رواية فائقة الروعة الفصول من ستة واربعون للاخير

موقع أيام نيوز

لك و ارجعك ليا من تاني.
لم ترد و لكنها ابتعدت عنه خطوة فذهب خلفها و وقف في مواجهتها و سألها بهدوء و أمل...
عاصم ليه يا سارة.. ليه بتبعدي عني اوي كدة.. ليه لحد دلوقتي مش عايزاني أقرب منك حتى لو بالكلام.. مش كفاية بعد يا سارة..
لم ترد أيضا فتنهد بيأس...
عاصم عموما انا مش هاضايقك.. انا هادخل اخد دوش و اطلع انام هنا على الكنبة و مش هاضايقك نهائي.. عن إذنك.
تركها و رحل و لم ينتظر ردها.. فكرت هي في كل ما حدث.. فهو بالفعل قد كان عند كلمته و لم يضايقها و لكنها زوجته و هو زوجها و حقه ان يحاول ان يعيد لحياته الحياة..
فقررت ان تحاول هي أيضا و انها لن تدعه يجدف في قارب حياتهما وحده..
و عندما خرج كان يرتدي بنطال قطني فقط و ذو جزع عار.. فإبتسمت بحنين لمعركتهما الصغيرة كل ليلة فقررت ان تذكره بها... ذهب هو و جلس إلى الأريكة و جهزها لكي ينام فقررت ان تبدأ روتينها الليلي الذي قد توقف منذ مدة طويلة...
سارة ممكن اعرف إيه اللي انت لابسه ده
عاصم بلا اهتمام إيه.. بنطلون.
سارة هاتبرد كدة
عاصم و قد تذكر نقاشها الحاد معه كل ليلة فابتسم هو أيضا هايدفيني.
سارة و هايدفيك ازاي بقى و انت على الكنبة و انا هنا على السرير..
نظر لها دون حديث.. فأكدت مقصدها بعينيها و قالت....
سارة تعالى يا عاصم نام هنا.. عشان ماتبردش بس.
إتجه نحوها دون حديث و تمدد بجوارها ثم سألها بتحفز فأردفت...
عاصم عايزاني بجد يا سارة عايزاني انام جنبك
سارة مش هاقدر اوعدك بحاجات كتير.. بس اعتبرها خطوة لقدام.. ممكن
عاصم طبعا ممكن.. بس بشرط لو خلتيني .. بس و الله
هزت رأسها إيجابا و نقلت رأسها من الوسادة لصدره و إستقبلها هو بفرحة ملأت صدره عن أخره.. و نعم لأول مرة منذ إنتقالهما بليلة نوم هادئ دون قلق ولا أرق.. لم تزورها كوابيسها الليلة لأنها تمام في مكان أمانها.. و نام هو دون قلق على حبيبته.....
و في يوم السبوع..
كان الجميع في منزل عاصم يعمل على قدم و ساق يجهزون لحفل السبوع إحتفالا بوصول زياد أول إبن و أول حفيد للعائلتين.
و في المساء بدأ المدعوون في الحضور للمنزل و لم يكن هناك غريبا في تلك الليلة فقط الأهل..
عائلة الاستاذ جميل و الحاج عبد الرحمن و أيضا عائلة الدكتور صبري الذي كان يتابع حالة سارة مع عاصم سرا حتى يوجهه في كيفية التعامل معها عندما رفض رفضا قاطعا أن يحتجزها صبري لمدة بسيطة في مشفاه حتى تمر مرحلة الإكتئاب التي تمر بها.
و لكنه قرر أن يساعده في الخفاء حتى لا تشعر سارة انها أصبحت مريضة... الشئ الذي من شأنه أن يدهور حالتها أكثر و أكثر.
و كان من أكثر التعليمات الذي أصر عليها صبري هو ان يتركها عاصم كما تريد و ألا يضغط عليها حتى تستقر نفسيتها و تتقبل ما حدث..
كان عاصم قد أوكل مهمة تزيين الحديقة و الفيلا من الداخل لشركة تنظيم حفلات كبرى و تم بالفعل تزيين المنزل بأكمله بشكل جميل و رائع لم يكن ينقصه شئ إطلاقا.
بدأ الإحتفال في بهجة و فرحة الجميع.. كان الجميع يحتفلون و هم يغنون حول الطفل بفرحة.
و كان آسر يحمل طفله بسعادة غامرة حتى جاء دور هنية في التحكم في ذلك الحفل فقالت بنزق..
هنية هو إيه السبوع اللي من غير غربال ده
عاصم مين اللي قال كدة... ثواني.
هدى غربال إيه بس يا ماما و منخل ايه.. الكلام دة قديم اوي.
هنية بلا جديم بلا چديد.. هاتيلي الواد و الغربال احسنلك.
سارة خلاص بقى يا هدى.. مش عايزين نزعل ماما هنية مننا.
آسر آه والنبي يا هدى.. هايبقى شكلك تحفة و انتي بتعدي على الغربال.
هدى ماشي يا ظريف.. بس استنى عليا.
و حضر عاصم و هو يحمل غربال جميل مزين ببعض الألعاب و الورود الجميلة و أعطاه لوالدته..
عاصم خدي يا ام عاصم.. و ادي أحلى غربال لأحلى زياد.. ولا تزعلي نفسك.
هنية بعد ان أخذت منه الغربال هاتي يا هدى الواد ياللا.
اعطت هدى طفلها لوالدتها و وقفت بجوار زوجها و وقف عاصم محتضنا كتفي زوجته و وقفا يشاهدان ما يحدث ببسمة أمل و تمني...
أما هنية فشرعت في وضع الطفل بداخل الغربال و طلبت من فاطمة...
هنية بت يا فاطنة هاتيلي سکينة من المطبخ جوام يا بت.
هنية حالا يا ستي الحاچة.
آسر إيه يا ام عاصم هو انتي هاتدبحيه ولا إيه... هو زعلك اوي كدة.
هنية بعد الشړ عنيه.. تف من بجك يا واد.
آسر بمزاح اتفو... بس عايزة السکينة ليه
هنية عشان احطها فوجيه چوة الغربال.
هدى ليه يا ماما بقى.
صبري و الذي كان موجود بصحبة عائلته عادات و تقاليد يا هدى مالهاش اي تفسير ولا لازمة حتى.
هنية ماليكش صالح يا صبري.. خليك انت في مصر
تم نسخ الرابط