رواية فائقة الروعة الفصول من الرابع عشر للسادس عشر

موقع أيام نيوز

ما أن تركتها هدى حتى تفجرت ينابيع دموعها أثناء مرور شريط أزمتها أمامها.. فعادت بذاكرتها دون قصد إلى تلك الحقبة من حياتها..
صوت السيارة التي صډمتها.. صړاخ المارة بجانبها عندما رأوا السيارة تقذف بها على بعد أمتار من قوة التصادم.. الإسعاف و صوتها الكريه الذي صدح في المكان.. صوت كريم الذي عرف نفسه على أنه خطيبها ليرافقها بسيارة الإسعاف.
صوت الأطباء و الممرضين و رجال الإسعاف و هم يتحدثون معا لتقييم حالتها.. انتهي وعيها بصوت الآلات و ادوات الجراحة المعدنية الموجودة بداخل غرفة العمليات.. 
أصوات فقط.. مجرد أصوات لم تشعر بأي شئ لم ترى اي شئ.. و كأنها فقدت جميع حواسها الا حاسة السمع... 
حتى عندما فاقت و لم تستشعر أي ضوء و علمت أنها فقدت عينيها.
هنا و فقدت سارة السيطرة على ثباتها.. بكت بنشيج قوي ېمزق نياط قلبها.. جلست أرضا و هي تنعي حياتها التي تدمرت على يد شخصا حقېر مثل كريم..
دمر حياتها و حياته هو تسير دون أي توقف أو عقبات.. تحملت هي نتيجة غلطته و سقطته مع تلك الفتاة.. فتلك الحاډثة أثبتت لها أن الكون ليس عادلا حتى يتحمل أحدهم نتيجة أخطاء أخرين.
قاطع نحيبها رسالة عاصم.. فتحتها و سمعتها فساءت حالتها ..
فها هو عاصم حب عمرها الذي لم تشعر بأي حياة قبله.. لم تشعر بأنها موجودة الا معه.. لم تشعر بأنوثتها و جمالها و كمالها الا بلمسة يده.. عاصم الذي اكتشفت أنه قريب كريم الذي أضاع نظرها..
أما عاصم فلم يكن بكامل ذهنه في عمله.. فمراجعة تلك الحسابات التي كانت تأخذ منه بضع دقائق اخذت منه حوالى ساعة كاملة و لم ينهيها.. و لم لا فذهنه ليس معه و لكن معها هي..
فبداخل قلبه يشعر بها أنها ليست بخير.. فتح هاتفه حتى يرى إن كانت سمعت رسالته.. و بالفعل وجدها سمعته و لكنه لم يرى ردها.. فأرسل رسالة أخرى بعدما رفضت اتصاله عدة مرات..
عاصم سارة طيب ردي عليا.. انتي سمعتي الرسالة يعني مش نايمة.. بس مش عارف مالك.. ايه اللي حصل.. حرام عليكي تسيبيني هاتجنن عليكي من القلق كدة..
سمعته أيضا و لم ترد.. فأرسل مرة أخرى...
عاصمبصوت خائڤ طيب بتسمعي الرسايل مش بتردي ليه.. طيب هو انا زعلتك في حاجة.. قوليلي طيب و انا هاصالحك والله.. اقولك انا هاصالحك من غير ما اعرف انا زعلتك في ايه..
حقك عليا يا ستي بس ردي عليا.
لم تحتمل هي توسلاته فقد رقت هي لقلقه و خوف قلبه.. حاولت التماسك و لملمة شتات صوتها حتى يخرج طبيعيا ثم ارسلت له رسالة قصير جدا..
سارة ماتخافش.. انا كويسة.. مافيش حاجة.. بس مصدعة شوية.. شوية و هابقى كويسة.
عاصمبعد أن سمع رسالتها و شعر بخنقة صوتها كويسة ازاي.. لا صوتك مش كويس خالص.. طيب ردي عليا عشان خاطري عايز اكلمك..
ثم قام بالإتصال بها.. و ردت هي بعد مدة..
عاصمبلهفة ما أن فتحت سارة الخط الو.. سارة..
سارة ايوة يا عاصم.
عاصم مالك يا روحي.. فيكي إيه
سارةو هي تمثل التماسك مافيش يا عاصم صدقني.. انا كويسة.
عاصم لا يا سارة فيكي حاجة.. مش على طبيعتك النهاردة خالص.
سارةاطلقت زفيرا حارا حتى تحبس دموعها لا صدقني انا كويسة.. بس تعبانة و مصدعة شوية بس.. 
عاصمو أكد زفيرها كل قلقه مش مصدقك.. قلبي مش مصدق ولا كلمة من كلامك دة.. سارة اوعي تخافي تحكيلي اي حاجة مضايقاكي.. انا موجود هنا بس عشانك.. عشان اريحك .
سارة عارفة.. عارفة يا عاصم.. ربنا يخليك ليا.. بس صدقني انا كويسة.. أو هابقى كويسة.. هارتاح شوية بس و إن شاء الله هابقى كويسة.
عاصمبيأس من أن تفصح عما بها ماشي يا سارة براحتك.. انا هاسيبك ترتاحي و نتكلم بعدين.
سارة عاصم ارجوك ماتزعلش مني.. اكيد هاقولك كل حاجة مضايقاني.. بس مش دلوقتي.. مش قادرة دلوقتي.. ممكن تستناني يا عاصم
عاصمابتسم بحب لتمسكها به طبعا.. انا ممكن استناكي لاخر يوم في عمري يا عمري.. انا بس عايز ابقى مطمن عليكي.
سارة ماتقلقش عليا.
عاصم ماشي.. هاديكي الوقت اللي تحتاجيه.. و هاسيبك ترتاحي كمان دلوقتي و تنامي.. بس مش هاعمل دة لله.. لازم اخد تمن انتظاري و خۏفي و قلقي عليكي.
سارةحاولت المزاح حتى تبعد عنه اي قلق انت راجل مش جدع على فكرة.
عاصمبدهشة ايه
سارةتراجعت و ابتسمت بحب انت اجدع و ارجل راجل في الدنيا كلها.
عاصمابتسم بعشق و انتي اجمل و ارق بنوتة انا شوفتها في حياتي.. سلام يا روحي.
لم ترد كلمته و اغلقت المكالمة على ذلك.. هدأ قلقه و لكن ليس كثيرا.. فقد كان يعمل و لكن احتلت هي الجزء الأكبر من عقله و كل قلبه..
أما هي فتحولت من حالة الاڼهيار إلى التفكير في ذلك الموقف الحرج الذي هي به.. فتساءلت كيف يجب أن تتعامل مع ذلك الحقېر.. 
فكرت كثيرا حتى هداها تفكيرها لشئ واحد.. التجاهل.. سوف تتجاهله تماما.. و إن فكر في إزعاجها سوف توقفه عند حده و بشدة..
و ادي ماضي سارة ظهر عشان يطاردها تاني.. 
ياترى إيه حكايته سي كريم و هايعمل إيه مع سارة..
و ياترى سارة هاتعمل معاه ايه ..
و رد فعل عاصم لو عرف باللي حصل و ان سارة كانت مخطوبة لإبن خالته.
و لو سارة خبت عليه ممكن يسامحها ولا هايزعل منها ..
الفصل الخامس عشر..
مر يومين منذ وصول كريم و شقيقته منة الي منزل الحاج عبد الرحمن.. كان كريم يقضي معظم وقته بالقرب من المنزل متحينا اللحظة المناسبة حتى ينفرد بسارة حتى يحاول أن يعيدها إليه مرة أخرى.
أما هي فلم تكن تعطيه تلك الفرصة أبدا.. فقد كانت تتعمد الوجود بصحبة هدى أو الحاجة هنية أو فاطمة أو اي شخص فقط حتى لا تتحدث معه.. و انزلم أحد أحدا فقد كانت تلتزم بغرفتها وحيدة..
و لكن في ذلك اليوم...
كانت الثلاث فتيات يجلسن في حديقة السرايا يتسامرن و يبحثن عن فستانا مناسبا لكل منهن لحضور حفل عقد قران هدى.. كانت سارة معهن بجسدها أما عقلها فيسبح في دوامة كرهها لكريم و عشقها لعاصم..
هدى بس بصي يا بت يا منة الفستان دة ..
منة اه هو جميل بس مش شكله هايكبرني شوية.
هدى و هو انا بوريهولك ليكي انتي.. دة لسارة.. هيبقى تحفة عليكي يا سو..
و لكن سارة لم تجيبها حيث كان ذهنها مشغولا بإيجاد طريقة حتى تبعد كريم عن دربها للأبد.. فهتفت هدى بإسمها عدة مرات لتنبهها
هدى سارة.. سارة انتي معايا ولا ايه
سارةو قد استعادت وعيها هاا.. اه معاكي.. كنتي بتقولي ايه
هدى منين معايا و منين كنت بقول ايه.. سرحان في ايه يا جميل..
سارة يابنتي خلاص مش سرحانة.. قولي بقى كنتي بتقولي ايه
هدى كنت بوري البت منة حتة فستان هيبقى تحفة عليكي.. ايه رأيك..
سارةبسخرية اممممم.. شكله تحفة.. بس مش ضيق شوية من تحت.
هدىو هي تضحك هابقى اوسعهولك يا ظريفة.. هاوصفهولك يا خفة.. و بعدين حتى لو ماعجبكيش.. هاتلبسيه و خلاص.. انا قلت كدة..
منة ديموقراطية اوي بنت خالتي.. عروستنا هادية و نسمة الحقيقة.
سارة انتي هاتقوليلي!!
هدى ايه يا حلوة
تم نسخ الرابط