رواية فائقة الروعة الفصول من سبعة وعشرون لتسعة وعشرون
المحتويات
بتاعتها.
عبير پصدمة اكبر انت.. انت عاتجول إيه.. و چبت الحديت ده منين.
عاصم مش بجولك غبية.. ناسية انتي اياك الكامرات اللي اني زارعها في كل حتة في الدار و في الچنينة كمان.
بعد ما دخلت هي المستشفى روحت اني اشوف الكامرات عشان اعرف الحنش دة خش لها العربية كيف.. و اني متوكد ان مافيش لا حنش ولا حية تجدر تهوب ناحية الدار عشان اني مأمنها زين جوي.
لحد ما واحد منيهم جالي انه بايع واحد كيف اللي لجيناه في العربية من جيمة يومين جبل الحاډثة لحد من نواحينا.
فضلت ادور لحد ما عرفته و ماكنش صعب اخليه يجر و يقول على اللي وزه يشتري حنش و جالي كمان هو عمل بيه إيه..
حامد پصدمة اكبر و كأنه يرى تلك المخلوقة الأول مرة و كمان حاولتي تجتلي الدكتورة دي
عبير صړخت بدموع ايوة صح.. صح.. و لو رچع بيا الزمان هاعمل كدة تاني و تالت و مليون.. عاصم دة حجي انا.. بتاعي انا .
عاصم بصوت اهتزت له اركان المنزل اني مش لعبة في يدك.. مش لعبة في يدك يا عبير تسيبيني وجت ما تزهجي منها و ترچعيلي لما يچيلك مزاچك.. اني مش بتاعك.. فاهمة.. مش ليكي.
عاصم ايوة بتاعها.. بتاعها هي و بس.. اني ليها هي و بس.. انا قلبي و عقلي و روحي و كياني كله ليها هي و بس.. بتاعها هي و بس.. و اياكي مرة تانية تتعرضي لها لا بخير ولا بشړ.. فاهمة و إلا ساعتها هانسى انك بت عمي و هاتشوفي عاصم عمرك ما عرفتيه جبل اكده.. فاهمة
حامد بحسرة على حال ابنته يا خسارة.. يا الف خسارة يا عبير..
تركهما معا وسط دموع عبير المصډومة و ليست النادمة و توعدها لسارة بالويل و العقاپ المناسب لها لأنها اخذت زوجها.. و ذهب هو كي يبتعد عن ذلك الجو الموبوء الذي تشكلانه زوجته و ابنته.. جلس وحيدا بداخل مكتبه يعيد حياته مع زوجته و حياة ابنته المرفهة و التي تعلمت ان تحصل على ما تريد دون حدود.
و لكن ما خفي أعظم يا حامد..
مرت الأيام التالية ثقيلة على الجميع.. خاصة عاصم و سارة..
فقد لازمت سارة غرفتها و لم تخرج منها سوى لدقائق قليلة حتى تأكل بعض الطعام بعد إلحاح أسرتها كلها عليها.. ثم تعود لعزلتها مرة أخرى..
حتى انها رفضت العودة للعمل بعد ان طلب منها الدكتور صبري ذلك بعد أن علم ما حدث.. فما كان من الجميع الا الانصياع لرغبتها بتركها حتى تعود للحياة على مهل كما طلبت..
أما عاصم فقد تدهورت حالته جدا.. حيث أنه ألتزم الصمت و الوحدة.. أصبح يومه روتيني للغاية لا يتغير به شيئا.. يستيقظ مبكرا كعادته.. يأخذ حمامه و يرتدي ملابسه و يترك غرفته دون تناول كوب الحليب الذي تعده له والدته كل صباح..
و لم يعد يمارس رياضته الصباحية المعتادة.. فلم يصبح له طاقة ولا رغبة في أي شئ..
ثم ينزل يجلس مع أسرته على طاولة الافطار ينظر الى ذلك الكرسي الذي كان يحتويها و تلوح على ثغره إبتسامه لمجرد تخيله لها و أنها تجلس عليه و تبتسم له.. و لكنه يفيق سريعا من احلامه على حقيقة فقدانه لها.. و يا لها من حقيقة مؤلمة...
حتى انه يتناول بعض اللقيمات الصغيرة حتى لا يحزن والدته.. يتناول فقط ما يجعله على قيد الحياة.. و حتي يقتنع الجميع بأنه بخير و لكنهم يعلمون الحقيقة..
مر أسبوعين على اخر لقاء بينهما و على معرفتها بسبب تغيره الحقيقي..
كانت تجلس بغرفتها حزينة كالعادة تفكر به.. كانت تتكيء على فراشها سارحة فيه.. تتذكر صوته و ملامحه التي حفرت بسهولة في ذاكرتها و عينيها.. تتذكر ذكرياتهما القليلة معا.. صوته المطمأن أحضانه الدافئة.. و كل ما يتعلق به...
فبرغم كل ما حدث فهي لم تستطيع ان تنساه و تفرغ من حبه بهذه السهولة.. فعشقه كان متعمقا بشرايين قلبها كډمها بالضبط..
متابعة القراءة