رواية شيقة رائعة الفصول من الاول للسادس

موقع أيام نيوز

المره انتى .. هو انا مش بكلمك ..
اغمضت عينيها بقوه .. فلتهرب .. هيا فلتهرول مبتعده .. لماذا قدماها مثبتتان على الارض بتلك القوه وقلبها ينتفض ذعرا وقهرا .. هيا هيا .. واخيرا استجاب عضو من جسدها اليها لكنه آخر عضو ارادته .. تلك المره دمعاتها هى التى تحركت .. هربت من مقلتيها دون ان تشعر .. لا تعلم اهى تبكى لكرامتها التى بعثرت امام ذلك الجمع ام لذلك الخۏف المسيطر عليها .. ام لمعرفتها انه واقف ورائها مباشره الآن ..
اتاها صوته واثقا ثابتا اما الدكتور بتاعك يكلمك تلفى وتردى عليه يااستاذه ولااتحولتى لصنم مبتسمعيش .. انتى محرومه من دخ....
تلك المره التفتت اليه دون ان تتحدث .. فقط نظرت اليه نظره مليئه بالحزن والقهر قبل ان تطلق لساقيها الريح فتختفى عن انظاره خلال بضع ثوان ..
من يتطلع اليه فى تلك اللحظه يستطيع بوضوح رؤيه مؤشرات الندم تكسو وجهه وعلامات الحزن تملأ عينيه ... 
نكس حازم وجهه ارضا وهو يكور قبضتيه بقوه وكأنه يريد ان يلكم نفسه معاقبه له على إحزانها بهذا الشكل .. فهو السبب فى انهمار دموعها والتى يراها لاول مره ..
حاول استعاده رباطه جأشه وهو يتوجه مره اخرى الى المنصه حيث يستكمل القاء محاضرته والتى لم تدم سوى لربع ساعه اخرى .. لم يدرى فيها هو ماذا يقول .. فقط يسترسل بالكلام دون ادراك منه او وعى .. فعقله بل قلبه ايضا مشغول بتلك الباكيه التى فطرت قلبه بدمعاتها الصامته ..
انهى محاضرته وتوجه الى الخارج باحثا عنها لكنه لم يجد لها اى اثر .. لم يجد سيارتها ايضا فعلم برحيلها الى المنزل ..
عقب خروج فجر من قاعه المحاضرات توجهت مباشره الى سيارتها والدموع تنهر على وجنتيها بقوه ..
جلست بداخلها قليلا من الوقت حتى هدأت واستعادت انفاسها برفق قبل ان تغادر متوجهه الى منزلها ..
للمره الثانيه ټخونها تلك الخرائط التى تحدد خط سيرها لتقف عده مرات فى زحام مرورى ولا تصل الى المنزل قبل ساعه كامله .. 
ارتفع رنين هاتفها قبل وصولها بأسم صديقتها رحاب فاجابت فجر بضيق ايوه يارحاب ايه خلصتوا 
رحاب بقلق خلصنا من بدرى .. انتى روحتى فين قلبت عليكى الجامعه كلها .
فجر مشيت وخلاص قربت اوصل البيت
رحاب طب طمنينى انتى عامله ايه دلوقتى 
فجر هكون عامله ايه .. كويسه الحمد لله 
رحاب انتى عارفه اننا مكملناش المحاضره .. مكملناش نص ساعه على بعض ...
فجر ساخره لا والله وجنابه افرج عنكوا بدرى كده ليه 
رحاب معرفش كانت شكله متضايق جدا ومش مركز وكلامه مكنش راكب على بعضه الظاهر انه حس بالندم عشان احرجك 
فجر بتهكم يااااه خيالك واسع انتى والله يارحوبه .. اللى زى ده مبيحسش .. هو بس بيعرف يجرح ويهين انما يحس ويساعد معتقدش ..
قالت فجر تلك الكلمات وهى تترجل من سيارتها ببطىء وظلت تذم به حتى انهت مكالمتها مع صديقتها ثم اغلقت سيارتها بهدوء .. كادت ان تتوجه الى الداخل لكن التقطت انفها تلك الرائحه المميزه له تأتى من خلفها فالتفتت ببطىء لتراه يقف مستندا على مؤخره سيارتها ..
احمر وجهها خجلا فهو بالتأكيد قد استمع الى كل ماقالته عنه .. لكن لايهم .. هو هنا مجرد جار لها وليس اكثر .. لايستطيع المساس بها او التلفظ بكلمه تجرحها دون ان ترد عليه ...
حازم دون ان ينظر اليها الظاهر انك اول مره تسوقى فى حته زى دى
فجر باقتضاب اه
حازم بغرور هبقى ابعتلك الطريق بتاع ال gps اللى تمشى عليه بدل ماانتى تايهه كده 
فجر مغادره شكرا متتعبش نفسك هعرف اتصرف 
حازم بلا مبالاه ليغادرها هو اولا براحتك كان غرضى اساعد عشان انا بحس بالناس كويس .. 
تأكدت انه استمع الى كلماتها كلها ..
انتظرت قليلا حتى اختفى هو بداخل المنزل ومن ثم اتبعته الى الداخل لتتوجه الى جناحها بسرعه وتمكث بداخله ..
لم تجد والدها فظلت وحيده لعده ساعات حتى قررت الخروج لتناول وجبه الغذاء بالحديقه لحين وصوله ..
كانت الساعه قد تجاوزت الرابعه عصرا عندما استيقظ جوهر من نومه شاعرا بالجوع والصداع يسيطر عليه.. فسهره امس ارهقته بشده وهو لم يتناول شيئا منذ ذلك الحين ..
توجه الى شرفته يتمطأ بها بكسل وملل حتى رآها تجلس بالحديقه .. رآها ترتدى جينز ازرق و بلوزه شيفون بيضاء يعلوها كنزه صوفيه مفتوحه من اللون الازرق.. تجلس فوق احدى الجلسات المثبته بالحديقه .. تتناول غذائها وهى تتصفح كتابا باهتمام ..
ظهرت تلك الضحكه الآسره على وجهه ومشط شعيراته بيده قائلا ده تأجير جزء من البيت طلع حلو اهو .. حلو اوى كمان ..
اصدر صفيرا عاليا يدل على اعجابه بها فتلفتت هى حولها لكنها لم تستطع الوصول الى مصدر ذلك الصفير.. فأكملت غذائها دون ان تهتم .. اما هو بالاعلى فقد قرر النزول اليها فى التو واللحظه لكنه انتبه الى انه
تم نسخ الرابط