رواية فائقة الروعة الفصول من واحد وعشرون لتلاتة وعشرون

موقع أيام نيوز

ان تكمل له جملتها حتى تصف حقيقة مشاعرها بقربه.. فسألته برجاء..
سارة  رد عليا يا عاصم.. ارجوك ماتسكتش..
عاصم پألم لم تلاحظه هي نظرا لما تشعر هي به من حريق بقلبها  ماعنديش حاجة اقولها.
سارةو زادت صډمتها عن الحد المعقول  يعني ايه يعني كنت بتضحك عليا مثلا.. بتتسلى بالدكتورة العامية اللي عائشة معاك في بيت واحد.
عاصم پصدمة  انا يا سارة.. انا بلعب بيكي.
سارةبحيرة  اومال إيه.. قولي تصرفاتك دي معناها ايه
عاصمعاد لجموده قبل ان ينهار أمام توسلاتها  يعني حمد الله على سلامتك يا دكتورة سارة انك خفيتي و نظرك رجعلك.. و انك خلاص رجعتي بيتك.. و لينا شرف نسب عيلة زي عيلتكم لما آسر خطب هدى..
يعني أحنا دلوقتي نسايب و عيلة واحدة.. و بس.. عن اذنك انا لازم امشي..
صډمتها من حديثه البارد الموجع اخرستها و جمدتها في مكانها بلا حراك و كأنها قد أصبحت تمثالا حجريا.. ظلت تفكر في معنى حديثه و الذي لم يكن يعني سوى شيئا واحد و هو البعد.. البعد فقط..
لم تفيق سوى على صوت الباب و هو يغلقه خلفه بعد ان استأذن هو و شقيقته ليرحلا...
خرجت هي بعد ذلك لتتجه نحو غرفتها بعد ان قالت لأهلها انها تريد ان تنام حتى ترتاح من تعب السفر.. و تبدأ وصلة بكاء لم تعهدها قبلا... فهي لم تشعر بهذا الكم من ۏجع الكرامة أو ۏجع القلب من قبل... 
وظلت تسأل نفسها هل عاصم من نفس نوع كريم و انه استطاع ان يخدعها.. فهل كانت بالنسبة له مجرد تسلية وقتية و عندما حان وقت رحيلها رحل حبه أيضا.. 
و عند هذه النقطة شعرت پألم قلبها يزداد و يزداد فوضعت يدها فوق موضع قلبها حتى تهديء وجعه قليلا...
و قضت ليلتها كلها باكية....
أما عاصم
فلم ينطق بحرف واحد نظرا لما شعر به من حيرة و حزن عندما رآى دموعها الحبيسة لأول مرة... و لم يستطع تحمل كون حزنها و دموعها بسببه هو.. فبدلا من أن يسعدها و يعمل كل ما بوسعه ليفرحها بل كان سبب تعاستها..
وصل بصحبة شقيقته إلى ڤيلتهم التي تقع في أحد أرقى أحياء مدينة السادس من أكتوبر.. دخلا إلى داخل المنزل لتتنهد هدى بحنين.. فقد كانت تقضي أيام دراستها هنا...
هدى  ياااااه... ماتتصورش البيت هنا كان واحشني قد إيه يا عاصم..
لم يجيبها من الأصل فبمجرد ما دخل قام بقڈف مفاتيحه بإهمال على الطاولة و ألقى بجسده بإهمال فوق الأريكة... لاحظت هدى صمته و ملامح التعب و الحزن على وجهه.. فجلست بجانبه ثم وضعت يدها على ساقه بدعم...
هدى  مالك يا عاصم.. ساكت ليه
عاصم  إيه يا هدى.. انتي بتكلميني
هدى  بكلمك يا حبيبي بس شكل بالك مشغول و ماسمعتنيش.. مالك في ايه
عاصم  ولا حاجة سلامتك.. 
هدى  لحد امتى بس هاتفضل كدة
عاصم  قصدك ايه
هدى  قصدي انت فاهمه كويس.. قصدي سارة .
عاصم  مالها سارة
هدى  انت فاهم انا اقصد إيه.
وقف پغضب و كاد ان ينفجر فيها فسألها بملل او قسۏة...
عاصم  يووووه.. انتي هاتعملي زيها.. مالها سارة.. و انا مالي بيها.. الدكتورة بتاعتك.. حصل موقف ما و جبتلها حقها.. مطلوب مني إيه تاني.. 
انتو ليه متخيلين اني جبت لها حقها عشان في بيني و بينها حاجة.. و انتي اكتر واحدة عارفة اني كنت هاعمل كدة لو كريم دة كان هبب اللي هببه دة مع اي واحدة غيرها.. حتى لو من البنات اللي شغالين في البيت.
يبقى في إيه بقى
هدى  مافيش يا عاصم.. بس أنت بجد عايز تقنعني إن مافيش جواك اي مشاعر ناحية سارة ابدا..
عاصمبتهرب  لا طبعا.. مافيش.. سارة بالنسبة لي كانت الدكتورة بتاعتك.. و حاليا هي اخت خطيبك.. بس.
هدى  متأكد
عاصم  ايوة يا هدى متأكد.
هدى  اللي يريحك يا عاصم..
عاصم  انا هاطلع انام..
هدى  مش هاتتعشى
عاصم  ماليش نفس.. لو انتي عايزة حاجة الشغالين جوة.. انا خليتهم يجو لما عرفت ان أحنا جايين.. اطلبي منهم اللي انتي عايزاه.. تصبحي على خير..
لم ينتظر ردها فقلبه لم يعد يتحمل اي جدال ولا نقاش.. وصل إلى غرفته ليلقي بجسده على الفراش بتعب قلبه اولا ثم جسده.. و لم تفارق صورتها مخيلته.. بل ظل يتذكر كل ذكرى بينهما طوال الليل حتى غفا أخيرا بقلب مثقل بالهموم...
أما هدى.. 
حاولت كثيرا الاتصال بسارة حتى تطمئن عليها و لكنها لم تتلقى اي رد منها مما زاد قلقها على صديقتها.. و راحت تجيب على هاتفها عندما وجدت آسر يتصل بها..
هدى  الو..
آسر  حبيبي اللي واحشني.. عاملة إيه يا قلبي.. اوعي تكوني نمتي
هدى  لا طبعا.. انام ازاي قبل ما اكلمك..
آسر  قلبي يا ناس.. أخبارك إيه بقى قوليلي.. 
هدى  انا كويسة.. هي سارة فين
آسر  في اوضتها.. دخلت تنام اول ما انتو مشيتو.. ليه عاوزاها في حاجة
هدى بتردد  لا.. مافيش بس اصلي برن عليها مش بترد.. فقلقت عليها بس.
آسر  لا تلاقينا نامت بس و هي لما بتنام بتعمل تليفونها صامت.
هدى  متأكد احسن تكون تعبانة ولا حاجة
آسر  انتي
تم نسخ الرابط