رواية فائقة الروعة الفصول من سبعة وعشرون لتسعة وعشرون
المحتويات
اتفضلو اجهزو..
و بالفعل خرج اربعتهم ليتناولو العشاء في أحد المطاعم القريبة منهم.. قضوا وقت ممتع و جميل كله مرح و ضحك حرصت عليه سارة خاصة حتى لا يشعرون بما يختلج بقلبها من ألم..
فهم عائلتها.. سندها و عزوتها و لم ترد لهم أن يتألمو من اجلها..
و في صباح اليوم التالي...
استيقظ عاصم لروتينه اليومي الذي اهلك روحه.. فكالعادة لم ينم سوى ساعتين ككل ليلة من تفكيره في حبيبته.. ارتدى ملابسه و نزل الى طاولة الفطور ليجد عائلته مجتمعة كعادتهم..
عبد الرحمن ها يا هدى... آسر عامل إيه.. خلص شجته ولا لسة
هدى الحمد لله يا بابا.. قرب يخلصها خلاص.. فاضل بس النقاش و يبقى كله تمام..
عبد الرحمن على خيرة الله.. طيب و انتي مش ناجصك اي حاچة
هنية واه عاد.. عايزة الناس تاكل وشنا اياك هاشهد ابوكي.. ينفع يا حاج بتك تدخل بيت چوزها ناجصها حاچة ولا يجولو ان الحاچ عبد الرحمن مامچهزش بته زين
عبد الرحمن لا طبعا مايرضينيش.
هدى بغيظ طبعا و هو حضرتك غرمان إيه..
عبد الرحمن بذهول واه واه واه.. كيف يعني ماغرمانش.. مش اني اللي هادفع ولا إيه..
قهقه عبد الرحمن على تلك المشاغبة التي تعبت من شراء مستلزمات زفافها خاصة عندما لاحظ عيون زوجته التي تشع ڠضبا..
هدى حلو اوي.. طالما ليا يبقى انا بقولك قدام جوزج اهو مش لازم مصر...كفاية هنا.. و انا بعدين لو لقيت حاجة ناقصاني هابقى اجيبها..
هنية و تدخلي ناجصك حاچة ليه.. و چوزك يجول علينا إيه..
عاصم و قد وجدها فرصة لرؤيتة سارة خلاص انا ممكن انزل معاكم مصر.. كدة كدة عندي اجتماع مهم في الشركة لازم احضره بنفسي.. و كمان تجيبو اللي انتو عايزينه.
عاصم عقد حاجبيه بدهشة ماتعبش نفسي و بعدين أحنا من امتى في بينا شكر يا هدى.. انتي اختي..
هدى و انا مش عايزة اشتري معاك حاجة.
صړخ عبد الرحمن فيها پغضب.. فبرغم الموقف الذي يأخذه من عاصم الا انه ابنه الوحيد و كبير البلد بعده.. و لن يسمح بأي شخص مهما حدث بأن يقلل من شأنه مهما حدث..
هدى تراجعت بخجل مش قصدي يا بابا.. بس أحنا هانشتري حاجات حريمي.. و ماينفعش يبقى معانا رجالة..
عاصم بهدوء ينم عن حزنه لتدهور علاقته بشقيقته الوحيدة و انتي من امتى بتتكسفي مني يا هدى
لم تعلم بما ترد عليه.. هل تقول انها غير راضية عنه و عن تصرفاته مع سارة.. ام تقول انه تخاف من أن يغير آسر رأيه عن زواجه منها بسبب ما فعل مع سارة.. أم تقول انها حزينه لحزنه و حزن سارة أيضا.. ففضلت السكوت كأنسب رد..
عاصم وقف بتعب الحمد لله.
هنية على فين يا ولدي ماكملتش وكلك..
عاصم شبعت ياما الحمد لله.. بالإذن.
تركهم و خرج بعد أن ألقى نظرة عتاب على هدى و التي فهمتها على الفور.. ثم عنفتها والدتها قائلة...
هنية ماهتبطليش انتي كلامك اللي زي السم ده
هدى يووه يا ماما و انا كنت قولت إيه يعني.
عبد الرحمن مش لازمن تكوني جولتي حديت عفش.. كفاية طريجتك مع اخوكي الكبير..
هدى و الله يا بابا عاصم صعبان عليا اوي.. بس كمان مش قادرة اسامحه على اللي هو عامله في نفسه و في سارة.. انتو ماتعرفوش آسر بيقولي إيه عنها..
هدى مالها ياهدى البت.. ماتنطجي.
هدى مافرقتش كتير عن ابنك.. لا اكل ولا شرب ولا حتى نوم.. لما بكلمها على النت ماببقاش عارفاها.. شكلها اتغير اوي..
عيونها اتطفت.. و شها تعب.. مابقتش هي سارة اللي بتضحك و تضحك كل اللي حواليها و كانها كبرت 50 سنة في الكام يوم دول... طيب بالزمة مش حرام..
عبد الرحمن هانعمل إيه يا بتي.. جدرهم اكده.
هنية بإستعطاف ماتتحدت معاه انت يا حاچ..
عبد الرحمن بعناد كاذب فهو ولده و حزين على حاله و اني هاجوله إيه يا ام عاصم.. ولدك ماهواش صغير.. ولدك راچل يعرف مصلحته زين.
هنية عارفة يا حاچ.. بس برضيك انت الخير و البركة... كلمتين منيك يردوله عجله...
عبد الرحمن الحكاية مش في عجله.. الحكاية في جلبه..
هنية بس أنت افتح معاه حديت و ربنا هايسهلها من عنديه..
عبد الرحمن و هو يقف و يستعد للرحيل
متابعة القراءة