رواية فائقة الروعة الفصول من الرابع عشر للسادس عشر
المحتويات
و اني يعني اتفلج
هنية بعد الشړ عنيك يا حاچ.. و انا أجدر برضيك على زعلك.. دة انت الخير و البركة...
لكزت هدى سارة في ذراعها و قاما برفع يديهما على هيئة كمان و أصدرا صوت عزف رومانسي...
هدى و سارة تيرارا را را را رار..
هنية اتحشمي يا بت انتي و هي..
ضحك الجميع معا بمرح...
دخل حسان على ذلك الجمع المرح يركض كالمعتاد...
عبد الرحمن ايوه يا حسان.
حسان في واحد برة و معاة واحدة بيجول أنه ابن أخت الست هنية و عايز يدخل.
هنية دة تلاقيه الواد كريم..
تبدلت ملامح عاصم لعدم الارتياح فعلاقته بإبن خالته كانت قوية جدا و لكنها تبدلت منذ فترة لأسباب عديدة.. لم يعودا اصدقاء بل اصبحت علاقتهما عادية مجرد أقرباء..
يعلم أنه قد أصبح زير نساء متمرس و لذلك لم يكن يحبذ فكرة وجوده بالمنزل بالقرب من شقيقته.. و تضاعفت غيرته أطنانا بوجود سارة هنا أيضا..
أما سارة.. فما أن سمعت اسم كريم حتى توترت و شعرت بقبضة قوية تعتصر قلبها.. فقد بات هذا الإسم هو كابوسها الوحيد الذي يؤرق حياتها..
استعادت وعيها على صوت هنية و هي تكمل حديثه..
هنية خالتك كانت جالتلي أنه چاي هو و منة أخته يجعدو يومين.. بس ماجلتليش مېته.. ډخله يا حسان.
هدى يا ساتر.. الواد كريم دة بقى ما بينزليش من زور من ساعة ما سافر.
سارة ليه بتقولي كدة
هدى ماعرفش بس مابحبوش و خلاص.. هو مش كان مسافر و مريحنا من طلعته البهية دي... افففففف.
سارةو قد زادت دقات قلبها بشكل ملحوظ هو.. هو كان مسافر
هدى اه ياستي.. كان في امريكا برضه.. مش عارفة انا ايه اللي رجعه.
هنية عيب اكده يا هدى.. ده برضيك يبجى ابن خالتك و في مجام اخوكي الكبير.
هدى لا معلش ابن خالتي ماشي.. بس انا ماليش اخوات الا عاصم و سارة بس.
عبد الرحمن برضيك عيب يا هدى اكدة.. ده مهما كان ضيفنا.. مايصحش كدة.
عاصم خلاص خلاص.. هو اصلا مابيطولش عن يومين يجعدهم و يمشي زي كل مرةو هو يقوم من مقعده اني هاجوم استجبله هو و منة و اچيبهم يفطرو معانا.
ارتعشت يد سارة فسقطت شوكتها أرضا فالټفت الجميع إليها..
عبد الرحمنو قد لاحظ شحوب وجه سارة منذ أن سمعت بإسم ضيفه مالك يابتي..
سارةبتلعثم ما.. مافيش بس الشوكة وقعت.
سارةسريعا لا لا.. مافيش داعي.. انا شبعت اصلا.
هدى شبعتي ايه.. دة انتي طبقك زي ما هو.
سارة معلش ماليش نفس.
دخل عاصم بصحبة ابن خالته و شقيقته التي تصغر هدي بعدة سنوات و لكن على عكس كريم فهدى تحب أخته منة كثيرا.. وقفوا خلف سارة فلم يتثنى لكريم رؤية وجهها..
عاصم و ادي الاستاذ اللي بقاله شهر في مصر و نزل على بيتهم في القاهرة و لسة فاكر أن له خالة و جاي يزورها.
كريم طول عمرك محضر خير يا عاصم والله.. مش حريقة خالص.
و ما أن سمعت سارة صوته حتى تجمدت الډماء في عروقها و وقف نبض قلبها.. فهذا هو أخر شخص تتمنى رؤيته و أن يشاركها نفس المنزل التي تعيش فيه.. و ليس اي منزل.. منزل حبيبها..
عادت بذاكرتها رغما عنها إلى ماضيها و تلك الفترة الأليمة التي عاشتها بسبب هذا الكريم.. و تاهت عن حديثهم الذي لم تسمعه من الأصل..
منة ماهو كان مستنيني يا ابيه عاصم لما أخلص امتحانات عشان اجي معاه.
عاصم انتي تنوري في أي وقت يا منة.
كريم و انا لا يعني
هنيةو هي تقف لتحتضنهما لا كيف اتجول أكده.. دة البلد كلها نورت..
و احتضنت منة بود كيفك يا منة
منة كويسة اوي يا خالتو.
كريم ازيك يا هدى..
هدى اهلا يا منونو.. تعالي يا حبيبتي و حشتيني خالص.
تقدم منهما الحاج عبد الرحمن أيضا.....
عبد الرحمن حمد الله علي السلامة يا ولاد.. معلهش مضطر اسيبكم عشان ورايا مصالح..
كريم براحتك يا عمي.. هو احنا غرب.
عبد الرحمن لا طبعا البيت بيتكم.. هاتيلي الجهوة في البراندا برة يا حاچة..
هنية حاضر يا حاچ... حالا وراك.. ياللا اجعدو افطرو انتو و اني هاروح اعمل الجهوة للحاچ.
تركتهم هنية و خرجت خلف زوجها.. ثم لاحظ كريم ظهر تلك الفتاة التي تجلس بهدوء و يكاد يكون وجودها غير ملحوظ.. فقال بلهجته العابثة و التي لم يكن من الصعب على عاصم ملاحظتها...
كريم انتو عندكو ضيوف ولا ايه.. مش تعرفونا!!
وقفت سارة سريعا پخوف و توتر كان يعصف بجسدها كله.. لاحظه عاصم.. فهي حبيبته و اكثر من يشعر بها.. فهيئتها استوقفته و زرعت القلق بداخله.. فقد كانت تستند بكفي يدها فوق المنضدة و تتنفس بصعوبة شديدة..
هدى دي مش ضيفة دي الدكتورة بتاعتي.
كريم و ماله نتعرف..
اقترب منها و ما أن وقعت عينيه عليها حتى جحظت مقلتيه هو أيضا.. أيعقل أن تكون هي.. لم تتغير كثيرا فمازالت جميلة بملامحها الرقيقة و شعرها الأسود عيونها الجميلة الساحرة رغم أنها لا ترى.. شوش تفكيره و ذكرياته صوت هدى و هي تعرفهم...
هدى دي الدكتورة سارة.. الدكتورة بتاعتي و صاحبتي و اكتر من اختي.. و اخت خطيبي كمان..
منة ايه دة بجد
هدى ايوة يا ستي.. آسر اخوها يبقى خطيبي.. لو كنتي جيتي من يومين زي ما قولتلك كنتي شوفتيه.
منة طيب ايه ما اكيد كان في صور.
هدى نفطر و نطلع و نشوفهم سوا.
كريممد يده ليسلم عليها تشرفنا يا دكتورة.
لم تحرك سارة ساكنا فقالت هدى..
هدى سارة.. كريم بيسلم عليكي.
منةمتفاجئة هي مش...
ڼهرتها هدى حتى لا تكمل جملتها و ټجرح شعور سارة..
كريممرة أخرى تشرفنا يا دكتورة.
سارةو خرج صوتها بصعوبة و كأن أحد يمسك بحلقها و ېخنقها أهلا.. عن اذنكم.
تحركت فجأة و بتوتر جسدها فأوقعت طبقها و بعض الاكواب من على المنضدة.. و في لحظة رجع كريم إلى الخلف حتى لا تصيبه شظايا الزجاج المهشم و ركض عاصم نحوها حتى يطمئن عليها غير عابئا بالزجاج الذي يسير عليه..
و هذا هو الفرق بينهما ببساطة.. فالأول اهتم فقط لنفسه و لسلامته أما عاصم فكان همه الوحيد هي.. فقط هي..
عاصم ايه اللي حصل
سارة انا اسفة.. اسفة.. معلش ماخدتش بالي.
هدى ولا يهمك يا قلبي المهم ان انتي بخير.
عاصم في حاجة جات عليكي اتعورتي
سارة لا لا.. انا كويسة.. بس هاطلع عشان اغير هدومي.
عاصم هاجيبلك فاطمة تساعدك.
سارة لا.. لا مافيش داعي..
تركتهم و تحركت بصعوبة و بخطوات بطيئة على غير عادتها.. فهي قد حفظت المكان كله و اصبح سهلا عليها أن تتجول فيه.. و لكنها توقفت على صوت عاصم و هي تتجه إلى المطبخ دون قصدا منها..
عاصم سارة.. السلم على شمالك.. انتي رايحة المطبخ كدة.
سارةشعرت بالحرج الشديد و التوتر اسفة ماخدتش بالي..
غيرت اتجاهها بالفعل و لكنها كادت أن تقع عندما تعثرت خطواتها بالسجاد الموضوعة بالأرض.. و لكن يد عاصم كانت أقرب لما من أرضية الغرفة
متابعة القراءة