رواية فائقة الروعة الفصول من السابع عشر للعشرين

موقع أيام نيوز

تخلينا ندخل كل الناس اللي برة مرة واحدة.. طلبت انها تشوف حضرتك الاول.
آسر نظر لها بدموع الفرحة انتي اجمل اخت في الدنيا.
سارةبسعادة و انت احن و اجدع اخ في الكون كله..ثم نظرت للمرضة خليهم يدخلو.
و بالفعل... 
خرجت الممرضة لتستدعيهم ثم عادت و هم خلفها.. و بالطبع.. اول من ركضت نحوها كانت والدتها السيدة سعاد التي احتضنتها بلهفة و شوق...
سعاد سارة.. حبيبتي يا بنتي.. عاملة إيه دلوقت
سارةبادلتها حضنها بلهفة انا كويسة يا حبيبتي.. كويسة اوي.
سعاداخرجتها من حضنها و سألها بإهتمام امال عنيكي كان فيها إيه.. كانت بټوجعك ليه
سارة مافيش.. بس النور كان مضايقني شوية..
سعادبتعجب نور إيه يا حبيبتي..
سارةنظرت لها بحب لسة زي القمر زي ما انتي.
سعاد شهقت پصدمة سارة.. انتي...
سارة اكملت جملتها شايفاكي يا ماما.... انا شيفاكي يا امي.
شهق الجميع بفرحة و اختلطت ابتساماتهم بدموع الفرح بسلامة سارة و رجوع نظرها....
سعاداحتضنتها بقوة يا حبيبتي يا حبيبتي.. الحمد لله.. احمدك و اشكر فضلك يا رب.. الحمد لله يارب.. الحمد لله.
جميلاقترب منهما و احتضنهما معا بعد ان غلبته دموعه الحمد لله.. الحمد لله يارب.. يا ما انت كريم يارب.. 
سارةخرجت من حضڼ والدتها لتمسح دموع والدها بابا.. وحشتني اوي يا بابا..
جميلو هو يقبل وجنتيها ثم يدها انتي اللي وحشتينا اكتر يا قلب ابوكي.. 
سارة لا انت كنت بتقولي يا نن عين بابا..
جميل مابقتش تعجبك.
سارة عشان ماكنش ليها معنى.. بس دلوقتي خلاص.. 
جميل حمد الله على سلامتك يا نن عين بابا.
و احتضنها مرة أخرى..
كانت دموع الفرحة ټغرق الجميع و هم يشاهدون هذا المشهد المؤثر.. فقد كانت تلك العائلة بالفعل حزينة بسبب فقدان سارة لنظرها و كل ما مرت به.. و أيضا فقدانهم لها.. فبرغم كل محاولاتها حتى تبدو طبيعية لم يخفى عنهم كم الألم الذي كانت تعيشه هي..
إلا عاصم..
فكانت مشاعره كثيرة ما بين الفرحة بسلامة سارة من تلك السقطة على الدرج.. و أيضا بعودة نظرها.. و عند تلك الفكرة.. فكرة عودة نظرها و فكرة انها سوف تراه.. 
حينها ذهبت سعادته ادراج الريح و حل محلها مشاعر أخرى اختلطت ما بين الخۏف و الړعب من ان يعيش إحساس الرفض مرة أخرى..
فتجمد جسده بالكامل عند تلك الفكرة.. فهو لم يكن ليتحمل ان ترفضه سارة مثل ما فعلت به عبير.. فهو لم يحب عبير فهي كانت مجرد زيجة مرتبة منذ ولادتهما.. 
و برغم سفر عاصم إلى القاهرة الا انه لم يرتبط بأي فتاة هناك.. إذا فلا فرق بين عبير و أخرى فتزوجها...
خرجت سارة من حضڼ والديها و نظرت للواقفين لتقول و هي تشير لهدى بسبابتها..
سارة انتي هدى.. صح
هدىاحتضنتها بفرحة ايوة.. حمد الله سلامتك يا حبيبتي.. انا فرحانة اوي يا سارة اوي..
سارة الله يسلمك يا قلبي.. طلعتي زي القمر فعلا زي ما آسر كان بيقولي.
هدى هو قالك كدة
سارة ايوة و كنت فاكراه بيبالغ بس طلع بيقول اقل من الحقيقة كمان.
آسر إيه رأيك بقى يا سوو..
سارة وقعت واقف يا واد يا آسور.
ثم نظرت لسيدة بسيطة ترتدي الملابس التقليدية الصعيدية...
سارة و انتي أكيد ماما هنية.
هنيةاحتضنتها بحنان ام حقيقي ايوة اني ماما هنية يا بتي.. بركة انك بخير يا حبيبتي.. حمد الله على سلامتك.
سارة الله يسلمك يا هنون يا قمر انتي.. هدى طلعت شبهك اوي.
هنية دة انتي اللي زي الجمر و أچمل كمان.
سارةو نظرت لرجل كبير في جلبابه الصعيدي الذي يزيده وقار و احترام و أكيد انت الحاج عبده.. ولا اقولك حاج عبد الرحمن أحسن ماما هنية تزعل.
عبد الرحمن انتي تجولي اللي انتي رايداه.. حمد الله على سلامتك يا بتي.. الف حمد على سلامتك..
سارة الله يسلمك يا حاج عبده..
ثم انتقلت عيناها نحو ذلك الشاب الذي كان واقفا في ركنا وحيدا يتفحصها بأنظاره... كان اسمر اللون و لكن بفعل الشمس.. و عيناه السوداء الحادة و لكنها حنونة في نفس الوقت.. جسده الذي يغطيه بجلبابا صعيدي تقليدي و فوقه عباءة فاخرة..
يمسك بيده عصاه الابانوس التي تزيده هيبة و وقار على مظهره.. فعلمت على الفور هويته.. فهذا بالتأكيد حبيبها.. رفيق احلامها لمدة طويلة...
و لكنها أيضا تذكر انها تعرف شكله.. و لكن من اين لا تذكر..
سارةبصوت يملأه الشوق عاصم.. انت أكيد عاصم.
لم يقدر عاصم على تحمل المزيد فقرر الهروب.. و كانت تلك هي أول مرة يفضل عاصم الهرب من معركة على المواجهة..
عاصم حمد الله على سلامتك يا دكتورة.. بالإذن اني عشان ورايا مصالح...
و تركهم في حيرة كبيرة و خرج... فنظرت سارة لهدى تسألها بعيناها عن سبب رحيله و لكن هدى رفعت كتفيها دليلا على جهلها.. و هنا تدخل الطبيب...
الطبيب طيب بما اننا اتطمنا على الاستاذة سارة.. نستأذن أحنا.
جميل لحظة يا دكتور لو سمحت.. انا الاول عايز هو إيه اللي حصل.. اقصد يعني ازاي سارة قدرت تشوف تاني من غير عمليات.. لان الدكاترة في أمريكا قالولنا ان علاجها الوحيد كان في عملية و نتيجتها ماكنتش مضمونة عشان كدة ما عملناهاش.
الطبيب من الاشعات اللي وريتوهالي ان الانسة سارة فقدت نظرها بعد ما كانت اتعرضت لحاډثه العربية اللي اتسببت تكوين تجمع دموي او بمعنى اصح جلطة ضاغطة على عصب الإبصار.
لما وقعت من على السلم.. سبحان الله دماغها اتفتحت قريب جدا من التجمع دة فاتحرك من مكانه و مش كدة و بس لا.. دي الاشاعات الجديدة بتقول انه خرج من جسمها كله مع الڼزيف.. و دة خف الضغط من على مركز الإبصار و عشان كدة رجعت تشوف تاني..
حمد الله على سلامتها.. عن اذنكم.
جميل الله يسلمك يا دكتور... اتفضل.
خرج الطبيبان و معاونيهما و بقي من بالغرفة مع سارة يهنونها بشفائها... إلا ان فرحتها لم تكن مكتملة نظرا لغياب عاصم.. أكثر من تمنت ان يعود لها نظرها لتراه هو اكثر من اي شخص اخر..
أما هو...
فقد ترك الغرفة بل و المشفى بالكامل و اراد ان يذهب الى مكان يكون به وحيدا... فوصل إلى مكان ما بجوار ضفة النيل.. و نزل من سيارته و نظر الى انعكاس صورته على زجاج السيارة..
وقف و بدا ان هناك اثنان يتصارعان بداخله.. أحدهما يهاجم و الآخر يهرب...
عاصملنفسه مشيت ليه يا جبان
انا مش جبان..
لا جبان.. جبان 
بقولك مش جبان.. انا بس ماقدرتش اواجهها.. 
و ماقدرتش تواجهها ليه.. خاېف من ايه
خاېف تجرحني.. خاېف توجعني و دي ۏجعها هايبقى واعر جوي.
مش احسن من وجعك في بعدها.
لا.. لا طبعا.. ۏجع انها تسيبني اوعر.
ماشوفتش الۏجع قټلك بعد ما عبير سابتك يعني..
انا ماكنتش بحب عبير.. عبير كانت مجرد بنت عمي اللي مكتوبة على اسمي من و أحنا صغار.. لكن ماكنتش حب ابدا..
اللي وجعني من عبير كانت كرامتى بس.. و دي عالجتها لما طلقتها.. لكن لو سارة عملت فيا زي عبير.. ساعتها قلبي اللي هايوجعني و دة مالوش علاج.
و ناوي على إيه انت دلوقتي
مش عارف.. مش عارف.
لا... لازم تعرف... انت عارف انها بتحبك.. ماينفعش تسيبها متعلقة كدة لا هي عارفة إذا كنت لسة بتحبها
تم نسخ الرابط