رواية فائقة الروعة الفصول من السابع عشر للعشرين

موقع أيام نيوز

هناك.. كان يقف أمام الغرفة بلا حول ولا قوة.. كان يقف أمام غرفتها يفصل بينه و بينها لوح زجاجي يراها عبره.. لم يبرح مكانه و لم ترمش عينه عن رؤيتها و لو لحظة واحدة.. 
كانت نائمة بلا أي حراك.. رأسها ملفوف كليا بالشاش الطبي.. موصلة بالكثير من الأجهزة و الأنابيب التي تقريبا تخفي جسدها الهزيل.. ظل يراقبها عبر ذلك اللوح الزجاجي لمدة قاربت الخمس ساعات...
بعد مدة.. انتبه الجميع لصوت السيدة سعاد و هي تتجه نحوهم بلهفة و خوف ام.. و اتجه آسر نحو عاصم الذي لم يتحرك لاستقبالهم فعلم أن شقيقته هناك حيث يقف عاصم...
سعاد بنتي.. بنتي فين.. سارة فين
هنية اهدي يا خيتي.. اهدي و ادعي لها..
سعادضړبت صدرها بفزع بنتي.
هنية بتك زينة.. بجيت زينة والله..
جميل سارة جرالها ايه... ماحد يرد علينا.
عبد الرحمن وجعت من على السلم يا جميل ياخوي.. و چيبناها على اهنا.. و الضاكتور طمنا عليها.. و زمناته چاي و ابجو اطمنو منيه بنفسيكم...
سعاد هي فين.. عايزة اشوفها .
هدى هنا يا طنط تعالي شوفيها.
تحركت سعاد مع جميل حيث يقف عاصم و آسر.. و دون قصد دفعا عاصم بعيدا و الذي لم يكن لديه اي طاقة للمقاومة فوقف مستندا بظهره إلى الجدار.. و أسند رأسه بتعب إلى الحائط... 
دمعت عيني جميل و انتحبت سعاد پخوف على ابنتيهما.. و ظلا يتأملا حالتها التي يرثى لها... و كان آسر يقف بجانبهما و لكن شيئا بداخله أخبره أن هناك ما يخفيه الجميع عنهم.. فسألهم بشك..
آسر و هي وقعت لوحدها كدة
هدىبتلعثم أصل.. أصل انا سمعت صوت برة اوضتي و لما خرجت لقيتها واقعة تحت السلم.. ف.. فالبيت كله صحي و.. وجيبناها هنا على طول.
نظر لها بشك خاصة بعد أن سمع نبرتها المتلعثمة و عيونها التي تتجنب عيناه فعلم انها تخفي شيئا لربما ظنت انه لن يكون وقت مناسب للبوح به..
آسر و إيه أصلا اللي كان خرجها من اوضتها في وقت متأخر زي دة.. و بعدين سارة بقالها اكتر من شهرين عايشة في البيت يعني خلاص حفظته صم.. يبقى ازاي تقع وقعة زي دي
نظر الجميع لبعضهم بتوتر فتأكدت شكوكه.. أن ما حدث غير ذلك.. فنظر لعاصم الذي لم يحرك ساكنا و لم ينطق بكلمة واحدة حتى فوقف أمامه و سأله بعد أن نظر في عينيه مباشرة ليجدها تقطر شړا و ڠضبا..
آسر عاصم.. ايه اللي حصل لأختي بقى هي دي الوصية اللي انا وصيتهالك... هو دة كان اتفاقنا
لم يرد عاصم لشعوره بالخزي التقصير فأكمل آسر بإصرار..
آسر هاسألك سؤال واحد بس.. انت لو مكاني هاتبقى محتاج تعرف الحقيقة ولا لا
و بالفعل.. قام عاصم بوضع نفسه مكان آسر ليعتدل و يسحب آسر لمكان بعيد عن الجميع و يقص عليه ما حدث بالتفصيل.. فاحتدت عينا آسر أيضا و قال بجمود..
آسر و هو فين دلوقتي
عاصم حابسه في البيت عندي مع الغفر.
آسر عايز اشوفه.. و رفع سبابته أمام وجهه بوعيد و اوعى تكون فاكر أنه عشان يبقى قريبك اني ممكن أرحمه.. مستحيل.. فاهم يا عاصم.. مستحيل. 
عاصمو لما تشوفه هاتعرف أن انا اللي مش هارحمه..
آسر عايز اشوفه.
عاصمبتردد بس قبل ما نروح لازم تعرف هو يبقى مين
آسر يعني ايه يبقى مين مش بتقول ابن خالتك.
عاصم اسمه كريم.. كريم امين حسن.
جحظت عينا آسر پصدمة و دهشة..
آسر انت بتقول مين..
عاصمزفر بتعب زي ما سمعت.. ابن خالتي يبقى كريم امين حسن.. اللي كان خاطب سارة و كان السبب في اللي حصل لها.
آسر و انت عرفت كل دة منين
عاصم مش مهم دلوقتي عرفت منين.. المهم انت لسة عايز تشوفه
آسر بإصرار و ڠضب ايوة لسة عايز اشوفه.
عاصم تعالى معايا..
و اتجها معا نحو المصعد فلحقهم عبد الرحمن و سألهم...
عبد الرحمن عاصم
عاصم حجه يابوي...
عبد الرحمن عارف أنه حجه.. بس بلاش تهور يا ولدي.. ماتودوش روحكم في داهية عشان كلب زي ده.
عاصم ماتخافش يابوي.. مش هانتهور.. ولا هانتأخر..
خرجا معا من المشفى و اتجها إلى المنزل و عاد عاصم بذاكرته إلى تلك الليلة حينما صراحه آسر بما يشعر به تجاه هدى...
Flash back...
عاصم انت عايز تتجوز هدى اختي
آسر ايوة.. و متاكد اني هاكون اسعد انسان في الدنيا لو دة حصل.. 
عاصمنظر له بتفحص و ياترى هدى رأيها ايه
آسرو قد فهم مقصده طبعا أنا فاهم أن سؤالك بيحمل معنى خفي و هو ان انت عايز تعرف اذا كنت انا و هدى على علاقة ببعض ولا لا.. 
لكن احب اقولك أن لا... انا لا كلمت هدى ولا هي تعرف اي حاجة عن اللي انا بكلمك فيه دة دلوقتي.. كل الحكاية اني حاسس براحة ناحيتها و انا انسان دغري ماحبش اللف و الدوران.
فأول ما حسيت بمشاعر ناحيتها قلت اني لازم اخد خطوة رسمي.. و كلمت سارة فورا.
عاصم طيب و سارة رأيها ايه
آسر سارة موافقة طبعا.. هي بس كانت معترضة على التوقيت.. و فعلا اضطريت اسمع كلامها و استنى الوقت اللي هي شافته مناسب.. و الوقت دة كان من اسبوع و هي كانت هاتاخد رأي هدى و بعدين تفاتحك و الحاجة هنية و الحاج عبد الرحمن كمان و بعدين تديني اوكي.. 
بس للاسف مالحقتش.
عاصم و الله يا آسر انا شخصيا ماعنديش مانع.. انت راجل محترم و مهندس شاطر و اخلاقك مايختلفش عليها اتنين.. بس طبعا أنا رأيي لوحدي مش كفاية.
آسر اكيد طبعا.. انا عارف انك لازم تاخد رأي هدى و الحاج و الحاجة كمان.. 
عاصم طيب بما انك فتحت موضوع الجواز بقى.. فأنا كمان عايز اطلب منك ايد سارة .
آسر نعم.. سارة
عاصم ايه يا باشمهندس آسر مانيش جد المجام ولا ايه ولا يكون جصدك عشان ان شكلي يعني....
آسرمقاطعا و بسرعة و دون تفكير لا طبعا مش قصدي.. لو مش قد المقام ماكنتش اتقدمت انا لهدى.. لا دي ولا دي.. الحكاية مش كدة..
عاصم امال الحكاية ايه
آسر الحكاية أن سارة ظروفها مختلفة و انت فاهم انا قصدي ايه
عاصم قصدك عشان عينيها يعني
آسر ايوة.. هاتقدر تعيش معاها كدة عادي.. و مش هاتيجي في يوم تجرحها ولا تعايرها بدة
عاصم هو انت قد كدة شايفني واطي
آسر عاصم انت عارف اني ماقصدش كدة.. بس موضوع عينيها دة مش سهل.. هاتقدر تتأقلم معاه من غير مشاكل
عاصم هاكون انا عينيها.. انا مش هاكدب عليك.. انا بحب سارة.. مش مجرد اعجاب لا حب.. يمكن ماكنتش متأكد من مشاعري.. بس لما تعبت خۏفي و قلقي عليها ماكنش مجرد خوف و قلق عادي ابدا لا.. كان ړعب من أنها تبعد عني..
و انا من دلوقتي بوعدك اني هاحميها و اشيلها جوة عينيا.. ها قولت ايه
آسر طيب انت قولتلها..
عاصم لا... و مش هاقولها دلوقتي خالص.
آسربدهشة ليه
عاصم عشان لو قولتلها دلوقتي هانعمل كل حاجة معاكم.. و انا عايز اعملها كل حاجة ليها لوحدها.. تبقى هي ملكة يومها من غير ما يشاركها معاها اي حد.. حتى لو أختي و اخوها.. 
آسر متفاجئا بكل هذا الحب الذي يظهر في حديثه
تم نسخ الرابط