رواية فائقة الروعة الفصول من سبعة وثلاثون للاربعون

موقع أيام نيوز

كان بجانبه والده الذي لم تقل حالته عن حالة إبنه..
و لكن آسر و هو الذي أعتاد على تلقي الصدمات و الوقوف بجانب الجميع و خاصة شقيقته.. مسح دمعة حبيسة في عينيه و رد على الضابط..
آسر ايوة يا حضرة الظابط.. اتفضل.. انا جوز اخته و اخو مراته.
الضابط آه اهلا.. أنا طبعا مقدر الظروف جدا و عشان كدة جهزت كل الأوراق و خلصت كل الإجرائات.
آسر احنا متشكرين جدا لحضرتك.. يعني دلوقتي نقدر ناخده عشان... قصدي عشان.....
لم يقو لسانه على نطقها فتفهم الضابط موقفه و حزنه فرد على سؤاله الغير مكتمل....
الضابط ايوة تقدرو تاخدوه.. بس الأول لازم الطبيب الشرعي يشوفه عشان يكتب تقريره.
و قبل ان ينطق آسر جائهما رد عاصم الحاسم الذي لن يقبل النقاش..
عاصم لا.
آسر إيه يا عاصم في ايه
عاصمنظر إليهم بعيون بلون دماء الڠضب و الحزن ماحدش هايلمس ابني.. 
الضابط يا استاذ عاصم ماحدش هايلمسه بس الدكتور لازم يكتب تقريره عشان نرفقه بملف القضية.
عاصم و انا قولت لا يعني لا.. مش هاسيبلكم ابني تشرحو فيه.. لا.
الطبيببهدوء و تقدير لحالته ماتخافش يا استاذ عاصم... انا مش هاشرح الچثة.
اغمض عاصم عينيه پألم عندما سمع كلمة چثة و الطبيب يطلقها على ولده الذي لم يستطع ان يحمله بين يديه حتى.. لم يرى وجهه و تفاصيل ملامحه إلى الأن.. فتراجع الطبيب بحرج..
الطبيب احم.. انا اسف.. بس صدقني ماحدش هايأذيه ولا هايجرحه.. انا بس هاكشف عليه بإيدي بس عشان اكتب التقرير.
نظر له عاصم و هو يطلب وعد لما قاله فأكد الطبيب حديثه...
الطبيب صدقني يا استاذ عاصم مافيش حد هايمد ايده عليه.. و انا بديك كلمتي.
أومأ له عاصم بحزن يفتك بملامحه فما بال قلبه..
دخل الطبيب لكي يكمل عمله و ينهي كتابة تقريره.. ثم أنتهت الإجراءات و تم إستخراج تصريح بالډفن في نفس اليوم حسب طلب عاصم و الذي بسببه قد أجرى عدة إتصالات بمعارفه في وزارة الداخلية و المحافظة أيضا حتى ينهي كل شئ في أسرع وقت .
إستلم شهادة الۏفاة و نظر لها و لم يستطع كبح دموعه المقهورة الصامتة فرآه والده و إقترب منه ربت على كتفه...
عبد الرحمن ياللا يا ولدي.
نظر له عاصم بنظرات فارغة خاوية و قال ...
عاصم طلعتله شهادة ۏفاة بدل ما اطلعله شهادة ميلاد.
إحتضنه عبد الرحمن مربتا على كتفه بدعم و لم يتجرأ على قول كلمة واحدة.. فما يمكن أن يقال و يخفف و لو قليلا على قلب أب فقد وليده قبل أن يحمله و يرى وجهه.
عبد الرحمن هايعوضك.. ربنا هايعوضك يا ولدي اني عارف.. انت بس جول يارب.
عاصمو هو يمسح دموعه يارب يابوي... يارب.
أرسل الحاج عبد الرحمن سيارته إلى المشفى التي تسكن بها سارة و أرسل معها الخبر الذي زلزل كيان الجميع.. صدمة و قهر و حزن كان أقل ما يقال عن حالهم.
علا نحيب و عويل الحاجة هنية على فقدانها للحفيد الذي انتظرته طويلا.. بكت و بكى من معها على فقيدهم و على حال عاصم الذي وصفه لهم الغفير.
و زاد حزنهم بالأكثر على الأم التي فقد وليدها قبل ان تراه او تحمله و لو لمرة واحدة.. و هي حتى لا تدري شيئا مما يدور حولها.
عادت هنية مع هدى إلى السرايا لتلقي واجب العزاء و ذهب جميل حيث تقع مقاپر العائلة كي يودع حفيده الذي لم يقابله بعد مع باقي العائلة.
و ظلت سعاد بجوار ابنتها تبكي حفيدها و حال ابنتها عندما تستقبل الخبر..
خرج عاصم و من معه من المشفى بالسيارة التي يقودها اسر.. و كان عاصم يجلس بجواره يحمل وليده في كفنه.
و يالقساوة ذلك المشهد..
أب يحمل ابنه إلى قپره و هو لم يرى لون عينيه حتى.
انتشر الخبر في أنحاء الكفر كالڼار في الهشيم و تجمع على إثره كل رجال الكفر في غضون ساعة او اقل ليخرجوا في جنازة مهيبة صامتة دون دعوة.. فكل اهل القرية يدينون لتلك العائلة بالكثير.
دخل عاصم إلى القپر لكي يضع جثمان إبنه الذي راح ضحېة حقد و كره و أنانية إمرأة لا تعرف معنى الرحمة.
فقدت عقلها الذي طالبها بكل شئ.. طمع بكل شئ.. طلبت حب عاصم و إخلاصه و أمواله و أبناء منه و لكنها لم تكن مستعدة لإعطاء أي شئ في المقابل.. فحرمها الله من كل شئ.
دخل به و وضعه بجانب جد عاصم و أخذ يحدثه قليلا بدموع الحزن...
عاصم ياسين حبيبي انت سامعني صح... انا عارف ان انت سامعني..
خاېف يا حبيبي أنا مش عايزك تخاف.. انا ابني راجل مايخافش.. شوف حتى انا مارضيتش اسيبك لوحدك و جيبتك هنا جنب جدي.
جدك صالح.. كان بيحبني اوي و انا كمان كنت بحبه اوي اوي..صح يا جدي
عارف انك زعلان عشان بكلمه بحراوي مش صعيدي.. بس دة كان اتفاق بيني و بين أمه عشان يدخل مدرسة حلوة.
خد بالك منه يا جدي بالله عليك..
تم نسخ الرابط