتخسر اعز اصحاب بعضهم وهى اللى بتخرب بيوت وهى اللى بتشرد اطفال ..
وانا مكنتش عاوزه صوره فجر وحازم يتغيروا فى عينى ولا صورتى تتغير قدامهم .. كلنا عندنا جوانب وحشه عاوزين نخبيها ومش عاوزين حد يشوفها وخصوصا اقرب ناس لينا .. 
وبعدين فى الآخر فجر طلعت حامل الحمد لله وربنا عوضها ليه بتحكى بقى فى حاجه كده كده كانت مش هتكمل حتى لو انا وافقت ..
اومأت ايمان برأسها موافقه قبل ان تقول معاكى حق .. طب انتى ميعادك معاهم الساعه كام ..
رحاب وهى تنظر الى ساعتها يعنى ساعه كده واتحرك
فى تمام الثالثه ظهرا كانت رحاب تقف امام منزل حازم وفجر قبل ان تملأ انفها رائحه الشواء المنبعثه من الداخل ..
تحمست وهى فى طريقها الى الداخل بسيارتها حيث عبرت من البوابه المفتوحه قبل ان تصطف بها الى جانب سياره جيب سوداء ضخمه ..
ترجلت من سيارتها متوجهه الى الحديقه وهى تبحث عن مصدر الشواء حيث توقعت وجود فجر او حازم ..
لكن ماوجدته تلك المره هما فيروزتان من نوع اخر .. 
وكأنهما البحر الهادىء والذى يحاوطه على جانبيه بعضا من الرمال المتجعده التى زادته دفئا ... تقعان وسط حفنه من الجبال الحاده تحاوطهما من جميع النواحى .. تغرى المتسلقين الى القفز اليهما والتمتع بدفىء الغوص بداخل اعماقهما ..
على بعد عده سنتيمترات منهما هبوطا يقابلها انف مستقيم حاد يقف كالجبل الشامخ وسط وجه اسمر تشوبه بعض التجعيدات البارزه والتى زادته جاذبيه بينما يتوج رأسه شعيرات سوداء خالطها الشيب فوضحت للرائى كالفضه اللامعه ..
اما اسفل انفه .. فهناك ذلك الرمز المعبر عن الرجوله منذ قديم الازل .. شارب منسق يظلل على ثغره الباسم ..
باسم .. هذا ماتفوهت به رحاب فور رؤيتها له قبل ان تشعر بالتوتر وتتعرق يداها من اندفاعها ..
لكن ماخفف عنها حقا هو ابتسامته المشجعه
تم نسخ الرابط