رواية فائقة الروعة الفصول من السابع عشر للعشرين

موقع أيام نيوز

عارفين تربوه.. انا هاعمل اي حاجة عشان سارة.. سارة ماتستاهلش ابدا اللي عمله معاها كريم... مافيش اي واحدة في الدنيا تستاهل اللي كريم عمله في سارة أبدا.. أبدا.
و شهقت بالبكاء فاحتضنها عاصم بحب أخوي حتى تهدأ.. فتلك الصغير قد عانت كثيرا من معاملة أهلها لها و التفريق بينها و بين اخويها لمجرد أن الله اراد لها أن تكون أنثى..
تسائلت مهجة في قلق.. فما قاله و أقره الجميع من أفعال كريم المشينة و هنا في إحدى محافظات الصعيد جعل قلبها ينتفض لمجرد الفكرة التي قفزت في عقلها عما قد يحدث له كعقاپ على ما فعله...
و ليس كأي عقاپ.. فهذا هو عمدة البلد و ولده الذي يحترمه كبيرها قبل صغيرها.. لا ېخافا في الحق لومة لائم.. فسألت بصوت متوتر..
مهجة ماحدش برضه رد عليا.. كريم فين.. ابني فين
عبد الرحمن كريم غلط غلطة واعرة جوي.. و لازمن من رد و عجاب عليها.. اللي عمله ماهواش هين ولا صغير.. 
أمين يعني ايه.. ابني فين يا حاج عبد الرحمن.. انا مش هامشي من هنا إلا اما اعرف هو فين و عملتو فيه ايه 
عاصم هو فين.. أكيد مش هاجولك.. عملنا فيه ايه.. فاللي عملته فيه ماياچيش نجطة في بحر اللي لسة هاعمله.. لسة.
أمين بس انا لازم....
عاصمقاطعه بحسم شرفت و نورت يا عم أمين.. تجدر تاخد مرتك و عيالك و تمشي.
منة انا مش هامشي من هنا إلا لما اتطمن على سارة.. 
امينپغضب ياللا يا بنت انتي..
منةنظرت لعاصم برجاء مش هامشي يا ابيه.
عاصمبنبرة مطمئنة خلاص.. خليكي يا منة انتي.
أمين ايه هاتعصي أوامري كمان يا ست منة..
منة لا يا بابا.. لا عشت ولا كنت... بس انا خاېفة على سارة و بجد مش هقدر امشي من هنا غير لما اطمن عليها..ثم عادت و نظرت لزوج خالتها عمي عبد الرحمن ارجوك خلي بابا يسيبني هنا لحد ما اطمن على سارة.. عشان خاطري.
عبد الرحمنبشفقة لحالها حاضر يا منة حاضر يابتي.. خليكي معانا لما نطمنو عليها..ثم نظر لأمين بحزم خليكي معانا.
تقدمت مهجة ببطء نحو شقيقتها التي كانت تجلس بجانب امرأة لا تعرفها و تحتضن هدي ابنتها التي لازالت تبكي في صمت...
مهجة هنية.. هنية ياختي.. انتي أم... عشان خاطري ورحمة ابوكي و امك لاتقوليلي ابني فين و عاصم عمل فيه ايه..
هنيةبجمود دون حركة واحدة اللي عمله ولدك كبير جوي يا مهچة.. و انتي خابرة الصعيد زين.. و خابرة واحد كيف ولدك و عمل اللي عمله ده يبجى عجابه كيف.. و عشان اني ام و عندي زي اللي نايمة چوة دي.. ماهجولش حاچة.
مهجةپخوف و دموع بدأت تسقط خوفا على إبنها احب على يدك يا خيتي.. احب على يدك.. جولي لعاصم يسيبه و اني هاخده و اسافر و ماهاچيبهوش هنا تاني واصل.. 
هنية كان لازمن تربيه زين و تعلميه الصح من الغلط و الحلال من الحړام... تعلميه ان في حرمة للبيوت.. تعلميه ان عنده اخت بنت لازم ېخاف عليها و ېخاف على اللي زيها.
كان لازم تعلميه ان في ربنا شايف و عارف اللي في ضميرنا.. و ان اللي بيعمله ده أكبر حرام..
إنما انتي سيبتيله الحبل على الغارب كيف ما بيجولو.. سيبيه لعاصم يمكن يعلمه اللي انتي ماعرفتيش تعلميهوله..
هنية عشان خاطري يا خيتي دة ضنايا.. ده ضنايا و الضنا غالي.
كانت سعاد تستمع لكل ما حدث بصمت تام و لم تتدخل منذ وصولهم.. فقد كان الحاج عبد الرحمن و عاصم ابنه قبل حتى آسر و جميل يدافعون بإستماته عن سارة و عن حقها و عما حدث لها..
و أيضا اطمئنت أكثر عندما رأت موقف منة اخت كريم.. فلم تجد داعي لتدخلها.. و لكن حديث مهجة استفزها للغاية فلم تقدر أن تصمت أكثر من ذلك...
سعاد و انا كمان ضنايا غالي..
مهجةنظرت لها بجهل و تسائلت انتي مين
سعاد انا ابقى ام سارة.. البنت اللي ابنك قټلها مرة قبل كدة و جاي دلوقتي عشان يدبحها تاني.. 
مهجة قصدك ايه
سعادوقفت و قالت بحړقة ام على ابنتها الذبيحة ابنك اتسبب لبنتي في عاهة وقفت حياتها اكتر من سنة و نص.. جالها في المستشفى بكل بحاجة ولا كأنه عمل أي حاجة.. 
جاي يقف معانا بكل جبروته بعد اللي عمله و احنا اللي فضلنا نقول عليه ابن اصول أنه ماسبناش في وقت زي دة.. 
و بعد ما فاقت سارة و اكتشفنا إن عينيها راحت و أنها.. أنها بقت مابتشوفش.. ضميره ما اتهزش شعرة واحدة عشان يجي يعترف بالمصېبة اللي عملها..
و بعد كام يوم لما قدرت تتكلم و حكتلنا على عمله.. ما أنكرش.. بالعكس بكل بجاحة جاي يقول انه راجل مايعيبوش حاجة و أنه شاب و ليه احتياجات و دي غلطة عادية.
طيب و بنتي.. بنتي اللي شافت خطيبها اللي هيبقى جوزها و اللي بقى جزء كبير اوي من حياتها في اوضة نوم و مع واحدة غيرها و هما لسة مخطوبين و يا عالم كان ممكن يعمل فيها ايه لو كانو اتجوزو.
صډمتها فيه اللي خلتها ټنهار.. حبها اللي لسة كان بيتولد و جه قټله هو بكل قسۏة..
ايه.. كل دة مالوش تمن
و ياريته اكتفى بكدة.. لا دة جاي بعد 3 سنين عشان يكمل عليها و يعتدي عليها و يضيعها و كمان يسوء سمعتها... فلوس انتي ضناكي غالي عليكي قيراط انا بنتي تساوي عندي الدنيا و مافيها.
يبقى لا كفاية... كفاية بقى.
اقترب منها جميل ليحتضنها حتى تفرغ حزنها و قلقها الممزوج ببكاءها و دموعها بين احضان زوجها الذي لا يقل قلقه عنها..
لم تجد مهجة ما تقوله و اقتنعت اخيرا هي و زوجها بمدى فداحة ما فعلوه مع كريم و نتيجة تدليلهما المبالغ فيه..
شاكر ياللا يا ماما.. ياللا نمشي.
مهجةپخوف و اخوك يا شاكر.
شاكر أنا ماعنديش كلام زيادة عن اللي اتقال دة عشان اقوله.. بس طول عمري بقولكم إن تربيتكم لكريم غلط.. دلعكم ليه غلط.. الفلوس اللي مالهاش حساب دي غلط.. صحابه اللي ماتعرفوش عنهم حاجة غلط..
بس ماحدش كان بيسمع كلامي.. و دلوقتي خلاص الموضوع انتهي.. يبقى ياللا بينا و انا عارف ان لا عاصم ولا عم عبد الرحمن هايأذو كريم.. ياللا..
و بالفعل رحل شاكر مع والديه و بقى الجميع في مكانهم في إنتظار سارة لتفيق..
انقضت بضعة أيام تالية لتلك الليلة المشئومة لم يغادر عاصم و آسر المشفى مطلقا.. فقد كان آسر معتادا على ذلك منذ الحاډث الأول.. و لم يسمح قلب عاصم له بتركها وحدها قبل ان يطمئن عليها.. فقد كان يخرج حتى يتابع عقابه لكريم ثم يعود لها مرة أخرى...
و كان البقية يتناوبون على مرافقتهم..
و في أحد الأيام كانت هدى تجلس مع عاصم و آسر أمام الغرفة التي انتقلت إليها سارة بعد إستقرار حالتها قليلا و قرار الطبيب بنقلها لغرفة عادية بدلا من العناية الفائقة...
آسربتعب يا عاصم اسمع الكلام و روح ريحلك ساعتين و تعالى تاني.
عاصم يا سيدي انا مش تعبان.. و قولتلك مش هاسيب المستشفى الا لما سارة
تم نسخ الرابط