رواية فائقة الروعة الفصول من سبعة وعشرون لتسعة وعشرون
المحتويات
يرد على الفور... فغلب الڠضب على عاصم الذي صړخ بهاتفه پغضب مما جعل والده يسأله بقلق...
عبد الرحمن مالك يا ولدي.. عاتتصل بمين دلوجيت..
هنية أكيد هي.. صح و ماعتردش طبعآ..
عاصم و هو بعيد الإتصال لا ياما.. مش هي.. عشان اني عارف اني حتى لو كلمتها 1000 مرة مش هاترد.
هدى بتهكم حقها.
عاصم عارف يا هدى انه حقها بس مش وقتك دلوقتي.. ها.. و خليكي محضر خير ماشي.
عاصم انتي.. والله ما بيقلقني غيرك انتي و جنانك.. ربنا يستر.
عبد الرحمن يا ولدي ما تجول عاتحدت مين المهم دلوجتي
عاصم بكلم واحد صاحبي يابوي.. ظابط و يمكن يساعدني لو مالحقتهاش قبل ما تدخل الطيارة.
و ظل يحاول الاتصال دون رد.. و لكن بعد إتصالين تلقى إجابة اخيرا فإنفجر فيه عاصم بدون مقدمات...
عاصم بعصبية مفرطة نابعة من خوفه من ألا يلحق بها الو.. إيه يا كمال.. إيه يابني ساعة عشان ترد.
عاصم كمال مش وقت هزار دلوقتي.. اسمعني كويس.
كمال تأهب بإنتباه إيه يا عاصم.. مالك.. في ايه
عاصم انت لسة في المطار صح.. ولا اتنقلت حتى تانية.
كمال لا لسة فيه.. انت عايز حاجة من المطار ولا إيه.
كمال بنفي قاطع مستحيل طبعا.. لو مش من الركاب يبقى مستحيل تطلع الطيارة.
عاصم بعصبية كمال.. اتصرف انا لازم ادخل لحد الطيارة لو حكم الامر.
كمال طيب ما تفهمني في ايه عشان اقدر اتصرف صح.
عاصم من غير تفاصيل عشان مش وقته.. كل اللي اقدر اقولهولك في حد مسافر على الطيارة دي و انا لازم الحقه.. لازم.
اغلق هاتفه و عاد لطريقه و إلى دواسة البنزين المسكينة التي أخذ يطحنها بقدمه...
أما عند سارة بالمنزل..
فقد خرجت مع ذويها من باب البناية و ركبوا جميعا سيارة آسر كي يرافقونها إلى المطار...
سارة والله يا جماعة بجد انا مش شايفة اي داعي انكو تيجو معايا لحد المطار..
سارة صدقيني يا ماما الحكاية مش مستاهلة.. انا كلمت الجامعة هناك و ظبط معاهم.. و كلمت مايك و ميج عشان يحجزولي اوضة في مدينة الجامعة و كل حاجة مترتبة.
سارة والله يا ماما ابدا.. بس كنت برتب اموري عشان ماخليكوش تقلقو عليا.. والله بس.
جميل خلاص يا سارة.. هانوصلك المطار و خلاص.. و خلص الكلام..
آسر خلاص يا سو بقى.. سيبينا براحتنا زي ما سيبناكي تسافري براحتك..
تنهدت بثقل و صمتت دون تعليق.. فهي سوف تفتقد اهلها كثيرا.. فهم عائلة مترابطة جدا يحبون بعضهم و لا يستطيع احدهم الاستغناء عن الآخر.. و لكن من الواضح ان القدر له كلمة أخرى...
أما عاصم فقد كان يقود السيارة بنفسه و رفض تماما ان يصطحب السائق معه.. لم يتعجب الباقين عندما بدأت رحلتهم و انتهت في غضون اربع ساعات بدلا من ست ساعات نظرا لسرعته الكبيرة و تهوره الشديد..
لم يستمع لرجاء والدته و هي تدعي ربها بأن يصلوا سالمين ولا لتحذيرات والده.. حتى ان هدى و التي اصبحت تخاف من السرعة الكبيرة بشدة بعد ذلك الحاډث الذي كاد أن يودي بحياتها و تركها قعيدة لمدة كبيرة لم تعلق بل كانت تدعم تهوره حتى يلحقون بسارة.
وصلت سارة و عائلتها أخيرا إلى مطار القاهرة حوالي الساعة الخامسة.. ترجلوا معا و دخلو مع سارة لتكمل إجراءات دخولها..
جلسوا معها على مقاعد الانتظار.. لم يتحدث احدا منهم..
كان والديها يشفقان عليها من حب لا يشفق و حبيب لا يشعر و قلبا عرف طريق اليأس و الألم لأول مرة.. كانت والدتها تجلس بجانبها و تمسك يدها بحنان طاغي و دعم لا نهائي دون حديث.. فقط دموع عينيها التي تآبى فراق ابنتها..
أما سارة فذهب فكرها لعاصم الذي افتقدته بالفعل منذ أن تركت منزله و قبل ان تفارق مصر.. و كانت كلما حاولت ان تبعده عن فكرها التصق به أكثر..
قررت ان تحاول ان تندمج مع عائلتها حتى يحين موعد طائرتها.. و أيضا كمحاولة منها لتتناسى عاصم قليلا.. فوقت الاشتياق أمامها كبير.
و بعد قليل
سمعوا جميعا صوت المضيفة في مكبرات الصوت تعلن عن قيام الرحلة المتوجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
فوقفت سارة و تحركت بصحبة والديها و خلفهم آسر يدفع ذلك الحامل الذي عليه حقائب سارة..
احتضنت سارة والديها لتودعهما....
سعاد بدموع خلي بالك من نفسك يا حبيبتي.. اتغطي كويس بالليل.. أمريكا برد دلوقتي.. و كلي كويس.
سارة حاضر يا
متابعة القراءة