رواية فائقة الروعة الفصول من اربعة وثلاثون لستة وثلاثون
المحتويات
الغرفة.. لم يعلق على ذلك و لكنه حاول تغيير الموضوع...
عاصمسألها بنبرة هادئة طيب مش هاتتغدي
سارة يا عاصم بقولك عايزة انام.. مش عايزة اكل انا.. عايزة اناااااام.
عاصم خلاص يا سارة زي ما تحبي.
ترك الفراش و اتجه نحو المرحاض و لكن عينيه ذهبت نحوها تلقائيا فوجدها تنام بعمق دون اي منغصات.. فتعجب هو لها.. فهي لم تكن من هواة النوم بهذه الطريقة من قبل..
فجلس بجوارهما على مقعده...
عاصم كيفك يابوي
عبد الرحمن زين يا عاصم.. كيفك انت
عاصم الحمد لله يابوي.
هنية اومال مرتك فينها عاد مانزلتش معاك ليه عشان نتغدو
عاصم لا مالهاش كيف.. نعسانة.
عاصم معلش.. دلوجتي تجوم و تاكل..
أكملوا غدائهم في بعض الأحاديث السطحية عن العمل و أحوال القرية.. و تطرقت هنية الى الحديث عن هدى و زوجها و مدى اشتياقها لها.. و لكنها لاحظت شرود عاصم و انه لم يأكل سوى بعض اللقيمات الصغيرة.
فسألته بحنان ....
هنية مالك يا عاصم ماعاتاكولش ليه يا ولدي
هنية يا ولدي كمل وكلك.. دة صحنك كيف ماهو.
عاصم معلش مالياش نفس.. هاروح اني اشوف شغلي.. بالإذن.
تركهما في حيرتهما ليتسائلا عما يحدث ..
عبد الرحمن هما متخانجين ولا ايه
هنية ماخبراش.. بس كانهم اكده.
عبد الرحمن حد منيهم جالك حاچة
هنية لا.. بس هي مالهاش كيف بجالها مدة.. و هو كيف ما انت واعيله.. لا بياكل ولا بيشرب طول ماهي اكدة.. اني هابجى اطلع اسألها.
هنية ليه طيب
عبد الرحمن اكده.. مالكيش صالح وخلاص.. لو عايزين يجولولنا هايجولونا.. انما أحنا مالناش صالح.. مانتدخلش بيناتهم.
هنية بس يا حاچ...
عبد الرحمنمقاطعا مابسش يا حاچة.. جولتلك مالناش صالح.. هما أحرار يحلو اللي بناتهم بروحهم.
هنية اللي تشوفه يا حاچ.
عاد عاصم مرة أخرى إلى عمله و لكنه كان بذهن مشتت.. فأخذ يفكر في سارة و أحوالها.. فقد كانت متغيرة في الفترة الأخيرة... لا تتصل به كعادتها كل عشر دقائق.. لا تشاركه اختيار ملابسه كل صباح لكونها نائمة..
شعر انها تتهرب منه و لكن لماذا.. فهو لم يفعل ما يغضبها منه.. فلما يشعر بها تبتعد عنه متعمدة..
أخذ يفكر و يفكر و لم يهديه عقله لإجابة ترضيه.. فقرر ان يعطيها فرصة أخرى حتى إن كانت مريضة او إن كانت دراستها لرسالة الدكتوراة تؤثر عليها لتعود لطبيعتها..
صعد لها فوجدها نائمة على نفس حالها عندما تركها ظهرا... أقترب منها و جلس بجانبها ربت على كتفها ليوقظها..
عاصم سارة.. سارة حبيبي..
تململت في نومها و مددت ذراعيها بنوم...
سارة إيه بس يا عاصم.. بقولك سيبني انام شوية كمان.
عاصم ما انا سايبك يا سارة من الضهر و انتي نايمة.. مش معقول كل دة و ماشبعتيش نوم.
سارة ازاي دة.. ليه.. هي الساعة كام
عاصم 9 و نص.
سارةبتعجب يااااه.. معقولة انا نمت كل دة
عاصم ايوة.. انا عايز اعرف بقى انتي حكايتك إيه.. طول الوقت نايمة او عايزة تنامي.. و مهمدة و مدروخة.. في ايه.. انتي تعبانة طيب و مخبية عليا
سارة لا يا عاصم.. تعبانة ايه مش تعبانة ولا حاجة.. بس مش عارفة مالي كدة كسلانة اوي و طول الوقت عايزة انام.
عاصم خلاص أحنا نروح بكرة المستشفى نكشف و نطمن و نعرف في ايه..
سارة يا حبيبي مش مستاهلة صدقني.
عاصم لا مستاهلة... وشك اصفر و مابتاكليش و طول الوقت مقضياها نوم.. يمكن نقص فيتامينات ولا حاجة.
سارة لا مش هاروح انا.. و صدقني لو حسيت بأي تعب أكيد هاقولك.
عاصم يا سارة بس ..
سارةوضعت يدها على شفتيه مقاطعة من غير بس.. صدقني لو حاسة اني محتاجة لدكتور أكيد انت اول واحد هاتعرف.. خلاص بقى..
قبل هو يدها الموضوعة فوق فمه بحب و قال بمكر..
عاصم طيب موافق.. بس بشرط.
سارة شرط إيه
عاصم تعوضيني الساعتين بتوع الصبح اللي نمنا فيهم دول..
توترت هي و ابتعدت بشكل سريع و مفاجيء له بشدة.. فقامت من الفراش سريعا...
سارة يووه بقى يا عاصم.. و دة وقته دة زمانهم مستنينا على العشا.. عيب يستنونا كدة.
عاصمنظر لها بريبة لا كان بيهمنا حد ولا حاجة.. ما اللي يستنى يستنى.
سارةو هي تتجه نحو المرحاض بسرعة كنا عرسان جداد بقى.. لكن دلوقتي عيب نخليهم يستنونا.. انا هاقوم اغير هدومي عبال ما تغير انت كمان.
تركته عابسا و اتجهت نحو غرفة الملابس الملحقة بالغرفة تحت أنظاره الحائرة
متابعة القراءة