رواية فائقة الروعة الفصول من اربعة وعشرون لستة وعشرون

موقع أيام نيوز

كل شئ هايتصلح بإذن الله..
سارة ان شاء الله.. تصبحي على خير...
هنية و انتي من اهل الخير.
تركتها هنية و دخلت لغرفتها.. و اتجهت سارة لتدخل إلى غرفتها و لكنها لم تدخل.. نظرت لمكانها مع عاصم بحنين و شوق و ألم كبير... و قررت أن تدخل الى هناك لمرة اخيرة فهي سترحل بعد يومين و لن تسنح لها الفرصة مرة أخرى لتزور تلك القاعة... خاصة بعد ان علمت انه توجه لغرفته لينام... فعلمت انه ليس هناك..
دخلتها و جلست ليمر امام عينيها شريط علاقتها القصيرة معه.. حديثه الحنون.. ضحكته التي لم تسمعها سوى في وجودها و التي لم تخرج سوى لها.. كلامه المعسول و ذراعيه التي ضمتها بدعم و حب..
وجدت نفسها تبكي دون وعي.. تبكي حبها الأول و چرح قلبها... تبكي معاملته القاسېة لها.. تبكي احلامها الضائعة.. بكت قلبها المكسور.. بكت و بكت و لم تشعر بصوتها الذي يرتفع و ېمزق القلب.
أما هو..
فعندما شعر بجدران غرفته تضيق عليه و ټخنقه خرج إلى تلك الشرفة حتى يتنفس بحرية.. فقد اصبح هذا المكان هو مكانه المفضل اكثر من السابق.. المكان الذي يشعر فيه ان حي بحق.. المكان الذي يجعله يتنفس بحرية و براحة اكثر من غيره.. دخل و جلس بعيدا عن مكانهما معا ليتأمله بحزن.
فهنا ضحكا.. و هنا تعاتبا.. و هنا كانت بدايتهما.. ااااه يارب... لما تحملني ما لا طاقة لي به.. لما تعطيني ما لا استطيع حمله.. فساعدني يا رب.. ساعدني يا الله.
ظل غارقا في ذكرياته معها حتى سمع الباب يفتح و شعر بها قلبه قبل ان تراها عيناه..
لم يحرك ساكنا حتى لا تشعر به.. فقد كانت تلك هي فرصته الاخيرة حتى يتأملها بحرية للمرة الاخيرة قبل ان ترحل إلى الابد.
ظل يتأمل بكاءها و حزنها و لكنه لم يحتمل دموعها و نحيبها اكثر من ذلك.. خاصة عندما لسعتها برودة الجو.. ظن هو انها من طقس ديسمبر و لكنها في الحقيقة برودة بعده عنها.
كانت تجلس تحتضن نفسها بقوة حتى تعوض غيابه و شعرت على حين غرة بشئ يوضع على كتفها...
نظرت لتجده يقف خلفها يضعه سترة بدلته على كتفيها للتدفئة...
نظرت له بدموع العتاب التي لم يحتملها فأشاح بوجهه بعيدا و جلس امامها ليسألها بإهتمام..
عاصم انتي كويسة
سارةو قد أوقفت دموعها بكبرياء أنثى ايوة.
عاصم طول عمرك ماتعرفيش تكدبي.
سارةباستفزاز هايبقى انا و انت كفاية انت بتعرف تكدب..
عاصمتنهد بحزن صح.. معاكي حق.. طيب بټعيطي ليه على واحد كداب.
سارة و مين قالك اني بعيط عليك.. ياريت ماتديش لنفسك اكتر من حجمك.
قرر عاصم ان يتحملها حتى النهاية فتلك هي نتيجة جرحه لها.. فإن جرحها فعليه مداواتها أو على الاقل تحملها.. و هذا هو اقل شئ يمكنه ان يقدمه لها...
عاصم اومال بټعيطي ليه
سارة يهمك تعرف
عاصمبكل الحب الذي يغمر قلبه طبعا يهمني.
سارة ليه
عاصمزفر بتعب عشان بغض النظر عن اي حاجة تانية.. فانتي ليكي فضل كبير اوي في البيت دة.. و بقيتي اخت جوز اختي.. فلازم اهتم.
سارةپصدمة بس.. عشان كدة و بس
عاصمتنهد پألم لأنه على وشك ان ېجرحها ثانية ايوة.. بس.
تغلف صوتها پألم لم يعرفه قلبها من قبل و رسم على ملامحها صدمة إجتاحت كيانها و قالت پبكاء و دموع.
سارة انت إيه يا اخي.. جبت القسۏة دي كلها منين.. بلاش تعترف باللي كان بينا.. طيب انت إيه اللي جابك هنا دلوقتي.. المكان هنا مافكركش بأي حاجة خالص...
مافكركش بينا أحنا.. مافتكرتش لما كنا بنقعد هنا بعد ما كل البيت ينام نتكلم و نضحك و نهزر للفجر.. كنت بتشكيلي همومك و مشاكل يومك حتى لو في شغلك و حتى لو مافهمتكش اوي.
مافتكرتش كلمة بحبك اللي قولتهالي هنا.. مافتكرتش احساسك بيا و بوجودي معاك..
وقف هاربا من حصار كلمتها و لكنها ذهبت خلفه و أوقفته بكلامها تمنعه من الهرب..
سارة مافتكرتش يوم ما غبت عنك لما اهلى كانو هنا و اول ما دخلت هنا حضنتني من كتر ما كنت مشتاقلي.. ساعتها لما قلتلك حد يشوفنا قولتلي مش مهم.. اللي يشوف يشوف و انك عايز كل الناس تعرف اننا بنحب بعض.
عاصمبكذب انا عمري ما قولت اني بحبك.
سارةپصدمة انت ازاي تقول كدة انت بتكدب على مين.. عليا و على قلبك.. بإصرار لا قولتها.. و قولتها بدل المرة الف.. و مش بس قولتها بلسانك.. كمان قولتها بأفعالك..
قولتها لما روحت لبيت عمك عشان ماقتنعتش ان عبير و أمها كانو جايين عندي الكراڤان يعتذرولي.. قولتها في كل رسالة اهتمام على الواتس لما كان كريم هنا و انا كنت بمۏت لمجرد انه موجود في مكان انا فيه.
قولتها لما حضنتني في المستشفى عشان تخليهم يسيبوني و مايكتفونيش زي كل مرة بنهار فيها..
قايلها دلوقتي بعنيك دي اللي مليانة حزن و ۏجع... ليه.. ليه يا عاصم.. حرام عليك.
عاصمالټفت لها پألم توغل في ملامحه حرام عليكي انتي اللي بتعمليه فيا
تم نسخ الرابط