رواية فائقة الروعة الفصول من الرابع عشر للسادس عشر

موقع أيام نيوز

المهم..
مالك من ساعة ما كنا مع بعض امبارح ماخرجتيش من اوضتك ليه.. وحشتيني على فكرة..
اطلعي يا سارة.. اطلعي عشان لو ماطلعتيش هادخلك انا.. ولا مش قادرة على بعد حبيب القلب.. 
عموما.. احنا كان في بينا اتفاق انك تيجيلي اوضتي امبارح و انتي مانفذتيش.. و عشان تعرفي اني بحبك و باقي عليكي.. هاديكي فرصة النهاردة كمان.. و لو ماسمعتيش الكلام و جيتي عندي زي ما اتفقنا.. يبقى اتفاقنا لاغي..
و بكرة الصبح على الفطار.. بدل ما يفطرو بيض و جبنة و عسل.. هايفطرو بأخبار علاقتنا في أمريكا مع شوية تحابيش كدة من عندي إنما ايه.. هاتعجبك اوي.. سلام يا قطة.. مستنيكي.. ماتتأخريش عليا.
زادت هذه الرسالة الملح على جرحها.. فأصبح قلبها ېصرخ طلبا للأمان الذي لا تجده الا في صحبة عاصم.. سمعت رنة هاتفها مرتين بإسمه و لكن دموعها و صوتها المتحشرج إثر بكائها منعاها من الرد..
خشيت من رد فعله إن علم بحزنها أو عندما يسمع صوتها الباكي.. و لكن مع إصراره ردت عليه في المرة الثالثة..
سارةبصوت خاڤت حزين و مرهق الو.
عاصمبصوته الغاضب من كثرة قلقه و خوفه انتي بتعملي فيا كدة ليه يا سارة ليه حرام عليكي.. ليه بتعذبيني كدة..
لم ترد عليه.. فنبرته القلقة اوجعتها.. فكيف ستعيش بدونه و بدون حبه و قلقه عليها الذي يحيها.. كتمت شهقة بكائها بكف يدها حتى لا يسمع صوتها الباكي.. و لكن صمتها زاد اشتعال قلبه..
عاصم سارة ارجوكي ردي عليا.. انا ماصدقت أنهم طلعو اوضهم و نامو عشان اعرف اكلمك.. ردي عليا ماتوجعيش قلبي اكتر من كدة.
سارةبصوت باكي انا كويسة يا عاصم..
عاصم كويسة ازاي لا صوتك مش كويس خالص.. يا سارة انا قلقان عليكي.. لا مش قلقان انا خاېف.. مړعوپ كمان عليكي... و صوتك بيقول انك مش كويسة و فيكي حاجة مش طبيعية خالص.. ارجوكي يا سارة ريحيني و طمنيني عليكي.. عشان خاطري..
ثم أمرها بحسم اطلعي الروف يا سارة حالا.
سارة معلش يا عاصم مش هقدر أطلع النهاردة.. تعبانة و عايزة انام.
عاصم انتي ليه مش مقدرة اني هاموت و اشوفك.. ليه مش مقدرة خۏفي عليكي.. و انا عارف و متأكد كمان انك مش هاتنامي..
سارة عاصم عشان خا....
عاصممقاطعا عشان خاطري انا اطلعي الروف.. 10 دقايق بس اطمن عليكي و ننزل.. ارجوكي.. وحياتي يا سارة عايز اطمن عليكي..
صمتت بتفكير و تنهدت بأسى حتى تتمالك دموعها... فأكمل عاصم بتشجيع....
عاصم افتحي الباب انا هاجي اخدك.
سارة لا لا خلاص.. اسبقني و انا بس هاغسل وشي و احصلك.
عاصم حاضر بس ماتتأخريش عليا.
بدلت ملابسها و غسلت وجهها حتى تزيل آثار دموعها و بكائها و حاولت أن تبدو طبيعية بقدر الإمكان.. تركت غرفتها و إتجهت إلى الخارج و كانت عيون كريم تراقبها من بعيد دون أن تشعر به.
ظل يراقبها حتى دخلت من باب الروف.. تتبعها بعينيه ثم ذهب خلفها نحو الباب و ظل يراقبهما من خلفه عبر فتحة صغيرة لا تظهر في ظلام الليل.. ثم أخرج هاتفه و قام بتصويرهما...
وصلت سارة و دخلت حيث تلتقي بعاصم الذي انتظرها كثيرا على ڼار شوقه الحارق... وقف بمجرد أن رآها تفتح الباب.. ذهب إليها و امسك يدها و قبلهما بشوق رد لقلبه روحه و نبضه...
عاصمبشوق سارة.. وحشتيني.
سارةابتلعت غصة حاړقة بجوفها انت كمان.
عاصمبحزن مش باين.. 
سارةبعتاب ليه بتقول كدة.
عاصم مختفية عني بقالك كام يوم.. مش بتطلعي هنا نتكلم زي كل ليلة.. بتردي على مكالماتي بالعافية بعد ما اتحايل و ازعق و اټخانق.. مالك يا سارة.. طمنيني.
سارةبتلعثم طيب... طيب هانفضل واقفين كدة.. مش نقعد الاول.
عاصم حاضر ... تعالي نقعد.
جلسا بجانب بعضهما و لم يفلت يدها..
عاصمبإصرار ها يا ستي.. ادينا قعدنا.. قولي بقى مالك.. فيكي ايه ايه اللي تاعبك ولا مضايقك و مغيرك اوي كدة
سارة بجد عايز تعرف يا عاصم.
عاصم طبعا يا روح عاصم.. انتي مش عارفة حالتك دي عاملة فيا ايه.. قولي يا سارة.. قولي كل اللي في قلبك من غير خوف..
سارةبحزن حاسة اني مش شايفة..
عاصمقبض قلبه لجملتها التي يسمعها منها للمرة الثانية انتي تاني مرة تقولي كدة.. بس انا مش فاهم قصدك ايه
سارة فاكر لما قولتلك اني اول ما فوقت بعد الحاډثة و لقيت نفسي مش شايفة فضلت أصرخ و ماكنتش متقبلة حالتي دي
عاصمأزاح خصلة متمردة من شعرها قاصدا لمس وجهها بحب و كأن لمسته سوف تعيد لها نظرها فاكر يا قلبي فاكر..
سارة فضلت كتير حاسة ان في طوق حديد بيلف حوالين رقبتي بېخنقني.. كنت حاسة نفسي في اوضة ضلمة حيطانها بتتحرك و تضيق عليا و بتفعصني كمان.
لما دخلت معهد التأهيل الفكرة دي ابتدت تروح واحدة واحدة.. مع العلاج ابتديت اشوف اي جانب إيجابي في اللي حصل و اللي انا فيه عشان اكمل حياتي.
و مع الوقت حسيت إن موضوع عينيا دة مش نهاية العالم.. لا انا أقدر أعيش من غير عينيا.. أقدر أعيش بخيالي.. كنت بستعمل خيالي في كل حاجة فماكنتش بحس اني مش شايفة.
عاصم طيب و إيه اللي حصل.. ليه حاسة انك مش شايفة
سارة عشان خاېفة.
عاصمعقد حاجبيها بتعجب و خوف عليها خاېفة من ايه
سارة من الدنيا.. يمكن من الايام.. مش عارفة.. بس خاېفة.. حاسة اني بقع من جبل عااااااالي اوي.. في ليلة ضلمة مافيهاش قمر.. لا الأرض بتقرب ولا خۏفي من الوقعة بيقل.
عاصم كل دة يا سارة.. كل دة مخبياه جواكي و ساكته.
سارة الخۏف و الړعب خانقيني.. حتى الكلام بقى بيخرج مني بالعافية.
عاصمضغط على كف يدها بدعم خاېفة و انتي معايا.. قد كدة وجودي مش فارق معاكي.
نزلت دموع سارة و اختبأت في حضنه.. و استقبلها هو بكل حب و سعادة و سعة صدر و استطاع أن يدعمها بكل قوته..
سارةو تغير صوتها بسبب بكائها انا مافيش حاجة مصبراني لحد دلوقتي غير وجودك يا عاصم.. انت وجودك هو اللي مخليني متماسكة لحد دلوقتي.. انت اللي مقويني.
عاصم سارة.. انا مش فاهم حاجة.. احكيلي طيب في ايه.
سارة عاصم ممكن اسألك سؤال و ارجوك تجاوبني عليه بمنتهى الصراحة.. و اوعدك مهما كانت اجابتك عمري ما هازعل منك ابدا ابدا... ممكن
عاصم طبعا ممكن.. و أكيد هاجاوبك بصراحة.
سارة هو انت ممكن يجي يوم و تسيبني يا عاصم
عاصمبدون تفكير إيه الكلام دة.. مستحيل طبعا.. اسيبك ازاي و انتي بقيتي روحي.. بقيتي الهواء اللي بتنفسه.. مستحيل يا سارة مستحيل.
سارة مهما كانت الأسباب.
عاصمقبل يدها بعمق مهما كانت الأسباب يا روحي.. يا سارة خليكي صريحة و قوليلي فيكي إيه.. ريحيني و ريحي نفسك كمان.
سارة اوعدك اني هاقولك كل حاجة بس في الوقت المناسب.. ممكن تستحملني شوية بس.
عاصم انا استحملك و استناكي العمر كله يا سارة.. بس انتي شكلك مخبية عليا حاجة كبيرة اوي.. حاجة مخوفاكي لدرجة انها بعدتك عني بالشكل دة.
سارة صدقني هاقولك كل حاجة بس لما الاقي نفسي قادرة اتكلم.. انت ماعندكش فكرة أنا قد ايه محتاجة احكيلك.. بس مش قادرة.. و الله ما قادرة.
و رمت بنفسها بين أحضانه باحثة
تم نسخ الرابط