رواية شيقة رائعة الفصول من الاول للسادس
المحتويات
تعلو وجوههن .. عاداها هى والتى نظرت اليه باقتضابه توحى بتركيزها الشديد لكلماته .. بالاضافه الى تدوينها الملاحظات وسؤاله ان احتاج الامر ..
ظن فى البدايه انها تحاول جذب انتباهه بتركيزها على المحاضره وتظاهرها بعدم الاعجاب به كالبقيه .. لكن اجاباتها فى ورقه الامتحان دل على عكس ذلك وتأكد من اهتمامها بالدراسه وليس الا .. لذا بدأ هو بمراقبتها .. وهو يتحدث وهو يشرح وهو يعلق ..
الى ان رآها .. رآها فى منزله ..
لم يصدق للوهله الاولى ولكنه فضل عدم اظهار دهشته ..
ظلت نظراته مثبته عليها دون ان يدرى .. وهى ايضا لم تدرى انها تتظر الى عينيه مباشره وتغوص فى اعماق فيروزيتيه حتى لكزتها صديقتها ..
فتنحنح هو بعد تلعثمه وتابع اكمال مايقوله ..
انتهت المحاضره دون ان تستوعب منها شيئا وغادر هو بعد ان رمقها بنظره طويله غير مألوفه لها .. فوجدت عيناها رغما عنها تتابع خروجه حتى اختفى ..
تعالت الهمسات واللكزات بين الفتيات وهن ينظرن اليها بأعين حاقده ووجوه مستنكره .. هربت هى منها بالخروج سريعا والابتعاد حتى لحقتها صديقتها التى اوقفتها بصعوبه ..
فجر بخجل مش عاوزه ولا كلمه يارحاب
رحاب بوجه حزين يعنى مش هتفهمينى اللى حصل ده معناه ايه
فجر ملوش معنى .. انا نفسى مااعرفش
رحاب انتى كنتى فى عالم تانى حرفيا وهو كمان .. انتى عارفه انكوا فضلتوا تبصوا لبعض لاكتر من دقيقه ..
فجر بخجل انا سرحت ومكنتش حاسه انه بيبصلى
لم تجد فجر مفر من قول الحقيقه لصديقتها فاجابت بصى ياستى انا هقولك على كل حاجه ..
روت لها فجر عن اخاه الوسيم والذى رأته من بعيد عده مرات دون ان تحدثه او ترى وجهه عن كثب .. وكيف اعجبت به وهو لايدرى شيئا عن وجودها ..
فغرت رحاب فاها غير مصدقه بقى القمر ده فى منه اتنين
رحاب تفتكرى ممكن يطلعوا توأم
فجر مش عارفه بردو
ظهرت ملامح السعاده على وجه رحاب وهى تضيف كده اتحلت واحد ليا وواحد ليكى
اجابتها فجر بشرود تفتكرى اخوه ممكن يبقى مفيش حد فى حياته او يعجب بيا
رحاب بجديه طيب ماتظهرليه
تعالت ضحكات رحاب موضحه اقصد يعنى اما تشوفيه اطلعى خليه يشوفك وياخد باله منك
فجر تفتكرى ممكن يكلمنى
رحاب بثقه وحتى لو مكلمكيش كلميه انتى عادى مش ساكنين فى نفس البيت دورى على اى حجه ..
فجر ده رأيك يعنى .. ماشى ححاول
رحاب بسعاده ايوه بقى والله وهنبقى سلايف ونقعد مع بعض فى نفس البيت يابت يافجر ..
ارتفعت ضحكات فجر قائله والله مامصبرنى عليكى غير خفه دمك دى ودماغك اللاسعه .. تعالى نروح نقعد فى الكافيه شويه ..
انهت فجر يومها بالذهاب لاختيار الماسكات الخاصه بالحفله التنكريه مع صديقتها رحاب وشراء اللازم لحفل غد .. اختارت ماسك رقيق على شكل فراشه تتداخل به الالوان المبهجه .. احبته فور رؤيته فاختارته واضافت عليه بعد الاكسسوارات من نفس الالوان لرقبتها واصابعها ..
اما رحاب اختارت ماسك ذهبى ينتهى بقطع سوداء من الدانتيل ..اظهر جمال عينيها وبياض بشره وجهها النقيه ..
عقب رجوعها الى منزلها .. امضت فجر ماتبقى من امسيتها فى نافذتها تنتظر ظهوره لكنها لم تراه بعكس ماتمنت ..فاحست باحباط شديد يسيطر عليها ولم تستطع النوم حتى وقت متأخر بعد ان فقدت الامل فى رؤيته ..
نامت هى ولم تشعر هى بذلك المحب فى الاعلى وقد جفاه النوم هو ايضا .. حيث قضى ليلته ناظرا من شرفته ينتظر ظهورها بعد ان فشل فى ابعادها عن مخيلته ..
كيف سيطرت عليه الى هذه الدرجه ..وهو من تتمناه اجمل الجميلات ..لكنها مختلفه .. هى شرسه متمرده وفى نفس الوقت رقيقه هادئه كالنسمه العطره .. دخلت الى قلبه وثبا دون ان تخطو .. شغلت عقله وتفكيره .. فكم من مره راودته تلك الفكره الچنونيه ليقتحم غرفتها ويأخذها بين احضانه رغما عنها منذ اول يوم قطنت به منزله .. لكن يكفى انه ادمن عناقها عشرات المرات فى مخيلته دون ان تدرى هى ..
اتى الغد واستيقظت فجر من نومها بتكاسل .. لم تجد رغبه فى ذهابها الى جامعتها بل فضلت الجلوس للاستذكار فى الحديقه .. فتناولت فطورها مع والدها والذى غادرها بعد ذلك ليستعد للخروج ..
بالطبع لم تستطع الاستذكار فعيناها وعقلها يتجولان مابين باب الفيلا والشرفات من
متابعة القراءة