رواية فائقة الروعة الفصول من واحد وعشرون لتلاتة وعشرون

موقع أيام نيوز

و ممسكا بالهاتف فوق اذنه باليد الأخرى..
يتكلم بمتتهى الثقة و الحزم.. فقد رأت حزمه مع العاملين و الفلاحين في بلدته و لكنه يختلف تماما عن ذلك الشخص الذي يقف أمامها... فقد كانت مبىته أكثر حسما و حزما و ثقة.. ابهرتها طلته الخاطفة التي جمدت قدميها مكانهما تتأمله.
انهى اتصاله و الټفت ليخرج و لكنه تفاجئ بها تقف خلفه دون ادنى صوت منها.. فوقف ساكنا هو أيضا يفكر في طريقة للهرب و لكن زهنه لم يسعفه فوقف ساكنا..
لتدخل سارة لتقف امامه و تعطيه الكوب...
سارة  الشاي.
عاصم و هو يمد يده لياخذ منها كويس الشاي  تعبتي نفسك ليه.. انا كنت خارج اهو.
سارة  تعبك راحة.. خفت احسن يبرد و انا عارفة انك بتحبه سخن.. صح
سألته بإهتمام و نبرة هامسة خرجت مباشرة من بين لتستقر بداخل صدره.. تماسك بشكل جيد و استطاع ان يخفي ثورة مشاعره خلف قناع اللامبالاة الذي احكمه على ملامح وجهه...
عاصمبتلعثم  صح.. مش.. مش ياللا نخرج لهم.
سارة  ممكن نقعد مع بعض شوية.
عاصم بتهرب  لا.. ماهو.. مش هاينفع... مايصحش.
سارة برجاء  عشان خاطري... خمس دقايق بس.
لم يقدر ان يرفض رجائها و هي تطلب منه من أجل خاطرها الذي ېخاف عليه أكثر من حياته هو شخصيا.. فإستدار لينظر إلى الشارع الهاديء دون ان يرد واضعا الكوب فوق سور الشرفة..
فتقدمت و وقفت بجانبه هي و لكنها كانت تنظر اليه بشوق اخترق مسام جلده رغما عنه...
سارة  عامل ايه يا عاصم!!
عاصمو لم يتحرك   كويس.
سارة  هو.. هو انت زعلان مني في حاجة.
عاصمنظر لها بإهتمام  لا خالص.. مش زعلان منك ولا حاجة.. ليه بتقولي كدة
سارةفركت اناملها بخجل  اصلك من ساعة ما انا كنت في المستشفى و انت مابقتش تكلمني خالص.. يعني من ساعة ما فوقت ماجتليش ولا مرة تطمن عليا ولا كلمتني حتى في التليفون.. برغم اني كلمتك كتير و ماكنتش بترد عليا ولا بترد على رسايل الواتس بتاعتي... ليه يا عاصم حصل إيه
و ارجوك رد عليا المرة دي بصراحة من غير هروب.. انا سألتك كتير لكن انت لحد دلوقتي ماردتش عليا رد مقنع..
عاصم  ولا حاجة صدقيني.. كل الحكاية اني بس كنت مشغول اوي الفترة دي..
سارةبحزن  مشغول عني
عاصملنفسه  عمري ما اقدر انشغل عنك ابدا... انا ممكن انشغل عن الدنيا كلها و ماتشغلش عنك انتي يا اغلى حاجة في عمري كله.
سارةافاقته من شروده  مابتردش ليه
عاصم عاد بنظره إلى الشارع  ابدا.. هاقول ايه
سارة  اي حاجة يا عاصم... قول اي حاجة.. انت ماكنتش بتبطل كلام معايا.. إيه اللي اتغير ولا انت صدقت كلام كريم اللي قاله عليا..
عاصم نظر لها و بنبرة مملوءة غيرة  ماتجيبيش اسم الحيوان دة تاني على لسانك.. فاهمة
سارة تجاهلت غيرته و سألته پخوف  صدقت كلامه يا عاصم
عاصم نظر لها بإستنكار  كلام إيه اللي صدقته
سارةبصوت جاهدت ليخرج من حنجرتها الجافة  اني.. اني يعني كنت بساومه.. و اني انا اللي قولتله يجيلي اوضتي.. و اني.....
عاصم قاطعها پغضب لم يصل لمن بالخارج  بس بس... اسكتي.
صمتت بحزن و صدمة.. فعنفه في نهرها فسرته بأنه يصدق ما قاله كريم...
سارةو بدأت تتجمع الدموع في عينيها  تبقى صدقته.. صدقته و عشان كدة انت مابقتش تكلمني خالص..
ثم اقتربت منه حتى اصبح الفاصل بينهما خطوة واحدة و قالت بدفاع عن نفسها...
سارة  صدقني يا عاصم انا عمري ما عملت كدة ولا عمري فكرت حتى اني اتخطى حدودي معاه ولا مع اي حد.. صدقني يا عاصم انا...
عاصم مقاطعا مرة أخرى  بس قولتلك اسكتي.. انتي مين قالك ان انا مصدق اي حرف من اللي قاله.. عمري.. مستحيل يا سارة اصدق عنك كلمة واحدة من القرف اللي قاله دة.. مستحيل.
انارت كلمته نورا في قلبها الذي اظلم من خۏفها و اقتربت منه تلك الخطوة الفاصلة....
سارةابتسمت بأمل  صحيح يا عاصم.. انت مصدقني..
عاصم  طبعا مصدقك.. انتي مش ممكن تعملي كدة و انا مش عيل صغير عشان اصدق أي كلمة تتقال لي.. خصوصا لو من كلب زي كريم دة.
سارةبحيرة كادت ان تعصف بما تبقى من عقلها  امال مالك.. ليه بقيت تتجنبني و مابقتش تكلمني زي الاول..
عاصماعطاه ظهره   لا ابدا ماحصلش.. بيتهيألك بس..
لم تجد بدا من المواجهة فاستدارت لتقف امامه بقوة لم تعلم من اين دبت بداخلها..
سارةنظرت في عينيه بقوة حتى لا يحيد بعيد عنها  لا حصل... انت حتى مابقتش تبص في عنيا.. في إيه يا عاصم.. إيه اللي حصل..
انت نسيت اللي كان بينا.. نسيت كلامنا في الروف.. نسيت لهفتك عليا لما اهلي كانو بيطلبو هدى و ماعرفناش نتكلم و اول ما مشيو طلبت تشوفني..
و ..
كان جميل و دافي... حسيت و كأنك كنت عايز تخبيني جوة قلبك عشان مابعدش عنك ابدا... او عشان ماحدش يقدر ياخدني منك او يبعدني عنك تاني..
معقولة.. معقولة يكون كل دة كان وهم.. كل دة كان خيال في دماغي..
بس لا مستحيل.. كلامك ليا كان كله حب كان كله... كله...
لم تجد ما يمكنها
تم نسخ الرابط